شاب ينقذ طفلا من الموت في كفر الشيخ ويتبرع بـ”قوت يومه” لوالدته
في وقت أصبحت فيه الشهامة عملة نادرة، والتنمر هو العنصر الغالب على سلوك البعض، للدرجة التي تجعلهم يتجاهلون الأمور الإنسانية لعدم تحمل المسؤولية، ظهرت على الساحة حالة تؤكد أن "جدعنة المصريين" مستمرة رغم كل شيء.
ففي محافظة كفر الشيخ، ضرب الشاب العامل البسيط "طلحة"، مثلا لشهامة المصريين، بموقف نبيل مع أم مكلومة وابنها المريض الذي انتابته نوبة من نوبات الصرع، كاد أن يلقى حتفه بسببها، لولا تدخل الشاب الشهم.
أزمة طفل وشهامة شاب
وعن ذلك الأمر قالت السيدة رشا على أحمد والدة الطفل عبدالرحمن محمد سلامة، في مداخلة هاتفية لبرنامج التاسعة المذاع على القناة الأولى المصرية مع المذيع يوسف الحسيني، إن ابنها مصاب بنوبات صرع، ويعاني من كهرباء زائدة على المخ، وبعد خروجها من عيادة في كفر الشيخ، وجدت ابنها قد أصابت التشنجات طفلها الذي فقد الوعي بعدها.
وأوضحت والدة الطفل المصاب، أن الشاب الشهم الذي يدعى طلحة السيد غنيم، عندما وجدها تحمل ابنها فى أحد شوارع حى 47 بمدينة كفر الشيخ، وهو فى حالة يرثى لها، وأوشك أن يفارق الحياة، قام بحمله وأسرع بالتوجه لمركز شرابى لتلقي الإسعافات الأولية، مضيفة أن طلحة أعطاها كيس أسود، وجدت به مبلغ قدرة 200 جنيه، وأسرع بالخروج حتى لا تلحق به، وفي اليوم الثاني عرفت أن هذا المبلغ هو قوت يومه.
اقرأ أيضًا: ”صحة سوهاج”: مخزون الأكسجين يكفي جميع المستشفيات
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد شرابي، المسؤول عن حالة عبدالرحمن، إن الطفل أصيب بنوبة تشنجات بسبب ارتفاع درجة حرارته، وتم حجزه 24 ساعة تحت الملاحظة، واستمر في تلقى العلاج.
وأكد "شرابي"، أن الملفت في الموقف رد فعل الناس، وأولهم طلحة الذي أنقذ الطفل المصاب، ومدى خوفه عليه وإصرارة على مساعدة أم المصاب، ومن بعده شاب يدعى يوسف أحضر لها الطعام وبعض البطاطين.
أما الفتى الشهم "طلحة" فلم يرغب في الحديث كثيرا عن تصرفه النبيل، عاملا بمبدأ "اعمل الخير وارمه البحر"، واكتفى بكلمات مقتضبة قئلا: "الموقف لم يتطلب التفكير كثرا.. والله يكون في عون أم الطفل.. ومكانش ينفع ما اعملش كده".
