الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 04:27 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

دموع خلف الجدران.. أقباط في انتظار قانون الأحوال الشخصية

زواج تعبيرية
زواج تعبيرية

فيفى: حماتى حولت حياتى لجحيم وزوجى «محلك سر»

سامح: «مش قادر أكمل حياتى ومراتى بتعتبرنى خزنة فلوس»

ماريان: مدمن وطردنى بهدوم البيت فى نص الليل

القس رفعت: لا يوجد طلاق فى الكنيسة الكاثوليكية نهائيًا ولكن لديها شىء يسمى بطلان عقد الزواج إذا بُنى الزواج على غش وخلافه

جميع الطوائف توافق على مشروع قانون الأحوال الشخصية للأقباط بنسبة 98 %

فى تصريح تلفزيونى له، قال القس رفعت فكرى، رئيس لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر، إن الكنائس قامت بإعداد مشروع قانون للأحوال الشخصية للأقباط، لافتا إلى أن القانون عليه توافق كبير باستثناء بعض الاختلافات الخاصة بكل طائفة.

وأضاف «فكرى»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحصرى، ببرنامج «مساء dmc»، المذاع على فضائية dmc، أن الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر لها علاقة بكنيسة الفاتيكان، وصدور القانون تأخر، لأن الكنيسة أرسلت نص القانون لكنيسة الفاتيكان للموافقة عليه، ولم يتم الرد حتى الآن على مشروع القانون سواء بالرفض أو القبول.

ولفت رئيس لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر إلى أن المبدأ الرئيسى فى المسيحية هو الحفاظ على الأسرة، لذلك هناك تشدد كبير فى الطلاق أو التطليق، حتى لا تتفكك الأسر، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض المشكلات التى فى حاجة إلى حسم ومواجهة، مشيرًا إلى أن قانون الأحوال الشخصية حاول حل الكثير من المشكلات.

وأضاف أن الكنيسة الكاثوليكية لا يوجد فيها طلاق نهائيًا، ولكن لديها شىء يسمى ببطلان عقد الزواج، إذا بنى الزواج على غش وخلافه، وهذا من شأنه حل الكثير من المشاكل، مشيرًا إلى أن جميع الطوائف توافق على مشروع قانون الأحوال الشخصية للأقباط بنسبة 98 %.

ما قاله القس رفعت لم يتطرق إلى الأزمات التى تعيشها آلاف الأسر القبطية ولا مآسى الغرف المغلقة بين زوجين استحالت العشرة بينهما تماشيا مع طبيعة الحياة الزوجية التى قد يعتريها الخلاف ويصل لمنتهاه، لكن الانفصال تعترضه عقائد كنسية ونصوص مقدسة ما يجعل حل الطلاق شبه مستحيل إن لم يكن مستحيلا بالفعل.

«الطريق» ذهبت لعكس التيار واستمعت لقصص أسر قبطية تنتظر الطلاق بفارغ الصبر بعدما استحالت الحياة مع شريك الحياة، وتأثير الوضع المتأزم على مستقبل الأسر والأطفال.

«فيفي.ك»، زوجة تبلغ من العمر 32 سنة، ومعها طفلان ومتزوجة فى شقة حماتها ومضت عدة سنوات من زواجها على هذا الوضع حتى عرفت المشاكل اليومية طريقها إلى منزل الزوجية، وكان الزوج لا حول له ولا قوة ودائما «يسمع كلام أمه»، بحسب تأكيد الزوجة.

وأضافت فيفى أن حماتها كانت هى الحاكم الناهى فى المنزل دون أى تأثير أو رأى لزوجها، ما حول حياتها لجحيم كزوجة تحلم ببيت مستقل تربى فيه أولادها وتعتنى بزوجها.

وقالت الزوجة إن حياتها تحولت لكابوس لا يطاق «اعتادت حماتى كيل الإهانات لى دون سبب واضح خاصة أمام طفلى وزوجى الذى وقف موقف المتفرج وكلما حدثته ليدافع عنى يقول لى أمى هعملها إيه يعنى»، فهو يقف فى صف والدته ولو كانت على خطأ. استمر الوضع هكذا مع فيفى التى قررت أن تضع حدا لكل تلك الإهانات بعد أن بدأ المرض يتسلل لجسدها ودخلت فى نوبات اكتئاب، خاصة فى ظل غياب أى مخرج للوضع.

طرقت الزوجة أبواب الكنيسة القريبة منها وجلست مع الكاهن، وحاول رجل الدين التدخل لحل هذه المشكلة أكثر من مرة دون جدوى، حتى لجأت إلى الكاتدرائية بحثا عن حل لمشكلتها، لكنها اصطدمت بأن طلبها الطلاق غير مطروح بالمرة لتنافيه مع تعاليم الكتاب المقدس.

وحينما اشتد الوضع سوءا اخذت فيفى القرار الصعب بأن تترك بيتها وأطفالها وتترك ملتها لأخرى بحثا عن الخلاص.

«سامح.م» شاب متزوج يبلغ من العمر 40 سنة ولديه طفل واحد عنده 15 سنة، كأى بيت مصرى عرفت الخلافات الزوجية طريقا له، وترك على إثرها المنزل تاركا طفلا عمره ثلاثة شهور وكانت الزوجة تطلب من الزوج مصاريف ابنها وكان الشاب يقوم بهذا الأمر.

يقول سامح «كانت حالتى المادية على ما يرام قبل الزواج وفجأة حصل أمر فى شغلى وقعت خلاله فى ظروف ومشاكل خسرت فيها كل شىء والحال اتبدل 180 درجة وزوجتى لا تحتمل هذه الظروف والصعوبات ومن هنا بدأت المشاكل وحاول ناس من اهل الدين التدخل فى هذا الأمر لحل المشكلة لكن مع الأسف دون حل».

يتابع الزوج «لجأت فى النهاية للكنيسة أكثر من مرة لحل هذه المشكلة، التى تبلغ سنين ولم نجد حلا وبعد سنين عندما يئست، قررت أن أتزوج فتاة أخرى بقانون الأحوال المدنية، بالرغم من علمى بالمخاطر والعقوبات التى تواجهنى».

يقول الزوج «المشكلة بدأت باعتبارى زانيا بنظر الكنيسة، لكن فى النهاية لم يكن هناك حل فى ظل غياب قانون الأحوال الشخصية وانسداد الأفق».

ضحية المخدرات «ماريان ع» زوجة فى أوج شبابها 28 سنة، كانت متزوجة من شاب يعمل وكان لديه مكتب تأجير سيارات، لكن مع الأسف لم ينجب أطفالا وكان من حسن حظ الزوجة.

تضيف «كان زوجى مكافحا ويعمل بجدية ويسود بيننا الحب قبل أن ينقلب حالنا فجأة بعد أن عرف طريق تعاطى المخدرات، لتقتحم المشكلات حياتنا ووصل الأمر للضرب والسب والإهانة والطرد فى منتصف الليل بملابس البيت وكان بعض الجيران يفتحون ابوابهم لإنقاذ الموقف».

واستطردت ماريان «فى النهاية لجأت إلى الكنيسة وللقانون بحل هذا الأمر وإنقاذى من رجل مدمن وكان رد الكنيسة يبقى الوضع كما هو عليه والحل الذى اتخذته الكنيسة بأنها تحول الزوج لدكتور نفسانة ومصحة لعلاج الإدمان لكن الزوج رفض».

واختتمت «تركت منزل الزوجية خشية على حياتى وأمكث لدى أسرتى منذ شهور طويلة دون حل والعمر بيجرى».