الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 09:06 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

دولار السياحة

د.السيد محمد راشد
د.السيد محمد راشد

لاشك أن قطاع السياحة من أكثر القطاعات تضررا من جراء كورونا، فهذا القطاع يعتمد على حركة الزوار من مكان إلى مكان، وهذا ما منعته كورونا أو قللت منه.
حركة الطيران توقفت وحركة سفن الرحلات، بل وحركة النقل الداخلي داخل البلاد.
وعندما بدأ تأثير كورونا في حصد آلاف الأرواح حول كل بلدان العالم.
ايه اللي حصل؟
كان العلاج الوحيد المعروف والذي قدم من مصر العلماء من اكتشاف دواء ناجح ودا بيحتاج وقت طويل مش أقل من سنة تجارب إلى أن يخرج إلى النور.
وكانت أوروبا وأمريكا من أكثر الدول المتضررة وأعلى إصابة وأعلى نسبة وفيات.
وبعدين أصدر الرئيس ترمب قرار بحظر الطيران من وإلى أوروبا، وسرعان ما عم حظر الطيران والسفر على شركات الطيران والبواخر كل بلاد الدنيا.
وسرعان ما تم حظر السفر عن طريق المواصلات الداخلية في بعض الدول.
مصدر العملات الأجنبية في مصر:
1- قناة السويس
ودي تأثرت بقلة حركة السفن العابرة المحملة بالبضائع من الشرق للغرب وهي بتدخل سنويًا ما يقرب من 6 مليار دولار في السنة.
2- تحويلات المصريين بالخارج
ودي بتدخل دخل كبير لمصر (9مليار دولار في آخر أربع شهور من يناير يعني ممكن نقول 27 مليارًا سنويا) ودي تأثرت تأثر شديد لعودة البعض وحظر الخروج في الدول التي يعملون بها وأغلبهم في أوروبا وأمريكا والدول المتضررة من جراء المرض.
3- عائدات السياحة.
ودي بتدخل دخل كبير لمصر حوالي 13مليار دولار سنويًا يعني مليار شهريًا هو رقم بسيط بس كان بيساعد في دعم العملة في الصمود أمام الدولار.
وقامت مصر بحظر السفر إلى معظم الدول لمحاصرة المرض ومنعه من الانتشار.
يعني مفيش سواح هيجوا مصر طبعًا
ودا معناه ايه؟
مفيش عملات أجنبية هتدخل مصر ودي كان السائح بيصرفها في الفنادق والمواصلات وشراء الهدايا، وهنا معجل الإنفاق السياحي هيشتغل ويزود الدخل.
يعني كل دولار هيصرفه السائح ممكن يتضاعف بفعل المعجل إلى خمسين ستين جنيه.
والعملات الأجنبية اللي كانت بتدخل مصر بتعمل ايه تاني؟
بتدعم العملة المحلية اللي هي الجنيه أمام الدولار وتمنعه من الانهيار زي ما شفنا الليرة اللبنانية والتركية وهما بينهاروا أمام الدولار.
قطاع السياحة من أضعف القطاعات التي تؤثر فيها الأحداث.
لو فيه إرهاب أو مشاكل أمنية في البلد السياحة بتقف، لو فيه مرض السياحة بتقف، لو فيه زحمة في الشارع في أوقات معينة تخفض نوع معين من السياحة.
طب واللي بيشتغل في القطاع ده بيروح فين؟
الشركات بتمشيهم ودخلهم بينقطع ودا بيؤثر بالسلب على أسرهم.
يعنى الدولة بتخسر مليار دولار شهريًا، ودول بيكونوا في حالة بطالة إلى أن تعود الحركة مرة أخرى.
- مين اللي بيتأثر بتوقف السياحة؟
وظائف كتير أوي أقلها المركبي وسائق الحنطور دا غير الفنادق والمواصلات والمحلات والمرشدين والمطاعم والكافيهات كل دا بيتوقف.
إن تعافي القطاع السياحي هو تعافي للعملة المصرية، ويشعر به المواطن في انخفاض الأسعار. ياسلام لو السياحة شغالة زي الأول كان الجنيه ركب الدولار.
ويراهن البعض في حالة تعافي القطاع السياحي على قدرته أن يكون القطاع القائد الذي يستطيع جر باقٍ القطاعات خلفه.
- ازاى؟
لو قطاع السياحة متعافي والظروف مواتية سوف نقوم ببناء المزيد من الفنادق ودا معناه طلب على الصناعات المغذية زي الحديد والأسمنت والسيراميك وأدوات السباكة والكهرباء يعني هينمي كل الصناعات دي.
مش كده وبس هيشجع على بناء كليات سياحة وفنادق وهيشجع على دراسة اللغات الأجنبية.
وهنزرع خضار عشان نورده للفنادق.
روسيا نمت وازدهرت عن طريق قطاع الكهرباء الذي جر باقٍ القطاعات خلفه.
وكان ينتظر في مصر أن يكون قطاع السياحة هو القطاع القائد الذي يجر كل القطاعات خلفه، ولكن هناك حرب خفية على هذا القطاع لكي يظل في كبوته وتظل العلاقة بين الدولار والجنيه لصالح الدولار.
كاتب المقال أستاذ جامعي بالمعاش بأحد كليات الاقتصاد بالجامعات الخاصة.
المراجع:
1- التقارير الربع سنوية للبنك المركزي المصري
2- التقارير الربع سنوية للبنك الأهلي.
3- رساله دكتوراة عن دور السياحة كلية التجارة جامعة المنوفية 1990.
4- معجل الإنفاق الدخل القومي دكتور سلوى سليمان كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة 1985.
5- التنمية الاقتصادية كلية الاقتصاد جامعة القاهرة 1983.
6- دكتور مصطفى شعراوي التنمية الاقتصادية تجارة الإسكندرية1990.
7- معلومات كثيرة من على شبكة المعلومات(النت).