الطريق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 09:25 مـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

دياب.. أقوى كارت فى مصر

طارق سعد
طارق سعد

دائماً ما يُسعد المدربون فى الملاعب امتلاكهم للاعب مميز فى الفريق، يملك مهارات استثنائية يعتمد عليه المدرب فى خطط مبارياته والخطط البديلة، بل وأحياناً يبنى الخطة كاملة على وجوده، وربما يختزنه للدفع به فى الوقت المناسب "يقلب الملعب" ويحقق المكسب لفريقه، كارت مهم وقوي، الكارت الكسبان، محظوظ من يمتلكه، يستخدمه للفوز ويساعده فى تحقيق البطولات.

فى التمثيل أيضاً هناك كروت مهمة يلعب بها المخرجون ليحققوا أعلى نجاح فى أعمالهم وربما لينقذوها أيضاً بمهاراتهم المميزة والتى لا تشترط تصدر الأفيشات والبوسترات أو التترات ولا حتى تركز فى أدوار البطولات ولكنه الـ"كارت الكسبان" يرميه المخرج على طاولة اللعب فيقلب الطاولة ويفوز و"يقش".

أحد أهم هذه الكروت فى الفترة الأخيرة وأبرزها هو "دياب" الذى جاء من الغناء صاروخا منطلقاً إلى التمثيل بقوة يحمل رؤوساً نووية من أشكال الأداء المختلفة ليحقق أصعب معادلة ويصبح الـ "كارت الكسبان" فى كل الأعمال التى شارك فيها منذ ظهوره الأول فى مسلسل "ساحرة الجنوب" ليحقق نجاحاً يفوق توقعاته هو شخصياً ولكنه أكسبه ثقة وأعطى لهذا الـ "كارت" ثقل ليحصد النجاحات متتالية فى كل مشاركاته حتى وصل لمرحلة التماس مع البطولة وصنع لنفسه بأدائه منطقة بطولة خاصة يلعب فيها كما يشاء يصول ويجول بكل ثقله ومهاراته ليبقى حدثاً بارزاً فى كل عمل يحمل اسم "دياب".

"دياب" استطاع أن يتواجد فى الأعمال الدرامية بشكل مختلف ومميز ليظهر وكأنه مسلسل مستقل داخل المسلسل فعندما تشاهد "دياب" تكتشف أنك خرجت من أحداث المسلسل الرئيسية وسبحت معه فى مسلسل داخلي يقوم ببطولته ويغرد فيه منفرداً وهو أصعب ما يمكن أن يصل إليه ممثل خاصة فى وقت قصير كما هو حال "دياب" وهو ما وضح بشكل لافت فى مسلسل "فرصة تانية" لتجد شخصية "مدحت" تقود أحداث موازية للأحداث الرئيسية ويحقق نجاحاً موازياً لأبطال العمل ولكن ببهاراته الخاصة وبصمته الشخصية التى يتقنها "دياب" بمنتهى المهارة.

مرحلة البطولة الداخلية المستقلة فى العمل فطن لها المخرجون منذ ظهوره وأصبحت هذه النوعية تناديه وقد تشعر أن الكتابة كانت تتحور بشكله منذ البداية وليس مجرد ترشيح فـ "دياب" يجبر المشاهد على التصفيق والآهات مع كل ظهور له على الشاشة بل والضحك أيضاً .. فمهارة "دياب" وخفة دمه التلقائية خاصة وهو يؤدى أدوار الشر يضعه جانباً بجنب مع عمالقة الفن مثل "استيفان روستي والمليجي" فرغم قبح صفات الشخصية وتصرفاتها إلا أنك تظل تحبه وتتعاطف معه وتضحك على ردود أفعاله وهو ذكاء الممثل عندما يتيقن أن المكسب الحقيقي فى الطبيعية لا "فزلكة" ولا "أفورة" ولا "استعراض عضلات"وأن البطولة الحقيقية مهارة "مش هز أكتاف".

"دياب" أصبح يملك مساحة خاصة به تستبعد أن يحل محله فيها أحد صنعها له أصحاب الدراما وأجاد غزل تفاصيلها بكل ذكاء وبساطة أيضاً خاصة أنه يستمتع بمنطقته فى الملعب ويظهر كل مهاراته باقتدار ولا يستعجل حمل "شارة الكابتن" وهو ما جعله يضيء ويلمع بشدة وينتظر المشاهد بشغف مشاهده التى يشارك بها ويشعر به بطلاً حاضراً بقوة فى العمل وهو ما يعطي ثقة لصناع الدراما للدفع به كـ "كارت كسبان" مضمون يجذب المشاهد ويحقق التوازن الدرامي للعمل ويعادل كفة الميزان.

أقوى عوامل ثبات "دياب" وقوته تتمثل فى خفة ظله رغم شراسة أداءه وهو ما جعله ينافس نجوماً يحملون عبء البطولات الكوميدية فيضحكك "دياب" بمشاهده فى ذروة الدراما بما فشل فيه كل من يقدمون الكوميديا "مالجلدة للجلدة"!

الدراما المصرية منذ أن فتحت باب البطولات الجماعية أتاحت الفرصة لظهور نجوم قوية داخل الأعمال بمساحات البطولة وهو أكبر المكاسب ولكن الـ "كروت الكسبانة" مميزة وتعد على أصابع اليد وهى القادرة على المنافسة بقوة داخل السياق الدرامي وإضافة ثقل ونجاح للعمل وهو ما ختم به وبصم "دياب" بما وصل إليه فى مسلسل "فرصة تانية" ليثبت عن جدارة أنه ليس مجرد "كارت كسبان" يحقق المكسب السريع فقط ولكن ....

"دياب" .. أقوى كارت فى مصر.