الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 02:36 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أقل من ألف حالة لأول مرة منذ 39 يومًا.. لماذا انخفضت أعداد إصابات كورونا بمصر؟

انخفاض أعداد إصابات كورونا في مصر
انخفاض أعداد إصابات كورونا في مصر

للمرة الأولى منذ شهر مايو الماضي، تسجل مصر أقل من ألف إصابة يومية بفيروس كورونا المستجد، حيث أعلنت وزارة الصحة والسكان تسجيل 969 حالة إصابة جديدة بالفيروس، بالإضافة إلى وفاة 79 حالة تأثرًا بإصاباتهم، حيث سجلت مصر ألف حالة يومية لأول مرة في 28 مايو الماضي، أي قبل 39 يومًا للعودة مرة أخرى لتسجيل أقل من ألف حالة.

الانخفاض عن تسجيل ألف حالة يومية، يستكمل سلسلة من انخفاض أعداد الحالات اليومية، خلال الأيام الماضية، حيث سجلت مصر 1218 حالة أمس الأحد، و1324 أول أمس السبت، وذلك بعد فترة طويلة من ثبات في أرقام وأعداد المصابين خلال الأسبوع الماضي.

الانخفاض الحالي في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد، والذي تشهده مصر، يتطابق مع جميع الدراسات والأبحاث التي توقعت توقيت الذروة وانحسار المرض في مصر، حسب الدكتورة أماني محمود، استشاري المناعة والطب الوقائي.

وأضافت لـ"الطريق" أن الانخفاض الحالي يقف وراءه عدة أسباب، أولها حالة الخوف الحقيقي والقلق والرعب من الفيروس، والتي انتشرت بين المواطنين عقب الفترة الصعبة التي مرت بها مصر مع الفيروس في شهر يونيو الماضي، التي شهدت انفجارًا في عدد الإصابات وعدم تحمل المنظومة الطبية للأعداد الكبيرة للمصابين.

استشاري مناعة: خوف المواطنين وضعف الفيروس وراء قلة عدد الإصابات

وتابعت أن حالة الرعب والخوف والقلق أدت لالتزام المواطنين بشكل كبير بالإجراءات الوقائية والعزل المنزلي، لأنهم أدركوا خطورة الفيروس الحقيقية بعدما أصبح منتشرًا في كل جزء من مصر، مؤكدةً أنها خلال الفترة الماضية سمعت العديد من الحكايات عن التزام الأهالي في الريف بعزل أنفسهم حال ظهور أي أعراض ولو كانت بسيطة، بالإضافة إلى التقليل من الاختلاط.

وأشارت كذلك إلى سبب آخر ساهم في تقليل عدد الإصابات الرسمية والمسجلة، وهو أن الفيروس أصبح ضعيفًا في الوقت الحالي، أي أن معظم المصابين به أعراضهم خفيفة أو بدون أعراض ويشفى منه بسرعة دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى.

وتابعت أن حالة ضعف الفيروس أدت إلى قلة أعداد المصابين المسجلين ذوي الأعراض الظاهرة، وانخفاض نسبة الوفيات بالنسبة لعدد المصابين، وارتفاع عدد المتعافين وقلة المدة التي يحتاجها المريض للتعافي، مشيرةً إلى أن استمرار الانخفاض خلال الفترة المقبلة يدل على تجاوز الأزمة.

وواصلت أنه في حالة استمرار الانخفاض لمدة أسبوع متواصل يمكن القول إن مصر ستعبر الأزمة نهائيًا خلال منتصف أغسطس على أقصى تقدير، مع احتمالية أن ترتفع الأرقام قليلًا ثم تنخفض مرة أخرى خلال الفترة المقبلة.

وشددت على ضرورة الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية والتباعد الاجتماعي والعزل المنزلي خلال الفترة المقبلة وعدم التفريط في تلك الأمور مع بدء فترة انحسار الفيروس وانخفاض أعداد المصابين اليومي، وهي الشروط التي ستؤدي إلى استمرار الانخفاض والعبور من الأزمة.

أستاذ أوبئة: الالتزام وارتفاع الوعي وقلة حركة المواطنين من أسباب الانخفاض

من جانبه، أكد الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن الأرقام المسجلة خلال الأيام الماضية هي انعكاس للحالات التي التقطت العدوى منذ 10 أو 15 يومًا.

وأضاف لـ"الطريق" أن الانخفاض مؤشر جيد ويعود لحالة الالتزام التي سادت بين المواطنين خلال الفترة التي سبقت إعادة فتح بعض الأماكن وتشغيلها مرة أخرى، وقلة حركة المواطنين وزيادة الوعي بخطورة الفيروس بينهم، والاقتناع بجدوى العزل لأي شخص تظهر له أعراض، وتحسن بروتوكولات العلاج، وهي أمور يشهدها العالم أجمع خلال الشهر الخامس من ظهور الفيروس، والذي تمر به مصر حاليا.

وتابع أنه في حالة استمرار وتيرة الانخفاض خلال الأيام المقبلة من الممكن أن نشهد انحسار الأزمة مع أوائل شهر سبتمبر، مشيرًا إلى ضرورة ترقب الفترة من 10 إلى 15 يوليو، أي بعد مرور أسبوعين من إعادة تشغيل بعض الأماكن، فإذا لم ترتفع الإصابات ستمر الأزمة، أما إذا عادت للارتفاع خلال تلك الأيام فهذا يعني حدوث انتكاسة ستطيل فترة بقاء الفيروس.