الطريق
الخميس 28 مارس 2024 09:22 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد الإعتراف الإيراني بإسقاط الطائرة الأوكرانية على أرضها.. الكشف عن طريقة دفع التعويضات وعلاقاتها بجنسية الضحية

الطائرة الأوكرانية
الطائرة الأوكرانية

اعترف الحرس الثوري الإيراني، بأنه أسقط طائرة مدنية تابعة لأوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 176 شخص، مؤكدا أن هذه الواقعة تمت بشكل غير متعمد، ظنا منهم أنها طائرة معادية.

وأكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن إطلاق الصاروخ الذي ضرب الطائرة، حدث نتيجة "خطأً بشرياً لا يغتفر" على حد وصفه، معلنا عن مواصلة التحقيقات لمحاسبة المسؤولين عن الحادث.

وعقبت هيئة أركان الجيش الإيراني، على الحادث، لتوضح أن الطائرة حلقت على مسافة قريبة من مواقع عسكرية تابعة لحرس الثوري الإيراني، وهذا هو السبب وراء الاعتقاد بأن هذه الطائرة تحاول استهداف تلك المواقع، وهو ما قوبل من الخطوط الأوكرانية بالنفي، وكذبت خروج الطائرة عن مسارها المتوقع قبل الضربة، وقالت إنه كان يجب على المسؤولين عن المطار إغلاقه.

نتيجة بحث الصور عن الطائرة الأوكرانية

موقف المجتمع الدولي
عقب الدكتور أيمن سلامة، استاذ القانون الدولي العام، على حادث تحطم الطائرة الأوكرانية، وأكد أن سلطات طهران تتحمل ما وصفه بـ"المسؤولية التقصيرية الدولية" تجاه المجتمع الدولي، وتجاه سلامة أمن الملاحة الجوية.

وأضاف "سلامة" في تصريحات أدلى بها لـ"الطريق" لتوضيح كافة الملابسات التي تتعلق بالحادث، أن الإهمال وعدم فرض مناطق حظر جوي تجاه كافة الرحلات الداخلية والخارجية بالإحداثيات المحددة هما السبب الرئيسي وراء هذه الواقعة، خاصة بعد أن بدأت العمليات العدائية العسكرية بين إيران وأمريكا.

وحول ما إذا رفضت إيران دفع تعويضات التي طالبت بها أوكرانيا، يقول أستاذ القانون الدولي العام، إن الرفض مستبعد تماما، لأن السلطات الإيرانية، أقرت بالفعل بمسئوليتها عن الحادث، كما أعلنت أن الصاروخ الذي طال الطائرة بالخطأ "إيراني".

الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي

قانون الملاحة الجوية
وفقا لما ينص عليه أحد القوانين الملاحة الجوية والتي تتعلق بعملية التعويضات، التي يستلزم دفعها عن إسقاط طائرة مدنية، فإن تعويضات الضحايا تختلف بحسب الجنسية، فعلى سبيل المثال، الحد الأقصى لتعويض أهالي الضحية الذي يحمل الجنسية الأمريكية يبلغ 4 ملايين و500 ألف دولار، أما إذا كان الضحية برازيلي فتصل نسبة التعويض الذي يدفع لأسرته مليونين و500 ألف دولار، أما الكندي فيصل مبلغ التعويض الذي يقدم لأسرته مليون و700 ألف دولار، والأوروبي مبلغ التعويض الخاص به يصل إلى مليون و600 ألف دولار، والأسترالي مليون و400 ألف دولار، أما الماليزي فيصل مبلغ التعويض المقدم إلى 600 ألف دولار، والصيني 500 ألف دولار.

نظام شركات الطيران الكبرى
أفاد قانون الملاحة الجوية، أن شركات الطيران الكبرى، عادة ما تقدم تعويضات مبدئية لأهالي الضحايا، لكن قبل إجراء أي تحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث، وهذه الخطوة تقوم بها كمحاولة منها لكي تحافظ على سمعة علامتها التجارية، ولكي تمنع انخفاض الحجوزات أو إلغائها، وهناك أمثلة على ذلك.

فلاي دبي
حرصت شركة الطيران "فلاي دبي" على تقديم كافة التعويضات لأسر ضحايا طائراتها التي سقطت في روسيا، وكان ذلك عام 2016، تلك الخطوة التي أقدمت عليها قبل إتخاذ أي خطوة في التحقيقات حول الحادث كمحاولة منها للمحافظة على سمعتها، لكن هناك شركات أخرى تعهدت بتقديم التعويضات اللازمة عقب استكمال التحقيقات، وكان من أبرز هذه الشركات على سبيل المثال شركة "لوفتهانزا" الألمانية، وشركة "إيروفلوت" الروسية، وشركة "إير فرانس" الفرنسية، وشركة "جاردوا" الأندونيسية.

نتيجة بحث الصور عن شركة فلاي دبي

علاقة التعويض بأسباب السقوط
شرحت النقطة التي تتعلق بالتعويضات والواردة في قانون الملاحة الجوية، العلاقة بين نسبة التعويض والأسباب التي أدت لسقوط الطائرة، حيث ترتفع قيمة التعويضات إذا كشفت التحقيقات، أن طاقم الطائرة كان هو السبب وراء سقوطها، كما حدث في تحطم طائرة "الإيرباص الألمانية"، التي سقطت فوق جبال الألب الفرنسية، في مارس 2015، خلال رحلتها من مدينة برشلونة إلى دوسلدورف الألمانية، وأكدت التحقيقات وقتها أن مساعد الطيار أسقطها عمدا.

وفي بعض الأحيان تقوم الدول نفسها بدور شركات التأمين، وذلك في حال ثبوت ضلوعها بشكل رسمي في حادثة سقوط الطائرة، وهو ما حدث في حالة الطائرة الأوكرانية التي سقطت بصاروخ إيراني، وأعترفت طهران بخطأها، وكما فعلت ليبيا عندما دفعت تعويضات إلى أسر ضحايا طائرة الركاب الأمريكية التي سقطت فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988، وذلك بعد سنوات من التحقيقات والمفاوضات والتسوية.