المخرج يسرى نصر الله: تلقيت صدمة من يوسف شاهين وعملي معه كان كابوسا

قال المخرج والسيناريست يسري نصر الله، إن حلمه في السينما راوده وهو في عمر ست سنوات، خاصة وأن طفولته لم تكن سعيدة بالمرة، موضحا أن السينما والقراءة كانتا المتنفس الوحيد للخروج من ضائقة الحياة اليومية وحياته المنعزلة في مدرسته الألمانية التي كان يختلف التعليم فيها عن التعليم المصري فى ذلك التوقيت.

وأضاف نصر الله - في ندوة ضمن اللقاء الفكري بالقاعة الرئيسية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 51 اليوم الأحد - إن هذه الطفولة غير السعيدة دفعته لاتخاذ "قرار مجنون" بعد الحصول على الثانوية الألمانية بالتقدم للدراسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بقسم الإحصاء.

ولفت إلى أن هذه الخطوة كانت بمثابة انفتاح كبير بالنسبة له خاصة مع الحركة الطلابية فى سبعينيات القرن الماضي؛ وبعدها ذهب إلى بيروت للعمل بالتدريس في منطقة (تل الزعتر)، وهناك عرض عليه كتابة مقالات لجريدة (السفير) عن العمل السينمائي، ثم عاد بعد أربع سنوات ليتواصل معه المخرج الراحل يوسف شاهين، وطلب منه إنهاء أعماله في بيروت والعودة للعمل معه في مصر مقابل راتب شهري قدره 30 جنيها، رغم أنه كان في ذلك الوقت يتقاضى في لبنان أجرا ما يعادل 3 آلاف جنيه، ووافق رغم ذلك.

وأضاف "حينما عدت إلى مصر وذهبت لمقابلته وجدته قد سافر فشعرت أن مستقبلي ضاع وبعد ذلك علمت أن هناك تأبينا سيقام لشقيقته فذهبت لأقابله، فوجدته قد سافر، فشعرت بأن مستقبلي قد ضاع، وبعد ذلك علمت بأن هناك تأبينا سيقام لأخته المتوفية فذهبت والتقيته، وحينما حييته وجدته لا يذكرني، وسألني"انت مين" وكانت هذه صدمتي الكبرى، إلا أنه بعد فترة تذكر وطلب مني العمل في شركته وكتابة تقارير عن سيناريوهات الأفلام.

وأوضح أنه حينما بدأ العمل في فيلمه (سرقات صيفية) كان يحرص على التحضير للعمل بشكل جيد من حيث أماكن التصوير وكتابة النص والإعداد لمراحل تصويره.

ووصف عمله مع يوسف شاهين في فيلم (إسكندرية كمان وكمان) بأنه كان بمثابة كابوس بالنسبة له لأن يوسف شاهين لم يكن ينسى أبدا أنه مخرج أثناء عمله كممثل فقد كان يقف أمامه كممثل ويعدل على عمله بل وقد يسبه، وعقب هذا الفيلم أصيب باكتئاب شديد وسافر إلى ألمانيا، وهناك كتبت فيلم (مرسيدس) فأعجب به يوسف شاهين.

وأكد أن يوسف شاهين هو الذي نجح في وضع السينما المصرية والعربية على خريطة المهرجانات العالمية.

وأشار إلى أنه أثناء عرض فيلم (إسكندرية ليه) الخاص بحضور الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورغم أنه كان ممنوعا من العرض في معظم الدول العربية بسبب اتهامات ليوسف شاهين بالتطبيع لوجود شخصية لفتاة يهودية، فوجىء برد فعل الزعيم الراحل ياسر عرفات باستغرابه من منع عرضه في الدول العربية".