الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 08:16 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حاكموهم

مصطفى عبدالعزيز
مصطفى عبدالعزيز

●‭ ‬المتابع‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬فيما‭ ‬يطلقون‭ ‬عليه‭ - ‬فنا‭ - ‬يصاب‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الضيق‭ ‬والاشمئزاز‭ ‬والاستفزاز‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬فهذا‭ ‬واحد‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬عاريًا‭ ‬بكلمات‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الغرابة،‭ ‬وهذا‭ ‬آخر‭ ‬يغنى‭ ‬للخمر‭ ‬والحشيش‭ ،‬وهذه‭ ‬امرأة‭ ‬تفعل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬غريب ‬وشاذ‭!!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬قبلهم‭ ‬ومعهم‭ ‬خرج‭ ‬علينا‭ ‬مشايخ‭ ‬الإرهاب‭ ‬أصحاب‭ ‬الفتاوى‭ ‬الغريبة‭ ‬والمحيرة‭ ‬والشاذة‭ ‬أيضًا‭!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬وكأن‭ ‬قدرنا‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭ ‬أو‭ ‬يُفرض‭ ‬علينا‭ ‬التطرف،‭ ‬إما‭ ‬أقصى‭ ‬اليمين‭ ..‬وإما‭ ‬أقصى‭ ‬اليسار‭ ،‬ليصاب‭ ‬شبابنا‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الحيرة‭ ‬والتشتت‭ ‬والوصول‭ ‬لقناعات‭ ‬أكثر‭ ‬تطرفًا‭!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬ولست‭ ‬أدرى‭..‬ أهى‭ ‬صدفة.. أم‭ ‬شىء‭ ‬مخطط‭ ‬يراد‭ ‬به‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ - ‬اللاعقل‭- ‬بين‭ ‬شبابنا‭ ..‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬صدفة‭ ‬فأين‭ ‬عقلاء‭ ‬الأمة؟‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬مخططًا‭..‬ فمن‭ ‬يحمى‭ ‬شبابنا‭ ‬منه؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬ومن‭ ‬يسمح‭ ‬لهؤلاء‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الفريقين‭ ‬باللعب‭ ‬فى‭ ‬عقولنا؟‭ ‬وإلى‭ ‬متى؟‭ ‬ومن‭ ‬يحصد‭ ‬النتائج؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الماضى‭ ‬القريب‭ ‬فمعظمنا‭ ‬لا‭ ‬ينسى‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬هى‭ ‬فوضى‮»‬‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬فيه‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬بعده‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬ينسون‭ ‬أو‭ ‬يتناسون‭ ‬أن‭ ‬ذاكرة‭ ‬المصريين‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬تعتمد.. ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المشاهدة‭ ‬والسمع‭ ‬وتتأثر‭ ‬بهما‭ ‬غاية‭ ‬التأثير‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬وللأسف‭ ‬خرج‭ ‬علينا‭ ‬كلا‭ ‬الفريقين‭ ‬وأولهم‭ ‬من‭ ‬يطلقون‭ ‬عليهم‭ ‬‮«‬فنانين‮»‬‭ ‬ليصيبوا‭ ‬شباب‭ ‬مصر‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الاستفزاز‭ ‬بأشكالهم‭ ‬وأغانيهم‭ ‬وأموالهم‭ ‬الطائلة‭..‬ فى‭ ‬وقت‭ ‬يعانى‭ ‬فيه‭ ‬الشباب‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬القليلة؟‭!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬فإلى‭ ‬من‭ ‬يهمه‭ ‬الأمر‭- ‬وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يهمنا‭ ‬جميعًا- ‬لا بد‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬سريع‭ ‬لوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬فأى‭ ‬منطق‭ ‬يجعل‭ ‬عدد‭ ا‬من‭ ‬الأشخاص‭ - ‬لا‭ ‬يتعدى‭- ‬أصابع‭ ‬اليد‭ ‬يصيب‭ ‬ملايين‭ ‬المصريين‭ ‬باليأس‭ ‬والإحباط؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬وأى‭ ‬عقل‭ ‬يرضى‭ ‬بأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬يجمعون‭ ‬الملايين‭ ‬ويخرجون ‬علينا‭ ‬صباحًا‭ ‬ومساء ‬وكأنهم‭ ‬يخرجون‭ ‬للمصريين‭ ‬ألسنتهم‭ ‬ويقولون‭ ‬لهم‭ ‬موتوا‭ ‬بغيظكم؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬النتيجة‭ ‬الطبيعية‭ ‬لاستفزاز‭ ‬جموع‭ ‬الناس؟‭ ‬ومن‭ ‬يتحملها؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المتحمل‭ ‬الوحيد‭ ‬لبضعة‭ ‬أشخاص‭ ‬يستفزون‭ ‬الملايين‭ ..‬هى‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وحدها‭!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬فهل‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تستحق‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬‮«‬الرويبضة‮»‬‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الفن‭ ‬أو‭ ‬الدين‭ ‬نتائج‭ ‬أفعالهم‭ ‬الشاذة؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬وللمسؤولين‭ ‬أقول‭ :‬كفانا‭ ‬وكفاكم‭ ‬أن‭ ‬يتكسب‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬وتكونوا‭ ‬أنتم‭ ‬ونحن‭ ‬الخاسرين‭!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬فليس‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬رشادة‭ ‬ولا‭ ‬عقل‭ ‬ولا‭ ‬حكمة‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬استهتار‭ ،‬وللأمانة‭ ‬أقول:‭ ‬الموضوع‭ ‬تعدى‭‬ حالة الانشغال‭ ‬بالحالة‭ ‬إلى‭ ‬الاستفزاز‭ ‬من‭ ‬الحالة‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

●‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الفريقين‭ ‬متطرفان.. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يحاكم‭ ‬على‭ ‬التطرف.. ‬فحاكموهم‭ ‬بتهمة‭ ‬تكدير‭ ‬السلم‭ ‬العام‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