”جريمة صوت وصورة”| المال كلمة السر والجريمة فجر الجمعة.. تفاصيل مقتل خليجية في فيصل

"أشلاء مبعثرة.. وملابس ملقاة على الأرض.. وجثة مقيدة بحبال على كرسي تبدو عليها آثار خنق فى الرقبة وقطع بالرأس بآلة حادة".. هذا المشهد الذي اكتشفه رجال المباحث بعد بلاغ مقدم من إحدى السيدات يفيد بوجود جثة شقيقتها داخل شقتها فى شارع خالد أمين، بناحية التعاون بحي فيصل بمحافظة الجيزة.
الساعة كانت تشير عقاربها إلى الثانية بعد ظهر الجمعة، حيث استيقظ الأهالي على صراخ داخل شقة بعمارة سكنية، دقائق معدودة ودوى صراخ قطع صمت المكان فى الحي الهادئ بشكل مخيف.
"الحقوني ياناس.. أختى اتقتلت وسرقوا الشقة".. صرخات متتالية من شقيقة المجني عليها، جميع النوافذ فُتحت وأطل منها سكان الشارع، حالة من الفزع أصابت الجيران سرعان ما ذهبوا إلى الشقة، ورأو الست (نفيسة) جالسة على كرسي في غرفة نومها مقيدة اليدين والقدمين بحبال وبها آثار خنق وتعذيب ودماء علي ملابسها نتيجة قطع بالرأس، مشهد مفزع لم يتحمله أحد من سكان الشارع.
إجرام.. وخيانة
لم تكن الست "نفيسة" المعروفة بحبها للناس وللخير من كل الجيران المحيطين بها، ولا تبخل لا على الحارس ولا شقيقته بشيء من المال، المشهد الأخير على أيادي عضت مد امتدت شفقة عليها، الطريقة بشعة عنوانها "الطمع والخيانة".
وش إجرام
وسوس الشيطان إليهما ودفعتهما غريزة لحب المال لارتكاب جريمة شنعاء، لمرورهما بضائقة مالية، وسولت لهم أنفسهما الدنيئة وحبهم للمال الحرام والطمع، لسرقة سيدة تقيم بمفردها فى العمارة.
هكذا خطط حارس العمارة وشقيقته التي تعمل خادمة لـ"الست نفيسة" لجريمة قتل السيدة، خطة رسمتها شقيقته ونفذها الحارس، وظلا أياما طويلة يدبران وينسجان آليات تنفيذ الواقعة.
ويوم الجريمة استعان البواب بصديقه الذي يشكو له نفس ظرفه بسبب ضائقة مالية "وعندما دق هاتفه ذهب مسرعا للرد على شقيقته فأخبرته بشراء طلبات للسيدة نفيسة.
"لقيت الحل يا صحبي وهنعيش ملوك"، ما أن سارع الحارس لشراء طلبات الست، وطرق على الباب طرقات هادئة إلا وفتحت الست نفيسة الِباب، دلفوا إلى الشقة وشرعوا في عملهم الإجرامي وانهالوا عليها ضربا بطفاية سجائر وكتموا أنفاسها خوفا من صراخها واكتشاف أمرهم، ولكن السيدة نفيسة لا حول لها ولا قوة نظرا لكبر سنها، ولم تقاوم المجرمين واستسلمت لقدرها، ما أن قيدها الحارس على كرسي بحبال داخل غرفة نومها إلا وقام بخنقها حتى أزهق روحها فى يده، وسرقوا ما بداخل شقتها وفروا هاربين.
محل الجريمة
انتقل محرر "الطريق" إلى مكان الجريمة وبسؤال أحد الأشخاص يدعي "ع.م" 30 سنة، يقيم بنفس الشارع، قال إنه علم بمقتل سيدة في العقار المجاور لسكنه، بعد سماع صرخات امرأة من قبل صلاة العصر من يوم الجمعة، وتبين أنها سيدة مقتولة داخل شقتها.
