الطريق
الخميس 18 أبريل 2024 12:00 مـ 9 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

صداقة ثم جفاء ومطالبة بالرحيل.. مبارك و5 رؤساء أمريكيين

رؤساء أمريكا
رؤساء أمريكا

بدأ الرئيس الراحل حسني مبارك ولايته الأولى فى 14 أكتوبر 1981 فى الوقت الذى كان فيه الرئيس الأمريكى الجمهورى رونالد ريجان يسكن البيت الأبيض وفى منتصف ولايته الأولى عقب الرئيس الديمقراطى جيمى كارتر الذى التقاه مبارك عندما كان نائبا للرئيس السادات تطلع الأمريكيون إلى أن يكمل مبارك ما بدأه السادات فى مسار السلام مع إسرائيل والانفتاح على الولايات المتحدة والغرب.

ريجان

كان عند الظن الإمريكى إذ استمر على نهج سلفه السادات فى تقوية السلام وإستكمال العلاقات مع إسرائيل بدأ مبارك أولى زيارته إلى أمريكا فى يناير 1982 والتى صارت تقليدا سنويا له والتقى ريجان وكان اللقاء حميمياً رحب فيه الرئيس الأمريكى بمبارك بإعتباره جيلاً جديداً فى السياسة المصرية وسارت العلاقات على قوتها ومتانتها لولا حادث إعتراض الطائرة المصرية التى كانت تقل فلسطينين اختطفوا السفينة الإيطالية كانت فى طريقها إلى تونس وأجبرتها المقاتلات الأمريكية على الهبوط وإعتقال الفلسطينين تعامل مبارك مع الموقف بهدوء وفتحت قنوات إتصال بالإدارة الإمريكية أبدت فيها حرصها على العلاقات المصرية ومع الرئيس الجديد.

بوش الأب

جاء جورج بوش الأب الذى كان نائباً للرئيس ريجان وكانت العلاقات مع مبارك قوية للغاية وحافظ كلاهما على أطر العلاقة بين البلدين التى تقوم على محورية الدور المصرى فى المنطقة بإعتبارها قوة إقليمية معتدلة وركن أساسى فى عملية السلام فى المنطقة ومع إسرائيل ونفذت الولايات المتحدة اتفاقات السلاح بين البلدين وكذلك المساعدات الإقتصادية ومناورات عسكرية بين الجانبين بدأت عام 1983 غير أن التعاون الوثيق بين مبارك وبوش ظهر جلياً فى مواجهة الغزو العراقى للكويت وتناغم موقف البلدين فى رفض الغزو بل والمشاركة سوياُ جنباً إلى جنب فى حرب تحرير الكويت وانتهت الحرب ووقفت الولايات المتحدة إلى جانب مصر وثمنت دورها فى حرب تحرير الكويت فبذلت مساعيها فى إسقاط جزء كبير من ديون مصر الخارجية.

فى 1991 تعاون البلدين فى إحلال السلام فى المنطقة والذى توج بعقد مؤتمر السلام فى مدريد عام 1991 وتواصلت المفاوضات بين الجانب الفلسطينى والإسرائيلى توج بإعلان إتفاقية الحكم الذاتى الفلسطينى فى غزة والضفة لم تدخر مصر مبارك جهداً فى إقرار السلام ودفع الجانب الفلسطينى على الإستمرار فيها وتقديم الدعم الفنى السياسى والدبلوماسى حتى فى أوقات التعنت الإسرائيلى لم تتوقف مصر عن دفع الطرفين إلى المفاوضات لأنها كانت ترى أن البديل هو انتصار للجانب المتشدد فى كلا الطرفين.

كلينتون

أما الرئيس الديمقراطى بيل كلينتون فقد كان جاداً فى إحراز تقدم فى المفاوضات وعقد فى واشنطن العديد من المؤتمرات منها كامب ديفيد فى سعى لحل مشاكل الوضع النهائى طوال تلك الفترات كان مبارك موضع ثقة الأمريكيون واحترامهم بإستمراره فى الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل ودفع الفلسطينين إلى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى رغم مراوغاته خلال تلك السنوات استمر الدعم الإقتصادى والعسكرى لمصر وأبرمت مصر عقود لشراء الطائرات إف 16 والدبابة الأمريكية ام 1ايه 1 وفرقاطات وطائرات هيل وعقود صيانة لمعدات عسكرية.

بوش الأبن

 رغم العلاقات المتينة بينه وبين بوش الأب لم يكن يتوقع مبارك ذلك التحول الأمريكى ناحيته خاصة مع تولى الرئيس جورج بوش الأبن خاصة فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر2001 والسؤال الأمريكى لماذا يكرهنا العرب والمسلمون ؟ فكان الرد الأمريكى أن الولايات المتحدة تدعم نظم سلطوية غير ديمقراطية تنتهك حقون الإنسان ولاتعترف بتداول السلطة لذا بدأت مرحلة جديدة فى العلاقات بين البلدين وضغط أمريكى على مبارك من أجل حقوق الإنسان والتعددية السياسية فأوقف مبارك عن زيارته السنوية إلى إمريكا والتى بدأت تلوح بتوقف برنامج المساعدات الإقتصادى والعسكرى رغم نداءات داخل الإدارة الأمريكية لأن مصر مهمة لسياسة أمريكا فى المنطقة من أجل استقرار المنطقة غير أن الأمر استمر فى جفاء بين الجانبين رغم المساعدات المصرية للجانب الأمريكى فى حربه ضد الأرهاب والعراق.

أوباما

مع الرئيس الأمريكى الخامس باراك أوباما الديمقراطى الذى استهل علاقته مع مصر بزيارة تاريخية ألقى من جامعة القاهرة خطاب إلى العالم العربى والإسلامى لكن أحداث 25 يناير 2011 لم تهمل مبارك لتنته رئاسته قبيل نهاية الدورة الأولى للرئيس باراك الذى مارس ضغوطا شديدة على مبارك كى يترك الحكم وهو ما أعتبره مبارك موقف غادر ضد حليف وصديق حافظ على علاقات قوية مع الجانب الأمريكى رغم تحذيرات أمريكية من عدم التخلى عن مبارك لكن أمريكا سارت حتى النهاية فى الضعوط على مبارك من أجل الرحيل وما زالت عبارة أوباما مطالبا مبارك بعدم التلكأ فى قراره الأن يعنى الأن".

مبارك فى حديث صحفى أخير قبيل رحيله قال إن الأمريكان كان لهم الدور الأكبر فى رحيله و يؤيده ما قاله وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أمام مؤتمر الأمن فى أسيا 2019 أن مبارك تخلى عن السلطة ولم يغادر بلاده مثل أخرين وأنه حافظ طوال ثلاثين عاما على السلام والإستقرار وأضاف أننا طالبنا الأمريكان ببذل مساعيهم من أجل عدم إهانة مبارك لكنهم لم ينفذوا ذلك ".