الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 09:54 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
تحرير سعر الصرف وتأثيره على سوق العقارات.. جمعية رجال الأعمال: تكلفة الوحدات السكنية الجديدة سترتفع مصر والأموال الساخنة.. فرص استثمارية وتحديات اقتصادية في مواجهة الحكومة عضو المجلس القومي للمرأة في حوار لـ«الطريق»: المرأة شهدت العصر الذهبي في عهد الرئيس السيسي مصر أول دولة في العالم تضع استراتيجية... سيدات الأهلي يحققن الثنائية المحلية للموسم الثاني على التوالي ”الحشاشين”.. مسلسل يكشف استخدام الإخوان لمفاهيم السمع والطاعة المطلقة 6 جنيهات.. حملة لتثبيت سعر تعريفة التوك توك داخل سمالوط رئيس الوزراء يؤكد ضرورة وضع أجندة تنفيذية لمخرجات المرحلة الأولى للحوار الوطني رسالة جديدة من نتنياهو لعائلات المحتجزين البترول تسدد 30 مليون دولار جزء من مستحقات شركة كابريكورن إنرجي مصرع شاب على يد آخر في مشاجرة بالمنيا مواد غذائية شائعة يحظر تناولها أثناء تفاقم التهاب المعدة جي بي مورجان يتوقع ارتفاع برميل النفط إلى 100 دولار بسبب روسيا

تفكيك الموت.. فى عيد الشرطة ”الطريق” تحاور ضباط المفرقعات

خبير مفرقعات
خبير مفرقعات

اللواء علاء عبدالظاهر: «اللياقة النفسية والبدنية» أهم معايير اختيار ضابط المفرقعات

أبطلنا مفعول قنبلة استهدفت رئيس وزراء فى اللحظات الأخيرة

ضابط المفرقعات يودع أهله كلما نزل إلى عمله.. والتعامل مع العبوات هو التعامل مع الموت تمامًا

«لا تأسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب، لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها، تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب»، بهذه الكلمات بدأ اللواء علاء عبدالظاهر، خبير المفرقعات، نعى أصدقائه من ضباط المفرقعات بالشرطة، الذين راحوا ضحية غدر أعداء مصر، أثناء تأمينهم للحدود الداخلية للبلاد.

اللواء علاء عبدالظاهر، مدير إدارة المفرقعات السابق فى القاهرة، كما شغل منصب مساعد الوزير للحماية المدنية الأسبق قبل ذلك، ضابط مفرقعات، تخرج فى كلية الشرطة عام 1982، من مواليد القاهرة.

معايير الاختيار

يقول اللواء عبدالظاهر «يدرس طالب الشرطة بعض المحاضرات عن تفكيك المفرقعات، لكنها ليست الأساس فى إجادة وظيفتهم، ولكن بعد الكلية يوجد منهم من يتوافر فيهم لياقة نفسية، ولياقة بدنية، ومعلومات علمية، يتم اختيارهم ليكونوا ضباط مفرقعات، وذلك بعد اختبارات قاسية».

وينضم ضباط المفرقعات فى الوحدات الأمنية إلى وحدة الحماية المدنية التى تنقسم لثلاثة أقسام: إطفاء، وإنقاذ، ومفرقعات، ثم يأتى دور الدورات العلمية الكثيفة، والتدريبات الشاقة، وورش العمل خارج البلاد، من خلال بروتوكولات مع القوات المسلحة، ومن هنا يكتسب خبرة تأهله ليكون خبير مفرقعات أو خبير مطافى، أو خبير إنقاذ، كل حسب تخصصه.

علم المفرقعات

يتعلم الضابط الخريج حديثًا الأساسيات فى علم المفرقعات، وأسياسيات فى التعامل مع أخطارها، ثم يوجه كل ضابط حسب ما يجده من نوع المواد الخطيرة التى أمامه، والمفرقعات هى المواد التى يتكون منها القنبلة أو العبوة أو أى نوع من المتفجرات.

وعلى الرغم من أن الأهل أول من يعترضون طريق ضابط المفرقعات، وعند تبليغهم بالتخصص يخيم الحزن على المنزل، ويظلون فى قلق لحين موعد عودة نجلهم للمنزل سالما دون أى إصابات.

تجهيز أنفسهم للموت

ننزل من بيوتنا مودعين كل أحبائنا، ونتوكل على الله، واضعين أرواحنا على أيدينا، لا نعرف هل سنعود سالمين، أم لا؟.

جل ما يهمنا هو أن نحمى المواطنين فى الشارع من كل أذى يصدر من أعداء مصر، ودائما ما أرفع «السبابة» وأتلو الشهادة، لكن بمجرد سماعى لصوت الانفجار أثناء تفكيك القنبلة لا يتبادر إلى ذهنى إلا نقص عضو من جسم أحدنا، أو موته، لأن لدينا قاعدة تقول: الخطأ الأول هو الخطأ الأخير.

أول بلاغ كان حادثا لرئيس وزراء سابق، ووضعوا له عبوة ناسفة فى سيارته، وجاءهم بلاغ، ومشوا بخطى سريعة للمكان، وفكوا العبوة دون أى خسائر فى الأرواح، وكان لذلك أثر بالغ على نفسه.

كثيرًا ما شاهد عبوات تحدث أصواتا مدوية لا يوجد بها أى مواد متفجرة خطيرة، كل هدف من يزرعها أن يتسبب فى زعزعة استقرار المنطقة الموضوعة بها، وترهيب سكانها.

إصابته فى حادث الاتحادية

تلقى بلاغات من الضباط المنتشرين فى جميع أنحاء العاصمة، ووجد بلاغا من ضابط أن هناك جسما خطيرا موجودا فى شارع الأهرام، وطلب منه اللواء عدم التعامل معه إلا بعد وصول الأجهزة، فوجد إجابة صادمة منه، بأنه قد تعامل معه، واستطاع تفكيك العبوة.

وبعد وصول سيارة التعامل التى تحمل أجهزة المفرقعات، كانت توجد عبوة أخرى انفجرت فى الضابطين المتواجدين، توفى واحد، وأصيب الآخر بشكل بالغ، وعندما وصل اللواء علاء إلى مكان الحادث، حاول الضابط الشهيد محمد لطفى أن يكمل فك العبوة، إلا أنها انفجرت وأدت إلى استشهاده، وإصابة مدير إدارة المفرقعات.

السلك الأحمر والأخضر

أشار «عبدالظاهر» إلى أن الأمر ليس مثل ما تصوره الأفلام، وتنقله السينما، لأن ذلك ما يكون نادر الوجود فى عبوات المفرقعات، ولأن التعامل بشكل مباشر هو آخر خطوة نضطر للجوء إليها أثناء التعامل مع المفرقعات.