الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 12:13 صـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
تحرير سعر الصرف وتأثيره على سوق العقارات.. جمعية رجال الأعمال: تكلفة الوحدات السكنية الجديدة سترتفع مصر والأموال الساخنة.. فرص استثمارية وتحديات اقتصادية في مواجهة الحكومة عضو المجلس القومي للمرأة في حوار لـ«الطريق»: المرأة شهدت العصر الذهبي في عهد الرئيس السيسي مصر أول دولة في العالم تضع استراتيجية... سيدات الأهلي يحققن الثنائية المحلية للموسم الثاني على التوالي ”الحشاشين”.. مسلسل يكشف استخدام الإخوان لمفاهيم السمع والطاعة المطلقة 6 جنيهات.. حملة لتثبيت سعر تعريفة التوك توك داخل سمالوط رئيس الوزراء يؤكد ضرورة وضع أجندة تنفيذية لمخرجات المرحلة الأولى للحوار الوطني رسالة جديدة من نتنياهو لعائلات المحتجزين البترول تسدد 30 مليون دولار جزء من مستحقات شركة كابريكورن إنرجي مصرع شاب على يد آخر في مشاجرة بالمنيا مواد غذائية شائعة يحظر تناولها أثناء تفاقم التهاب المعدة جي بي مورجان يتوقع ارتفاع برميل النفط إلى 100 دولار بسبب روسيا

رامي علم الدين يكتب.. غرق الخرطوم جرس إنذار

رامي علم الدين
رامي علم الدين

إثيوبيا تعلن الإنتهاء من ملىء سد النهضة بالكمية المقررة هذا العام بقرار منفرد، دون تفاوض، كما كان مخططاً حيث بلغ إرتفاع مياه سد النهضة لمنسوب 560 م، ويتوقع أن تتدفق مياه الفيضان للأيام القادمة عبر الممر الأوسط، إثيوبيا تؤكد من جديد أنها لا تتفاوض علي سيادتها، مصر والسودان تعيق التفاوض، وترفض التنمية الإقتصادية في إثيوبيا.

 

أتمنى أن يكون أمام المفاوضين في مصر والسودان وقفة بشأن حادثة إنهيار "سد بوط" علي النيل الأزرق وغرق مئات المنازل السودانية ، جرس إنذار ، السد يحتجز قرابة 6 ملايين متر مكعب من المياه وما نتج من خسائر يجعلنا أمام أزمة أو كارثة - لا قدر الله - يمكن تكرارها بصورة أبشع، جراء الصمت أو عدم الوصول لحل ملزم حول سد الإثيوبي يضمن حق دول المصب في حفظ حقوقها ضد أضرار إقامة سيد النهضة والآثار الجانبية المترتبة عليه، الذي من المرجح أن يحتجز 74 مليار متر مكعب ، في حالة تعرضه للإنهيار ، لن تتضرر أثيوبيا في شيئ كونها أرض هضبة مرتفعة لكن مصير 150 مليون مصري وسوداني لا يمكن أن يكون تحت رحمة أثيوبيا ومن يعاونها، فالجلوس للتفاوض وتوقيع إتفاق ملزم مسألة حياة ووجود لأمة وشعب .

 

أكاذيب إثيوبية حول فوائد سد النهضة للسودان

إن سد النهضة سيساعد السودان كثيراً في استخدام نصيبه من مياه النيل بموجب اتفاقية عام 1959، والذي يذهب أكثر من ثلثه (ستة مليار ونصف المليار من المياه) سنويا لمصر بسبب عدم استطاعت السودان منذ عام 1959 في استخدامه، وسوف ينتج هذا الإستخدام تعدّد الدورات الزراعية في السودان جراء إكتمال سد النهضة، كما سوف يساعد تعدد الدورات الزراعية في السودان.

 

ومن فوائد سد النهضة الإثيوبي الأخرى على السودان وفق دراسة لمعهد ماسشتوشس للتكنولوجيا (MIT) الأمريكي، حيث أعده 17 خبيرًا دوليًا في تخصّصات الموارد المائية من عدّة دول في العالم عام 2014م، و أبرز ما جاء فيه:

1. وقف الفيضانات المدمّرة على ضفتي النيل الأزرق والنيل الرئيسي.

2. تعدّد الدورات الزراعية بأن يصبح لدى السودان بعد اكتمال السد 3 دورات زراعية خلال العام بدلا من 1 حاليا.

3. زيادة توليد الكهرباء من سدود السودان الحالية.

4. التغذية المتواصلة للمياه الجوفية المرتبطة بالنيل الأزرق ونهر النيل.

5. انتظام الملاحة على النيل الأزرق ونهر النيل طوال العام.

6.حبس الجزء الأكبر من الطمي المُضِر وهو الطمي غير الذائب، ممايساعد في إطالة عُمر سد الروصيريص ومروي.

7. تمتع أراضي السودان بالطمي الصالِح المُصفى (القُرير).

8. الحصول على المزيد من الكهرباء الإثيوبية قليلة التكلفة، حيث يحصل السودان حاليا على 300 ميجاواط من اثيوبيا عبر الخط الناقل (ولاية القضارف)، بدلاً من مواصلة سياسة بناء السدود المُكلّفة ماليًا واجتماعيًا وبيئيًا للسودان وشعبه، والتي يرفضها سكان بعض المناطق مثل(الشريك وكجبار، و دال 1 و دال 2).

