الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 04:56 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد حنين حسام.. مين يقدر على سما المصري؟

طارق سعد
طارق سعد

لم يكن أحد يتخيل أو يصل مدى تنبؤ العرافات والمنجمون أنه وفى ذروة صخب فيروس "كورونا" وأصداءه وتبعاته على كوكب الأرض كاملاً تزيحه فتاة أكملت الـ 20 عام مؤخراً لتصبح هى قضية الرأي العام الأولى وحديث الصحف والأوساط المختلفة والإعلام والسوشيال ميديا لتتحول فجأة ودون مقدمات "حنين حسام" لـ "حديث المدينة"!

استطاعت "حنين" أن تملأ الدنيا ضجيجاً ونجحت فى أن تجعل اسمها يتردد بلغة الـ "تريند" ليصبح اسمها "على كل لسان" ولكن للأسف نجاح "حنين" نجاحاً سلبياً عكس الاتجاه أساءت فيه استخدام كل المقومات والأدوات التى تمتلكها وطالتها يداها لتصنع من نفسها هرماً رابعاً لقبت به نفسها كـ "هرم مصر" ومنحت نفسها كل الحقوق والرخص لارتكاب كل الحماقات مستغلة ظهورها الراقص في فيديوهات عبر منصات تكنولوجية لتجمع حولها ملايين المتابعين لوصلاتها الراقصة بحجابها وملابسها التى تصارع هذا الحجاب وأسلوبها ومصطلحاتها لتصبح شخصية مثيرة للجدل الذى تجنى من وراءه أموالاً طائلة فتتحول "حنين" لمصدر قوة أوهمت به كل من يهاجمها مطلقة صواريخ من التهديدات عابرة لكل المنصات لتؤكد دائماً أنها تستطيع التنكيل بأي مهاجم لتصرفاتها لأنها "مسنودة" و"محدش يعرف مين حنين وتقدر تعمل إيه" كما تكررها دائماً وهو جعل كل من تقزز واشمئز من هذه التصرفات يشعر بـ "حنين" لما قبل التكنولوجيا!

للأسف ما ارتكبته "حنين" من حماقات قذفت بها خلف القضبان لا تنفرد بها وحدها ولكن لها شركاء فيه من أسرة تنازلت عن كل القيم والمبادئ مقابل الدخل الكبير الذى تدره ابنتهم الـ "قاصر" فباعوا أنفسهم للشيطان الذى غوى الفتاة ولعب بعقلها وأحلامها لتصبح حلقة فى سلاسل متشعبة وجزء من شبكة كبرى تعمل فى الخفاء وتجنى ملايين الدولارات مقابل عرض الفتيات على الهواء واستغلال مقوماتهن وإمكانياتهن فى ملاطفة الشباب والرجال ليستمر "الزبون" فى التواصل على الهواء واستخدام "الأبليكيشن" دون مس أو لمس فى تطبيق حى ومباشر لمبدأ "شوق ولا تدوق"!

للأسف تكاثر هذه التطبيقات وتجنيدهم لوكلاء مهمتهم تجميع أكبر عدد من الفتيات مع التركيز على من تعانين من ظروف مادية صعبة ومتوسطات التعليم لتصبحن عجينة سهلة ومطيعة وطعماً جاهزاً لـ "الزبون" فى مهنة لا تفرق كثيراً عن "فتاحات الكباريهات" ولكنها هنا "فتاحة شيك .. ديجيتال"!

يدفعك كل ذلك لسؤال مهم وخطير .. من هؤلاء ومن خلفهم؟ فأنت أمام تكوين أشبه بتكوين العصابات وشبكات المخدرات والدعارة!

ويكتمل السؤال بهل تنتفض الأجهزة السيادية وتصفى تلك الشبكة وتسقطها فى قبضتهم بكل أعضائها والمسوقين لها من شخصيات متنوعة منهم من تحيطهم هالات الشهرة؟!

السؤال الأخطر من السابق .. كيف للأجهزة الأمنية من سرعة القبض على "حنين حسام" وتنفيذ القانون على أفعالها و ترك "سما المصري" حرة طليقة تعيث فى الأرض والجو والفضاء والانترنت فساداً على مرأى ومسمع منذ سنوات؟

لماذا لا تمتد قبضة القانون لتبطش بهذه الـ "سما" التى تحرض على الأفعال المنافية علناً صريحة يكل الأشكال والأفعال والتعري شبه الكامل وهو ما يحدث وقائعه على أحد هذه التطبيقات "أبليكيشن "Loops وتعيد عرضه على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي فى وصلة عبث لم يستطع أحد فك شفرتها حتى الآن!

من يحمي "سما المصري" فلا يقترب منها أحد ولا يجرؤ أحد على محاسبتها وتفشل كل المحاولات حتى من رجل السيديهات العتيد الذى لا يقف أمامه أحد؟

فى ظل هذه الظروف الراهنة يجب تحقيق العدل والمساواة فكما نفذ القانون على "حنين" يجب أن ينفذ وبقوة على "سما المصري" وهى الأشد خطورة وفتكاً بأمن وسلامة المجتمع وسمعة بلد كاملة بشعبها وسيداتها وبناتها فإذا كانت "حنين" أخطأت كفتاة طائشة لم تبلغ رشدها فإن "سما المصري" أجرمت وتجرم يومياً بأفعال فاضحة لا ترى إلا فى غرف النوم والقنوات الإباحية المشفرة.

ونحن نلوم "حنين" ابنة الـ 20 عام نسأل "فين حسام"؟ وهو الأولى بالحساب والمعاقبة خاصة وهو يصرح لوسائل الإعلام أن ابنته لم تخطئ وأنه يشجعها فالأولى والأحق أن يجلس مكانها محتجزاً وينال العقاب بدلاً منها لأنه من دفع ابنته للهاوية وشوهها بائعاً مستقبلها مقابل "حبة دولارات".

وبين "حنين" و"حسام" نسأل ..

"مين يقدر على سما المصري" ويوقف هذا الإجرام؟!