الطريق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 07:43 مـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

نص| إلى أُلفت.. الكتابة كمحاولة لفشِ الغل!

الكاتب مصطفى بسيوني
الكاتب مصطفى بسيوني

الرسالة الأولى

عزيزتي أُلفت، لا أعرف ماذا فعلت بي الظروف كي تضطرني لأكتب إليك!

فأنت لا تقرئين، أعرف ذلك، وأدرك أنك لا تلقين بالًا لأي مكتوب عدا تاريخ الصلاحية على أي شيء تحشين به فمك،

فلم يعد أحدٌ يهمك في العالم سوى نفسك وكرشك..

نعم كرشك، الذي طالما حاولتِ إخفاءه!

أكتب إليكِ للمرة الأولى، وأتمنى أن تكون الأخيرة..

لأني على الأقل لست فقيرًا إبداعيًا لكي أنحت كتابًا لسارة درويش

ولكن حدث.. فلِم أجد الكتابة غريبة الآن؟!

أكتب إليكِ وكنت أفترض أني سأبكي وتنهمر الدموع، ولكني أصبحت بفضلك حلّوفًا، لا يؤثر فيّ سوى مطب صناعي وأنا أركب دراجة بخارية فأتألم لسبب ما لا أريد ذكره، ولكنه القدر يواسيني ويذكرني أنني ما زلت أستطيع أن أتألم، بل ومن الممكن أن أبكي.. نعم أشتاق للبكاء! وكما قلت لك، كنت أفترض أني سأبكي وجهّزت لذلك!

ولكن كيس المناديل -الذي جلبته مع الورقة والقلم ظنًا أنهما سينجحان في جعلي أبكي- ينظر إليَّ نظرة "علي ربيع" إلى إبرام -في مسرح مصر- قائلًا: إنت إيه؟!

أفتح عيني راغمًا كي تطرفا لأي نسمة هواء فتدمعان، لكنها حيلة قديمة، حينها أبكي ظاهريًا وكأن عيني تبصقان على وجهي لأني أخذلهما.. فهما تريان معي الفشل وتعيشانه، وبسببي لا بسببها لم تعودا تبكيان فرحًا أو حزنًا، أصبح الكل سواء، أنا لا أعاني من الملل أو التكرار ولكن التكرار في نفسي..

لأني ألَّفت كثيرًا.. والنتيجة واحدة!

حتى إنني لا أعرف مَن ذاك الأعمى الذي أسماكِ ألفت، فبخلافي لم يألفك أحد ولا حتى مساحيق التنكر التي تضعينها!

فأنت تكثرين من وضع تلك المواد التي تُدعى تجميلية، وكلها ذات أسماء إنجليزية ملحمية تصلح لأن تكون أسماء روايات أو أفلام إثارة وغموض! ولكنك تكثرين منها فتصل بك حد التنكّر.. آه، بمناسبة التنكر، أذكر أنك أيضًا عدلتِ من تصميم حاجبيكِ ليصبحا مناسبين أكثر لأنثى الزعّافة!

لم أر ذلك كله وانشغلت أن وراءهما أُلفت.. فلم أجدك!

تبًا هذا مؤلم!

سأتوقف الآن وأعود لأكتب إليكِ مرة أخرى..

ليس أملًا فيكِ، لكني اشتريت كثيرًا من الأقلام والأوراق، اللعنة على العروض التي تًغرينا، فلتصحبك الندامة!

سلام.. على كل البشر إلا أنتِ!

للتواصل مع الكاتب