الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 03:07 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كورونا ولعنة "بيقول لك"

سعيد محمود
سعيد محمود

"بيقول لك 200 طلعوهم من الديل.. 90 لقوهم محشورين في الموتور.. والباقي متقطعين ومتنطورين في الكابينة"، "بيقول لك بقى لما بيلاقوا الجثث".

"هو مين اللي ديما يقول لي؟ هو يعرفني منين؟".

مشهد كوميدي من فيلم "الصين العظيم" للرائع محمد هنيدي، يلخص حال عدد كبير من الأشخاص على "السوشيال ميديا"، وفي الشارع المصري.

فما إن وصل السيد "كورونا" غير المحترم إلى العالم في غير سلام، إلا وانطلقت ألسنة المصريين تفسر وتشرح وتوضح ما غاب عن عقول العالم أجمع، وكأنهم أوتوا مفاتيح الحكمة، وتشكف للمساكين الجهلاء المستور دون حجاب.

وتنوعت تفسيرات الزائر القاتل، التي كشفت الحس البوليسي والسياسي والعلمي لدى المصريين، والذي فاق كل ما يمكن أن تكشف عنه أعتى أكاديميات العالم، بل والعوالم الموازية والأكوان الأخرى أيضا.

• يظهر فيروس كورونا في الصين، فيفسر أحدهم الأمر قائلا "بيقول لك ربنا بيعاقبهم عشان اللي بيعملوه في المسلمين هناك أكيد يا عم"، قبل أن يقاطعه آخر وهو يجلس واضعا ساقا فوق ساق، في مشهد أقرب لما كان يرسمه الراحل مصطفى حسين في تصويره لشخصية "الكحيت" قائلا " لأ طبع يا معلم.. بيقول لك دي أكيد أمريكا اللي مصنعاه عشان تنفخ الصين".

• تختفي الإصابات من الصين وتتزايد في أمريكا، فيخرج نفس الـ"أحدهم" وصديقه "الكحيت" يؤكدان "قلنا من الأول إن الصين هي اللي مصنعة الفيروس ده.. بيقول لك بقى عشان تزعل أمريكا جامد".

• يتأخر الضيف الثقيل في دخول مصر، فيخرج من يقول "بيقول لك الفيروس منتشر بس هم مش عايزين يقولوا".

• يصل الخطر بسيطا إلى البلاد، فيخرج من أوتي مفاتيح الطب قائلا: "بيقول لك بقى اتغرغر بمية وخل وملح وليمون واستحمى بكلور وكحول وإنت تبقى زي الفل يا معلم".

• تشتد حدة الفيروس، فيخرح أحدهم قائلا "بيقول لك خايفين يقفلوا المساجد والكنائس عشان ميتقالش عليهم قفلوا بيوت ربنا".

• تغلق المساجد والكنائس فيخرج نفس الـ"أحدهم" مرة أخرى يردد "بيقول لك ربنا مش هيتقبل مننا الدعاء عشان قفلنا بيوته".

وهكذا نجد أنفسنا في بركة طينية من "بيقول لك"، وكلما أخرجنا رؤوسنا للهواء، نتنفس "بيقول لك"، وما بين "بيقول لك"، و"بيقول لك"، تتلقفنا "بيقول لك"، لنجد أنفسنا في النهاية نصرخ كما صرخ محيي الشرقاوي في وجه ممتاز الدمنهوري قائلين "اسكووووت.. اسكت بقى.. يخرب بيتك.. استر يا رب.. إنت جيت لي منيييييييييين؟".

موضوعات متعلقة