الطريق
السبت 20 أبريل 2024 12:18 مـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كيف يتابع فاقدو البصر مباراة القمة؟ الشعراوي: متعصب للأهلي وهاتفرج لوحدي.. وعبدالله: صاحبي بيوصفلي شكل فريق الزمالك

محمد الشعراوي كفيف أهلاوي
محمد الشعراوي كفيف أهلاوي

"البصر لا يفقدنا حماسة التشجيع".. هكذا يمكن وصف حماستهم واستعدادهم للمباراة التي تجمع بين بين الأهلي والزمالك بالسوبر المحلي، المقرر لها السابعة مساء غدًا الخميس على استاد محمد بن زايد بدولة الإمارات، إنه مشوار مشجعي الأهلي والزمالك من فاقدي البصر.

ويروي محمد الشعراوي، الذي أصيب بفقدان البصر بسبب مرض السكري، والذي تسبب بتلف تام في الشبكية، إنه لم يفقد الأمل في استمرار الحياة، وأنه يحاول طوال الوقت خلق أجواء السعادة في حياته.

ويؤكد "الشعراوي" أنه كان مشجعا متعصبا للنادي الأهلي، قبل فقدان بصره في المرحلة الجامعية، قائلا"ً كنت بروح كل مباراة للأهلي في المحافظات، لكن بعد فقدان بصري اكتفيت بمتابعة المبارايات على القهوة أو في البيت".

بين السعادة والقلق، تتأرجح مشاعر، الرجل الثلاثيني، حيث يتذكر أوقات متابعته للمبارايات التي كانت تجمع بين قطبي كرة القدم في مصر، وهما الأهلي والزمالك، إلا أن هذه السعادة يتخللها بعض مشاعر الحزن، على فقدانه البصر الذي حرمه من متعة متابعة حركات كل لاعب.

وعن متابعة "الشعراوي" مباراة الأهلي والزمالك اليوم الخميس، أوضح شعراوي أنه سيكتفي بمشاهدتها في المنزل، قائلاً" بكرة هتابع مباراة الأهلي والزمالك في أوضتي لوحدي علشان أعرف أركز في كل حاجة تحصل في المباراة".

اقرأ أيضًا: مصدر بالجبلاية للطريق: الإمارات تستضيف قمة الأهلي والزمالك الثانية في الدوري

"لو الأهلي فاز هكون في غاية السعادة لأنه فريقي المفضل وأنا متعصب له، ولكن الرياضة مكسب وخسارة وكلنا في الأخر مصريين"، هكذا وصف محمد الشعراوي موقفه من فوز أو خسارة الأهلي في مباراة غدًا أمام الزمالك.

وفي السياق ذاته، تأتي رحلة عبدالله الطنطاوي، صاحب الـ22 عام، من مدينة طنطا، التابعة لمحافظة الغربية، الذي ولد كفيفًا، وحرم من الكثير من ما يتمتع به الأطفال وهم صغار، مثل لعب كرة القدم، التي لطالما أحب صوت أصدقائه وهم يلعبونها، لكنه لم يستطع المشاركة معهم.

وعشق "عبدالله" الزمالك منذ صغره، وشعر بأن اسمه ارتبط بروحه، لم يرى أي من اللاعبين، لكنه سمع وقع أقدامهم داخل الملعب، وسمع صياحهم ن خلال الموجات التي تصل إلى أذنيه عن طريق سماعة الراديو، وبمجرد سماعه إعلان المذيع عن هدف للزمالك يرقص قلبه فرحًا، ويسيطر عليه الحزن إذا خسر صاحب القلعة البيضاء المباراة، أو تعادل.

وتعلم "عبدالله" حب الزمالك من أحد أصدقائه، الذي يدعى محمد حسين، والذي يلازمه أغلب الأوقات، وكان يحكي له عن شكل فريق الزمالك المهيب، ويصف له كل لاعب، حتى استقرت صورهم بذهنه، وبمجرد سماعه لاسم اللاعب تتسارع إلى ذهنه صورته التي صنعها له، ويصف يحكي له مجريات الأمور داخل الملعب.

ويستمع "عبدالله" إلى المباريات مع صديقه المقرب على إحدى المقاهي، لكن يغلب على صوت المباراة المشاكل التي تحدث بين رواد المقهى من الجانبين، فبمجرد أن يسجل أحد الفريقين هدفا، يسمع عبدالله هدير مشجعيه، الذي لا يهدأ إلا بدخول هدفا في شباك فريقه، أو بهجمة خطرة عليه.

"مباراة الأهلي والزمالك بتكون صعبة وبحب اسمعها في البيت"، بهذه الكلمات وصف عبدالله حالة عندما يعلم بميعاد مباراة الأهلي والزمالك، ويفضل أن يجلس في المنزل ليستريح من الأصوات المرتفعة في المقهي، التي تؤذي أذنه لأن حاسة السمع عنده قوية بامتياز.

واختتم "عبدالله" كلامه بأنه لا يستمع إلى مباريات الأهلي ليعرف النتيجة ويفرح بخسارتهم، لكن كل ما يهمه هو معرفة أخبار معشوقه صاحب اللون الأبيض، الذي لطالما اهتم بأخباره، وكل ما يجد في ساحة قلعته البيضاء.