كربلاء أفغانستان.. طالبان من الجبال إلى القصور

لا يزال رواد مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون عن أزمة جماعة "طالبان"، حيث أن الكثير من رواد السوشيال ميديا وتصفح الأخبار السريعة لا يعلمون عن ما حدث، هل كان مدبرًا بين الحركة ذاتها وبين الأمريكان، أم أن العلاقة بينهم وصلت إلى عنق الزجاجة؟، ولكن خبراء السياسة العالمية والمحلية يرجحون أن الخسائر التي تكبدتها أمريكا في 20 عامًا، كان بالإمكان أن يتم توفيرها للشعب الأمريكي، وفي هذا التقرير "الطريق" يرصد قصة الدخول الأمريكي للأراضي الأفغانية، حتى خروج آخر جندي منها.
هروب في منتصف الليل
"فى الثانية عشر بعد منتصف الليل انسحب آخر جندي محتل وحُزنا الاستقلال الكامل"، هذا ماصرح به ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، معلقا على اتمام الانسحاب الأمريكي، بعد أكثر من عشرين عامًا من الحرب الأمريكية على أفغانستان انسحب مساء الإثنين آخر جندي أمريكي من مطار كابول، تلك الحرب الأمريكية التي خلفت ورائها ما يقارب المليون من الضحايا الأفغان، وعدد لا يحصى من المصابين والنازحين.
أعلن فى مايو الماضي الرئيس الأمريكي جو بايدن، نيته الانسحاب الكامل من الأراضي الأفغانية عندما قال: "حان الوقت لإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا"، وقتها بدأ الاستعداد الأمريكي للخروج الفعلي من أفغانستان، وكانت مفاوضات " الدوحة " بين طالبان والأمريكان قد أخذت مسارًا جديدًا منذ ذلك الوقت وأخذ في الترتيب للخروج الأمريكي؛ إلا أن ذلك الخروج المفاجئ غير المنظم أحدث اضطرابًا كبيرًا فى الشارع الأفغاني وبين صفوف القوات الأفغانية، مما أدى إلى تمكين قوات طالبان من السيطرة السهلة على المدن الأفغانية الواحدة تلو الأخرى، وفوجئ العالم بهروب الرئيس الأفغاني أشرف غني ودخول قوات طالبان القصر الرئاسي.
قدرت الخسائر المالية لأمريكا بأكثرمن تريليون دولار، وعدد القتلى من القوات بأكثر من 2300 جندي أمريكي والعدد الإجمالي لقتلى التحالف 3500، وخلفت عددا كبيرا من المصابين بين القوات الأمريكية وقوات التحالف، وكانت الحكومات الأمريكية الأربعة المتعاقبة التى شهدت الحرب الأفغانية على مدار عشرين عامًا تعرضت لضغوطات شعبية كبيرة من أهالي الجنود الأمريكان ودافعي الضرائب للخروج العاجل من أفغانستان.
سر الليثيوم النادر
وعلى صعيد الأسباب التى استدعت التدخل الأمريكي لأفغانستان، كان تواجد تنظيم القاعدة على الأراضي الأفغانية هو السبب الرئيسي والمعلن لذلك التدخل بهدف القضاء عليه، لكن هناك تقارير اقتصادية عالمية أشارت إلى أن هناك أسباب اقتصادية قوية قد دفعت الإدارة الأمريكية للتدخل هناك وأشارت إلى وجود تقديرات بوجود كمية مهولة من خام الليثيوم النادر والذى تقدر عوائده بـ3 تريليونات دولار، هذا بخلاف المعادن الأخرى مثل النحاس والحديد.
الإجلاء الأخير
ومن جانبهم، أكد مسئولون أمريكيون أنه تم إجلاء حوالي 80 ألف نازح على متن الطائرات الأمريكية، وما يقارب 40 ألف على طائرات التحالف، كما استقبلت الحدود الباكستانية والإيرانية عددا كبيرا من اللاجئين الأفغان، وعززت تركيا قواتها على حدودها المتاخمة لإيران لوقف تسلل اللاجئين الأفغان للداخل التركي.