الأعياد في زمن الأوبئة.. إلغاء احتفالات الفطر والأضحى وشم النسيم بسبب الكوليرا وكورونا
بأي حال عدت يا عيد.. فأيام العيد التي تشتهر بالفرحة والخروج وتبادل الزيارات، تأتي خلال العام الجاري ثقيلةً وكئيبةً بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، والإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي تتخذها الدولة خلال عيد الفطر المبارك للحد من انتشار الفيروس، وهي الإجراءات التي ألغت تقريبا الاحتفالات بالعيد، ليتكرر ما حدث خلال وباء الكوليرا منذ أكثر من 7 عقود.
إلغاء صلاة العيد، وإغلاق الشواطئ والمولات والمحال التجارية والمتنزهات والكافيهات والمقاهي و الأندية والصالات الرياضية ومراكز الشباب والمسارح والسينمات، إيقاف وسائل النقل العام، حظر تحرك المراكب النيلية، وفرض حظر على حركة المواطنين بدءًً من الساعة الخامسة مساءً وحتى الثامنة صباحًا، قرارات اتخذتها الحكومة خلال أيام عيد الفطر المبارك، بدءً من يوم الأحد 24 مايو وحتى الخميس 29 مايو، وهي القرارات التي من شأنها أن تلغي جميع مظاهر الاحتفالات المعتادة بالعيد والتي يمارسها المصريون بشكل دائم.
اقرأ أيضًا: رسموا عليه الشمس ونقشوه على المقابر.. ”كحك العيد” عادة فرعونية أحياها الفاطميون
إلغاء الاحتفالات بعبد الفطر المبارك لم تكن المرة الأولى التي يتجرع فيها المصريون مرارة إلغاء الاحتفال بالأعياد بسبب انتشار وباء ما، ففي عام 1947 انتشر الطاعون في مصر، وغزا معظم محافظات القطر المصري بسرعة البرق، مخلفًا عشرات الآلاف من المصابين والضحايا، مسببًا الذعر والخوف، رافعًا جميع مستويات الطوارئ من أجل مجابهته.
إلغاء احتفالات عيد الأضحى والحج وشم النسيم بسبب الكوليرا
ما أشبه الليلة بالبارحة، فالإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد لم تختلف كثيرًا عن تلك التي اتبعها المسؤولون حينها، حيث فرض حظر التجوال والتنقل بين المحافظات والحد من حركة المواطنين وإغلاق الأسواق، والتعقيم والتطهير والإبلاغ عن الحالات المصابة وعزلها ومنع التلامس وفرض التباعد الاجتماعي، وإلغاء الاحتفالات بالأعياد والمناسبات الدينية، حيث صدر أمر بإلغاء الحج في ذلك العام، وبالتبعية إلغاء الاحتفالات المعروفة لعيد الأضحى المبارك.
إلغاء الأعياد لم يقتصر على تلك المناسبات الدينية، حيث استمر وباء "الكوليرا" عدة أشهر في مصر، ليصل حتى احتفالات شم النسيم، التي اعتاد فيها المصريون الاحتفال في الحدائق العامة والمتنزهات، إلا أن الوباء، الذي كان في نهايته في ذلك الوقت حسب مجلة "آخر ساعة"، فرض إلغاء الاحتفال بشم النسيم في ذلك العام، تمامًا كما حدث العام الجاري بسبب فيروس كورونا.