9. سيقوم السودان – ولأول مرة – باستخدام نصيبه من مياه النيل التي كانت تذهب سنويًا لمصر (أكثر مِن 6.5 مليار متر مكعب وهذا الاستخدام سيمكننا من تعدّد الدورات الزراعية خلال العام، وتعدد الدورات الزراعية هو الذي سيجعل السودان “سلة غِذاء العالم“.

10. استرداد السودان (سلفة المياه) التي قدّمها لمصر بموجب إتفاقية عام 1959م، والتي لم يتم استردادها حتى تاريخه. فقد نصّ الملحق الأول لاتفاقية 1959م الخاص بالسلفة المائية: [على أن يمنح السودان مصر سلفة مائية لا تزيد عن مليار ونصف من نصيبها، بحيث ينتهي استخدام هذه السلفة في وفمبر/تشرين الثاني عام 1977م].

11 – استخدام الملاحة النهرية لأول مرة داخل السودان بإنشاء المشاريع السياحية.

 

الحقيقة.. تعرُضت مدينة الخرطوم عاصمة السودان لسيول ضخمة قادمة من هضبة الحبشة، تسببت في إنهيار "سد بوط" السوداني من شدتها، وارتفاع غير طبيعي في مياه نهر النيل لم يشهد مثله منذُ سنوات، وكانت تصريحات السودانين قبل سقوط السيول

- النيل الأزرق يرتفع بشكل مفاجيء.

- النيل الازرق يواصل ارتفاعه مسجلا أعلى قياس له منذ 20 عام .

- النيل الأزرق يتحول لونه للبني الداكن نتيجة وجود كميات هائلة من الطمي .

- تواصل إرتفاع المياه مع كميات طمي غير مسبوقة نتج عنها توقف محطات مياه المعالجة

- وزارة الري السودانية الأسبوع الماضي إنَّ منسوب المياه في النيل الأزرق الرافد الرئيسي والأكثر ضخامة للنهر والذي ينبع من إثيوبيا، وصل إلى أعلى مستوياته في قرابة مائة عام.

- سقوط سيول وأمطار بكميات كبيرة علي منابع النيل الأزرق

- النيل الأزرق غير قادر علي إستقبال الفيضان نتيجة ارتفاعه الكبير.

- سقوط سد بوط بولاية النيل الأزرق بالسودان وانهياره بعدما قام بتخزين 5 مليار متر مكعب وأصبح غير قادر علي إستقبال أي كميات أخرى إضافية.

- غرق اجزاء كبيرة من مدينة الخرطوم توضحها الصورة الأولى مع استمرار قطع المياه عن الخرطوم بالكامل .

 

يعد لا شك أنه أكبر سيل شهدته السودان كان من 32 سنة وبالتحديد سنة 1988 ووصل ارتفاع النيل وقتها الي 12.81 فيما وصلت ارتفاعات المياه الان الي 13.1 ومازالت المياه تواصل الارتفاع حيث اكبر ارتفاع شهدته السودان في تاريخها 14 متر ومتوقع ان تصل الارتفاعات الحالية الي 16 م وأكبر، أوهمت أديس ابابا السودان لسنوات طويلة أن سد النهضة سيحميها من اخطار الفيضانات و بينما ذهب السودانين إلى وصف أثيوبيا بالشقيقة والأخت لبلادنا، وفي أول اختبار، تجاهل إثيوبي تام لم حدث من غرق للسودان وانهيار بنيتها التحتية وانهيار أهم سدودها بينما سارعت مصر كعادتها لنصرة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه والواقف مع السودان الغريق .

 

ربما المشكلة ستتصاعد الأيام القادمة داخل السودان، لأن بوابات سد النهضة تم فتحها لتصريف كميات الطمي الرهيبة التي قامت بسداد غرفة التوربينات علاوة علي تسريبات من تحت جسم السد مع الأمطار و السيول وتوقعات بوصول الارتفاع الي 16 م في حدث غير مسبوق في تاريخ النيل الأزرق، تستعد مصر علي قدما وساق لأستقبال هذه الكميات الكبيرة من المياه بعد اربعة ايام وتم تصريف كميات من بحيرة السد في نهر النيل لأستقبال الفيضان و بحيرة ناصر التي تعتبر أحد أكبر بحيرات العالم الصناعية حيث أنها تستوعب حد أقصى 180 مليار متر مكعب في حين بحيرة سد النهضة تتسع الي ٧٤ مليار حد أقصى و في سياق آخر استعدت مصر بفتح المفايض وخاصة مفيض توشكي الذي يتسع إلى 50 مليار متر مكعب من المياة .

 

هناك من يذهب إلى التشكيك الدائم، في إمكانية حدوث خلل في في بنية السد الأساسية، تسبب في انهيار احد أجزاء السد، ولا أعلم هل كانت مصادفة كل هذه الكميات من المياه التي تعيشها السودان الآن، في الوقت الذي أبدى معظم المراقبين ومسؤلي الرى، بخطورة الآثار السلبية لسد النهضة على دول المصب، وأشار أكثر من مسؤل متخصص حول إمكانية غرق الخرطوم، فلم يحدث أن مطلقاً أن تصل ل 16 م أو 18 م في تاريخ النيل منذ وجوده، الأمر الذي يدفعنا إلى اتهام الجانب الإثيوبي بصفة مباشرة في التسبب بغرق الخرطوم وإحداث خسائر في البنية التحتية لها، فلابد من وجود سبب غير الأمطار الحالية التي تعتبر أمطار عادية و طبيعية تسقط كل شهر أغسطس ولم يحدث كل هذه الفيضانات ولم تغرق السودان أو تنهار سدودها على النيل الأزرق.