الطريق
الخميس 8 مايو 2025 06:39 صـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

غاز المتوسط.. أطماع تركية شيطانية وسط تحذيرات مصرية

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

يصر الديكتاتور العثماني رجب أردوغان على الاستمرار في ترويج الأكاذيب، إرضاءً لشهوة السيطرة على احتياطيات الغاز والنفط في البحر المتوسط، ووصلت الجرأة إلى حد تأكيد مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركى، أن التنقيب عن هذه المصادر وإجراء دراسات عليها يعد حقًا سياديًا لتركيا، واصفاً الاتفاقية التي أبرمت بين مصر وقبرص عام 2013 بهدف استغلال المصادر الطبيعية الممتدة فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لهما شرق البحر المتوسط، لا تحمل أى صفة قانونية.


طمع تركي

كان من الصعب أن يلتزم الديكتاتور العثماني رجب أردوغان الصمت حيال ثروات المتوسط، فقد حرص على اتباع أساليب شيطانية من أجل تحقيق أطماعه الشهوانية من خلال فرض السيطرة على ثروات البحر المتوسط، عبر الغزو العسكري أو القوى الناعمة "من خلال إرسال الدعاة والمدارس التركية في أوروبا وتمويل المراكز التي تحض على التطرف".

وحرص أردوغان على تمويل التنظيمات المسلحة والمرتزقة في سوريا وليبيا، ودعم تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر، علاوة على ممارسة أنشطة عسكرية استفزازية في قبرص واليونان".
 

الرئيس أردوغان


أكاذيب تركية

وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أكد مطامع أردوغان وأحلامه التوسعية في الجزيرة القبرصية المحتلة، وبحر إيجة اليوناني، كاشفًا عن مخططات بلاده للبدء في أعمال تنقيب عن النفط والغاز شرقي المتوسط، كونها إحدى العناصر الهامة لسياسة بلاده تجاه الطاقة.

وروج أوغلو للأكاذيب من خلال التأكيد على أن التنقيب عن هذه المصادر وإجراء دراسات عليها، يعد حقا سياديا لتركيا، وأنهم سيواصلون البحث عن حقول النفط والغاز المحتملة  في منطقة شرقي البحر المتوسط، معربا عن رفضها للاتفاقية المبرمة بين مصر وقبرص، كونها لا تحمل أي صفة قانونية. 

اتفاقية ترسيم الحدود المصرية اليونانية

وتهدف الاتفاقية المصرية القبرصية اليونانية التي أبرمت عام 2013، إلى الاستفادة من المصادر الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلدين في شرق البحر المتوسط، وذلك على أساس القواعد والمبادئ التي ينص عليها القانون الدولى، وتحديدًا اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982.

غضب تركي

ويبدو أن الاتفاقية المصرية اليونانية القبرصية، أغضبت تركيا بشده، ودفعتها للإعلان عن بدء أعمال تنقيب جديدة عن الغاز، بإيعاز جمهورية شمال قبرص التركية والتي لا تعرف بها الدول الأوروبية.

رفض دولي

خطوة تركيا العدائية أثارت انتقادات قوية من قبل جمهورية قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومصر، على اعتبار أن منطقة التنقيب جزء من المنطقة الاقتصادية لقبرص.

تحذير اوروبي

لم يقف الاتحاد الأوروبي في صفوف المتفرجين، فقد توعد باتخاذ إجراءات عقابية ضد تركيا إذا حاولت انتهاك حقوق قبرض في المتوسط، خاصة بعد أنشطة التنقيب التي أطلقتها أنقرة قبالة سواحل قبرص التركية بدفع سفنتين "الفاتح" و" يافوز"، ورصدتهما أجهزة تتبع، حيث كان هناك توجه لفرض عقوبات موجهة ضد شركات وأفراد شاركوا في أنشطة التنقيب، وهو ما وضع احتمالات تدهور العلاقات بين أنقرة وبروكسل إلى مستوى منخفض جديد.

اقرأ أيضا: عاجل| أردوغان يتهم روسيا بتجاهل المعاناة الإنسانية في إدلب

الوعي المصري

يمكن القول إن الاكتشافات البترولية الأخيرة فى المياه الاقتصادية بين مصر وقبرص في منطقة شرق المتوسط، كانت الدافع القوي وراء اتخاذ مصر خطوة إعادة ترسيم الحدود البحرية مع قبرص، وبناءًا عليه وجهت الخارجية المصرية تحذيرات من اتخاذ أي إجراء أحادية الجانب فيما يتعلق بأنشطة الحفر التي أعلنتها في منطقة بحرية غرب قبرص.

وأفادت الخارجية في البيان الرسمى، الذي أصدرته في مايو 2018، بأن إقدام تركيا على أي خطوة دون الاتفاق مع دول الجوار في منطقة شرق المتوسط، قد يكون له أثر على الأمن والاستقرار في المنطقة.

اقرأ أيضا: الجيش السوري يسيطر على مناطق استراتيجية في إدلب


اتفاقية ترسيم الحدود

عدائية أردوغان

الخبير الأمني ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية اللواء جمال مظلوم، أشار إلى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين قبرص واليونان ومصر، مؤكدا على أحقية الدول في توقيع الاتفاقية، منوها إلى تصرفات الرئيس التركي العدائية، والتي تدل على رغبته في فرض السيطرة اللاقانونية على ثروات النفط والغاز.

وتابع مظلوم في تصريحات خاصة لـ "الطريق": "الرئيس التركي حرص على إرسال سفن للتنقيب عن الثروات الاقتصادية عند الحدود التابعة لقبرص، وهو ما قوبل بالاعتراض الشديد من قبل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي الذي لم يجد مفرًا سوى فرض سلسلة من العقوبات ضد تركيا"، موضحًا أن أردوغان الذي وصفه بـ "اللص" لا يريد شيئًا سوى أن يكون له دور في المنطقة، وهو ما لن يتمكن من الحصول عليه.
 


اللواء جمال مظلوم

الرد العسكري المصري

ويرى الخبير العسكري، أنه إذا حاول أردوغان اختراق اتفاقية ترسيم الحدود التي عقدتها مصر مع قبرص واليونان، سوف يجد أمامه صقور القوات المسلحة المصرية في مواجهته، معربًا عن أمله بأن لا تتطور الأمور، وأن لا يفكر أردوغان في هذه الخطوة الجنونية، لكنه إذا أصر على التجاوز، فلن يكون هناك مفرًا من الرد العسكري المصري ضده، خاصة أنه بهذه الطريقة سيكون قد تعدى على قرارات الأمم المتحدة ويحاول فرض سيطرته على حدود تابعة لدول أخرى.