كارثة.. أدوية مخدرة خارج الجدول تباع في الصيدليات.. وأطباء: تسبب الموت المفاجئ

"شاب نحيل الجسد، تحت عينيه سواد قاتم، يترنح في مشيته، يتحدث بلغة تكاد تكون مفهومة، يبدو عليه الإرهاق والتعب، لا تقوى قدميه على حمله، نتيجة لكميات السموم التي يدخلها إلى جسمه يوميا بتناوله للمخدرات، يدخل الصيدلية طالبا نوعا معينا من "القطرة".

مشهد اعتاد عليه الصيادلة في أثناء ساعات دوامهم، حيث يلجأ أغلب مدمني المخدرات، إلى البحث عن بدائل رخيصة لها مفعول أقوى، نظرا لكون أغلبهم من طبقات اجتماعية غير ميسورة الحال، فيدمنون انواعا مختلفة من "القطرة"، و"مهدئات الصرع"، وغيرها من الأدوية التي تحتوي على نسب من المواد المخدرة.

القطرة القاتلة

قالت رحمة محمد، خريجة كلية العلوم بجامعة عين شمس، إنها حاولت البحث عن تخصص أقرب لدراستها، فعملت بصيدلية قريبة من منزلها، لكنها تمنت لو لم تعمل بها، لما تتعرض له من مشاكل يومية بسبب الطلب الكبير على بعض الأدوية دون وجود أي "روشتات" طبية بها.

وأضافت "رحمة" في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، إن أكثر الأنواع التي يقبل عليها المدمنين قطرة "م"، والاسم العلمي لها هو "قطرة تروبيكاميد"، واستخدامها الصحيح في توسيع بؤبؤ العين، لإجراء بعض الفحصوات عليها.

استخدمات القطرة المخدرة

قال الخبير الصيدلي، الدكتور هاني سامح، إن لقطرة "م" وقطرة "س"، استخدامين، الأول شرعي، والآخر غير قانوني، الاستخدام الأول يكون في توسيع بؤبؤ العين، تمهيدًا لإجراء بعض الفحوصات الخاصة باكتشاف مشاكل العين.

وأضاف الخبير الصيدلي في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن الاستخدام غير الشرعي لتلك القطرة يكون عن طريق تعاطيها كحقنة في الفخذ، أو مزجها بأحد أنواع الهيروين ليصبح ذات تأثير أقوي، وتأخذ في حقنة عضل.

واختتم "سامح" كلامه بأن تلك القطرة غير مدرجة ضمن جداول المخدرات التي أصدرتها وزارة الصحة في الفترة الماضية، لكن هناك بعض الصيادلة الذين يرفضوا إعطاءها دون أي "وصفات" طبية معتمدة، مما يسهل عملية البيع في الصيدليات الهادفة للربح.

أضرار المخدرات غير المدرجة

قال محمد الدباغ، أخصائي الإدمان في مركز "ميديكال للطب النفسى وعلاج الإدمان"، إن أضرار القطرات الموسعة للعين تتمثل في "تأثيرات على الجهاز العصبي، الهذيان، الترنحات والهلاوس، الارتباك، الذعر، تثبيط للجهاز العصبي والنفسي، تغير قلوية الدم، نمو فطريات علي القلب، الشلل، الغيبوبة، جلطات في المخ وتتسبب في الموت المفاجئ لأغلب الحالات التي تتعطاها".

وأضاف أخصائي الإدمان، في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن الأعراض قد تمتد لإصابة المريض بشلل تام لمدة تزيد علن 20 دقيقة، وبعد ذلك يتعرض لغياب الوعي، واضرابات في القلب نتيجة الفطريات التي تنمو عليه.

واختتم كلامه بأن تلك القطرة تصيب المتعاطي بخراريج على القلب والرئة حتى بعد التعافي منها، مما يتسبب في إحساسه بألم دائم، وعلى المتعاطي أن يلجأ لأحد المراكز المختصة بعلاج الإدمان التابعة لوزارة الصحة، ليبدأوا معه على الفور بأولى الخطوات العلاجية وهي أعراض الانسحاب.

الصيادلة تحسم الجدل

وعن طرق حل هذه المشكلة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع، قال الدكتورعمرو مغربي، عضو مجلس نقابة الصيادلة وأمين صندوق نادى الصيادلة، إن الحل في التنبيه على الصيدليات بمنع صرف الأدوية المعروف استخدامها كمادة مخدرة، دون توفر روشتة طبية، حتى ولو لم تكن ضمن الأدوية المدرجة في جدول المخدرات التابع لوزارة الصحة.