الطريق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 01:39 مـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رجلٌ مهجورٌ.. وزائرٌ أخير

قُلْ ما تشاءُ عن الأماكنِ

فالمواعيدُ الغيابُ،

وقفتَ وحْدكَ مثلَ عُودِ القَشِّ

تَهجرُكَ السنابلُ

لا تُداعبُكَ الرياحُ

ولا يَعُوزُكَ غيرُ عُشِّ الذكرياتِ

فهل ستَبكي الآن؟

دقَّ الوقتُ في عينيكَ مِسمارًا

وعلَّقَ فوقه صورَ الذين مضَوا

لتَرْقُبَ عَبْرَهمْ كَتفيْكَ في المرآةِ

لم يأتِ الغريبُ

ولن يُربِّتَ غيرُ كَفِّكَ

هل ستَبكي الآن؟

أم ستبيتُ هذا الليلَ خلفَ البابِ

تستبقانِ في صَدَأٍ وفي صمتٍ طويلٍ؟

كُلما دخنتَ سيجارًا

تذكرتَ الذين تَفَرقُوا مِثلَ الدُّخانِ

إذا تَلاشى تاركًا طعْمَ الحنينِ على الشِّفاهِ

ولسْعةً تحتَ الضلوعِ

فهل ستَبكي الآن؟

وحْدَكَ أنتَ

لا يَعنيكَ ما يَجري وراءَ البابِ

تَنتظرُ الغريبَ،

ولا تُغادرُ خلْفَ ما تَشْتَمُّ مِن عطرٍ

لأن الوردَ لا يأتي بلا طَرْقٍ على الأبوابِ

إلا كي يقولَ بأن هذا البيتَ مقبرةٌ

وأن الزائرينَ اسْتودعُوكَ

وقفتَ تنظرُ للجدارِ

تظنُّ أن الشرخَ شباكٌ

وأن الغائبينَ عناكبٌ

ستُطِلُّ ذاتَ فَراشةٍ

كم أنتَ وحْدكَ يا حزينُ!

فهل ستَبكي الآن؟

أم يؤذيكَ دمعُكَ

إن تَعانَقَ مِلحُهُ

ورأيتَ حِضْنكَ فارغًا

يا حَبَّةَ الملحِ الوحيدةَ؟

أنتَ تَجرحُني

ويجرحُ صمتُك اسْمي

ليسَ في عينِي سِواكَ

ولا أَرى إلا سَرابي في عُيونكَ

مِلْءُ نَظرتِكَ انتظارٌ

واللقاءُ هو الغيابُ

فهلْ أنا ميْتٌ

لأني الآن مِثلَكَ

صارَ يَجرحُني البكاءُ؟

بَكى..

ومات.