واضاف: أن حارس العمارة وشقيقته كانت يقومان بخدمة السيدة نفيسة القتيلة، وفي وقت حدوث الجريمة اختفي الحارس وشقيقته، وهو المشتبه الرئيسي فيه لارتكاب الجريمة، كما أن الضحية حسنة السيرة بين الأهالي في المنطقة منذ أن سكنت داخل العقار.
اقرأ أيضا: ”ضربوها بطفاية سجاير”.. تجديد حبس المتهمين بقتل ”خليجية ” داخل شقتها بفيصل
واستكمل كلامه قائلا أن الضحية لديها جنسيتان عربية ومصرية، وتركت زوجها وأولادها فى دولة الإمارات رفقة زوجها، وجاءت مصر مع أسرتها منذ فترة لقضاء إجازة مع أهلها.
وأشار "ا.ج" 40 سنة، إلى أن المتهم وشقيقته من منطقة قريبة من دائرة قسم الهرم، موضحا أنهم قتلوا السيدة وسرقوا كل متعلقاتها الشخصية، وأموالها وتركوا العمارة فى وقت واحد وهاربوا.
واستمع رجال المباحث قسم شرطة الطاليبة، إلى أقوال شقيقة المجني عليها، التي تعرفت على المتهمين "دا البواب وأخته الخادمة والتالت دا أنا معرفوش وأول مرة يظهر".
اعترافات المتهمين
وأدلي محمد، أحد المتهمين 40 عاما، أمام رجال التحقيق باعترافات تفصيلية عن جريمته، وأوضح أنه هشم رأساها بآلة حادة وقيدها من اليدين والقدمين، مستعينا بشقيقته وصديقه.
"كنت عارف إنها عايشة لوحدها ومعاها دهب وفلوس كتير، أنا ليه أسبوعين بخطط عشان أسرقها، هي كانت ست كويسة وبتحبني وتعطف عليا، بس الطمع عمي عينيا".
واضاف المتهم: "الست ماتت في ساعتها لما خدت خبطة بطفاية السجاير" بهذه الكلمات واصل الخفير المتهم اعترافه بقتل المجني عليها نفيسة 58 سنة، داخل شقتها في الهرم أمام جهات التحقيق التي نسبت إلى عصابته تهمة القتل العمد المقترن بالسرقة.
وظهرت شقيقة البواب، المتهم بقتل سيدة خليجية في كاميرات الشقة، وقت انتقالها من حجرة لأخرى ومعها صديق شقيقها في كاميرات كانت تضعها القتيلة داخل الشقة، تحمل كل ماخف وزنه وغلا ثمنه، في الوقت الذي كان البواب يقف أمام الجثة ولمح كاميرا سجلت كل ما حدث بالصوت والصورة، لذلك عدل خطته من عدم الهروب إلى الاختفاء تماما، وهكذا اختفى البواب عقب الجريمة.
كان اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلى مدير الإدارة العامة للمباحث، تلقى بلاغا بالعثور على الجثة سيدة، وانتقل العميد طارق حمزة رئيس المباحث الجنائية لقطاع غرب الجيزة، والمقدم مصطفى كمال وكيل فرقة المباحث والمقدم إسلام السيد رئيس مباحث الطالبية، لمحل الواقعة وهي شقة سكنية تم فتحها، وبالدخول إلى الشقة المكونة من 3 غرف وصالة وحمام عثر على جثة لسيدة "مكبلة اليدين والقدمين" داخل غرفة النوم، وتبين أنها تنتمي لدولة خليجية، في العقد السادس من عمرها وتدعى "نفيسة".
واستكمل فريق البحث معاينة مسرح الجريمة، وبدأت القوات تسجيل الملاحظات، وحضر فريق من المحققين والمعمل الجنائي إلى مكان البلاغ، وتبين أن الجثة ليس بها أي إصابات ظاهرية ولا يوجد بعثرة في محتويات الشقة، وأن الجاني المجهول دخل الشقة بطريقة مشروعة، ما يشير إلى أنه من المترددين على المجني عليها، وقررت الجهات المختصة عرض الجثة على الطب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة واتخذت الإجراءات حيال المتهمين.