الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 05:20 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ماوراء الستار 

أقف على حافة الانتظار....لأتساءل في انهيار....متى سينتهي هذا الدمار ؟؟!!! خانتني الدموع رَغْمًا عني وأنا أتأمل مجري الأمطار....غمرت ملابسي دون استئذان وكأنها تريد أن تؤنس وحدتي وتشاركني حزني..... لكنني لم أكف عن البكاء وبقيت أتساءل متى سينتهي العناء؟؟ وتكشف الستار عن ماتخفيه وراءها من وجع وألالام ولما دائمًا نلتقي بمن لا يستحق البقاء؟؟!

وماقيمة العمل بعد أن أصبحت تكرر الأشياء كل صباح ورأيت بعيناك أنه يهدم الموهبة بإجتياز ويغلق شهيتك بإتقان.... حَقًّا ستلتقي بأشخاص هناك... بمرور الوقت ستجد منهم الصديق الحق،الأخ الحنون.... سيكون هو مكسبك الأكبر بَعِيدًا عن النجاح.... سيكون هو الركن الهادي الذي تشعر فيه بالدفء والأمان.... سيكون هو نصفك الأخر الذي يشبهك في كل الأشياء....لكنك لن تستطيع الوقوف أمام تحديات الزمان لابد عليك أن تخضع في استسلام.... حينما يأتي عليك الوقت الذي ينبغي فيه أن تقول وَداعًا
لكل الأشياء متنحّيًا عن السعادة التي كنت تظنها دائمة.

اشعل سجارته وأرسل نظرات طويلة إلى أمواج البحر التي بدأت تعلو لتشعره ببردوه تلتهم روحه... أخذته إلى أخر الجسر... اختبأ من الأمطار تحت شجرة أتخذت الظلام مسكن... لكنها منحته الأمان والدفء الذي يبحث عنه في جميع الأناس دون العثور عليه.

ظل يسير في ليل مسكون بالذكريات.... حتى وجد مقهى... جلس يستريح من عناء التفكير.... أفزعه الرجل الذي كتب على وجهه عزول... اقتحم وحدته دون أن يدق على باب الهجر والاشتياق... أخبره بأن الوقت تجاوز ساعتان على موعد الإغلاق... فهو ساعي منظبط يغلق في الثانية عشر صَباْحًا دون تأخير أو غياب... وألا تعرض للعقوبة في الصباح من صاحب المكان.

عاد لغرفته المظلمة مهموم البال.... شارد الفكر.....لم يجد من يتحدث معه بكل مايؤلمه... وإن وجد من سيتفهم هذه المشاعر المبعثرة....من اتخذه صديق يومًا ما.... جعله وحيد في ثوان الآن....لم يجد سوى قلم في الركن البعيد أمسك به لتسيل الدموع وتسطر عبارات الأنين.
يوم مريب.....تجمدت الدموع في عيني،وشعرت ببردوه الشتاء تلتهم روحي.....العالم تحول من حولي لم اسمع سوى صراخ بداخلي جعلني ارتجف دون مأوى أو احتماء....أنطفأت الأضواء وغاب القمر من السماء وتلاشت سعادتي معه وكل ما وجدته وضع في قلبي حزن وخيم ......الصديق تركني في منتصف الطريق.....وجعلني تائهًا دون دليل...والعمل أصبح روتين ملل رتيب بدون تغير أو جديد والوحيدة أصبحت هى الرفيق...

في صباح يوم جديد ذهب إلى مكتبه الممتلىء بالأوراق والكتب التي لا يستطيع رؤياها من كثره الأتربة الملقاه عليها في إهمال.... لكنه يعشق رؤية هذه الأشياء....خاصة عندما يجد أوراقه تحيط به من كل اتجاه.... يشعر أنها بديل عن الأشخاص.....تمنحه ما يحتاج دون مقابل أو احتجاج.

وضع بعض الملصقات على الجدران... إقتباسات من قصص العشاق التي كان يتمنى أن يلتقي بأحدهم يومًا ما....وأخذ يرتشف فنجان قهوته في هدوء تام.....

أنها أجمل الأشياء حينما اجتمع بورقي واخضعه لترتيب ما.... العمل هو أفضل روتين في الحياة.... ستواجه الصعوبات....ستنكمش وترفض البقاء... لكنك حتما ستحن يومًا ما....
ستجد كل ركن في المكان ينادي عليك في اصرار... يؤد أن يراك بشغف وانتظار....لم أعشق الحوائط والجدران وحدها ... لكن روحي تعلقت بالشارع هناك سميته "سعادة وانتصار" كلما مررت منه شعرت بنسيم الشتاء...ورائحة ورد الربيع بعطره الفواح......ينعش روحي من جديد ويمحي من عليها الغبار.....لكن الصديق أصبح شخص جديد... أصبحنا مترادفان الآن....تشابهنا في كافة الأشياء.... أصبح الاختلاف بيننا في الأسماء....هو ظلي الذي يسير معي ليحمل عني العناء.... ويهون عليه الصعاب.