الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 02:53 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الأصدقاء الثلاثة

سعيد محمود
سعيد محمود

«يــا صديــق عمــري يــا صاحــب ذكرياتــي.. إنــت كنــز أيامــي تحويشــة حياتــي».

تلــك كانــت كلمــات تتــر مسلســل «الأصدقــاء» للراحــل ســيد حجــاب.. وبمــا أن زميلــي العزيــز «محمــود علــي» أطلــق علــى تلــك المســاحة اســم «حواديــت».. وهــو اســم أحببتــه بالفعــل.. قــررت أن أحكــي لكــم اليــوم «حدوتــة الأصدقــاء الثلاثــة».

بــدأت القصــة بثلاثــة فتيــان جمعــم القــدر فــي الصــف الأول الثانــوي.. علــى «تختــة» واحــدة جلــس الفتيــان الثلاثــة طيلــة عــام كامــل.. دارت بينهــم أكثــر مــن مناقشــة.. ودب الخــلاف أكثــر مــن مــرة.

لكن الأمر كله بدأ بكوكب..

كوكب ملعون..

هــذا هــو اســم الروايــة التــي أعارهــا الأول للثالــث.. ثــم وجــدت طريقهــا بعــد ذلــك للثانــي.. لتفتــح روايــة الدكتــور نبيــل فــاروق بابــا لــم يغلــق إلــى الآن.. ويصبــح اســمها كلمــة ســحرية تجمعهــم دومــا.. ولعلهــا اللعنــة الوحيــدة طيبــة الذكــر فــي العالــم.. فقــد ربطهــم ببعضهــم إلــى الأبــد.

نمــت الصداقــة دون أن يدركــوا ذلــك.. وتعرضــوا لمواقــف كثيــرة كانــوا دومــا مــا يجــدون أنفســهم جنبــا إلــى جنــب فيهــا.. يفقــد الثالــث والدتــه فــي أثنــاء الدراســة فيســارع رفيقــاه إلــى حضــور الجنــازة والبقــاء معــه حتــى المســاء.. ثــم يعيــداه إلــى رشــده أكثــر مــن مــرة ويحافظــان عليــه مــن الانهيــار.

يتعــرض الأول لحــادث ســرقة فــي فتــرة الدراســة الجامعيــة.. ينتــج عنــه جــرح كبيــر فــي يــده.. فيحفــظ الثانــي تفاصيــل روايتــه عــن الســارق ويظــل يتــردد علــى مــكان الحادث بإصــرار حتــى يشــتبك مــع الســارق بالفعــل ويســلمه للشــرطة.

ورغــم اغتــراب الأول والثانــي فــي بلديــن مختلفيــن.. إلا إنــه عندمــا مــرض الثالــث مرضــا شــديدا ســارعا للاطمئنــان عليــه هاتفيــا بشــكل مســتمر.

وأخيــرا.. وليــس آخــرا.. رغــم مــرور الصديــق الأول بظــروف نفســية ســيئة جــدا لمــرض والدتــه الشــديد. ونزولــه إلــى مصــر ليتواجــد معهــا.. إلا إنــه لــم ينــس صديقــه الثالــث الــذي كان يعانــي مــن ضائقــة مــا.. فأحضــر لــه هديــة ثمينــة ليســعده بهــا وأصــر علــى لقائــه ليســلمها لــه ويــرى الفرحــة فــي عينــه.

وهــا هــو الثالــث الــذي لــم يقــدم شــيئا لهمــا ســوى الصداقــة فقــط.. يحــاول أن يــرد لهمــا شــيئا قليــلا مــن الجميــل بتلــك الحكايــة التــي يتمنــى أن تســعدهما.

وتوتــة توتــة.. وإن شــاء اللــه مــش هتخلــص الحدوتــة.