”سقف سقف”
"لو حظك بوِّز زغزغه.. تلقى المشاكل اتلغوا.. ولو الظروف هتسخَّف.. سقَّف سقَّف اوعى توقَّف".
تلك كانت بعض كلمات أغنية "سقَّف" للمطرب رامي جمال، تلك الكلمات التي خرجت من القلب، فوجدت طريقها إلى القلوب قبل الآذان، لتحقق في أقل من يومين أكثر من خمسة ملايين مشاهدة على "يوتيوب"، وتصبح حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعطي رسالة أمل تحمل أكثر من معنى.
تعاطف البعض مع الأغنية بسبب موقفهم الإنساني من المطرب رامي جمال، الذي كان قد أعلن منذ شهور عن إصابته بمرض البهاق، بينما تعاطف البعض الآخر مع كلماتها التي تحث على الصبر وتشعل الأمل من جديد، وتشجع على النجاح.
وبالطبع كان لظهور أكثر من نجم فني ورياضي في فيديو الأغنية سببا في تخطيها هذا العدد من المشاهدات، خصوصا وأن رامي جمال جمع في الفيديو أكثر من شخصية محبوبة، على رأسهم صاحبة السعادة الفنانة الجميلة إسعاد يونس، ورمضان صبحي وشيكابالا، لكن ما لفت انتباهي للأغنية ونجاحها كان شيئا مختلفا تماما جعلني بالفعل أصفق للقائمين عليها.
فقد جاءت الأغنية بكلماتها وتفاعل السوشيال ميديا معها لتشكل -دون قصد- بارقة أمل ولمحة جمال ورقي، في وقت احتفت فيه الساحة الفنية -للأسف- ببعض الذين يدَّعون أنهم من أهل الفن، بكلماتهم السوقية البذئية، التي تساهم بكل إصرار في هدم الأجيال الجديدة، مستكملة في ذلك مسيرة المنتج "بياع اللحمة" وأسطورته المزعومة "نمبر وان".
نعم.. جاءت أغنية رامي جمال لتؤكد أن الجمال يجد طريقه للقلوب قبل العقول، رغم أصوات طرقات "الشاكوش" المزعجة، وطلقات "المدفعجية" المدمرة للأخلاق، ونفير "بيكا" الجالب للعنات الكون.
لذلك عندما يخرج علينا "نمبر وان" المتباهي بطيارته صائحا بحنجرته الصدئة "طلب لي الكاس قلت له بلاش"، وعندما يرفع "شاكوش" و"بيكا" ومدفعيتهما عقيرتهم بأنكر الأصوات "يلا نعمل ليلة زفاف للعيال ولاد الغازية"، سيجدون الرد على الفور "لو عايزها ما تبقاش ضيقة بطل بص وبحلقة".
وكلما صعد أحد المسوخ من قاع الجحيم ليأخذ الذوق العام ويهوي به إلى دركه الأسفل، سنردد في وجهه بكل حماس "اهدى يا بنك النرفزة.. وبلاش تنكش على الأذى"، وسنجد في نهاية الأمر أن الدنيا بالفعل "طعمها سكري"، لذك يجب أن نحتفي بأغنية رامي جمال ونقول له بكل صدق "اوعى توقَّف".
