الطريق
الأربعاء 7 مايو 2025 09:10 صـ 10 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

خطر «البابجي».. اللعبة تجتاح العالم و14 مليون مستخدم يوميًا

خبراء: الحرمان سبب زيادة معدل ساعات ممارستها وتتسبب في الانطواء
زوجة: لعبتها عندما سمعت بنتاً تلعب مع زوجي.. وزوج: استسلمت لمشاركتها معي اللعبة «إذا كنت استسلمت لمشاركتها حياتي»
 والشباب: بهرب من أهلي علشان ألعبها وممكن أسيب شغلي.. و«مجانيتها» سبب انتشارها
«لاعبون غير معروفين فى ساحة القتال»، تلك العبارة هى ترجمة للاسم الأصلى للعبة «بلاير أنونز باتل جراوندز» التى اختصرت فيما بعد لـpubg.
فكرة ليست جديدة هزت أرجاء عالم الألعاب الالكترونية وذاع صيتها بين أوساط الشباب.
«بابجى» لعبة حربية قائمة فى الأساس على مجموعة لاعبين يصل عددهم إلى 100 لاعب فى وقت واحد يتم تجميعهم بواسطة شبكة اللعبة العالمية، يهبطون فى ساحة معركة يتم تحديدها سلفًا ليبدأ كل فرد فى مهمة البحث عن اسلحة ومن ثم القيام بالمراوغات الحربية ومن بعدها القتال.
بالرغم من أن تلك النوعية من الألعاب تم تناولها بأكثر من شكل خلال السنوات العشر الأخيرة وبمختلف الأشكال وفى كافة وسائل الألعاب، إلا أن بابجى تعتمد على شكل جديد وبعض التطورات التى أسهمت فى انتشارها بشكل مكثف، بجانب كون اللعبة يتم تحميلها ومشاركتها بشكل مجانى.
نتيجة للشعبية الكبيرة التى حققتها اللعبة، والتأثير الفج الذى باتت تتركه فى عقول اللاعبين، وسيطرتها المزمنة عليهم تسببت اللعبة فى انقلاب حياة ممارسيها رأسًا على عقب، فعلى الصعيد الاجتماعى، شهد مجتمع العراق حدوث حالة طلاق بين زوج وزوجته بسبب انخراط الأول فى اللعب والانشغال عن أداء مسئولياته.
كما تسببت أيضًا فى وقوع جريمة قتل، فوفقًا للخبر الذى نُشر على موقع «السومرية نيوز» يوم 29 أكتوبر 2018، فقد وقع خلاف بين صديقين من أهالى منطقة واحد حزيران، جنوب كركوك، حيث كانا يلعبان هذه اللعبة، إلا أنه اندلع شجار بينهما بحجة أن أحدهما لم يسعف الآخر فى اللعبة مما أدى إلى خسارته، لكن للأسف فى اللحظة التى قرر أحدهما إشهار سلاحه فى وجه الآخر، كان يقف على الباب أحد الأشخاص الذى أصيب بطلقة نارية أدت إلى مقتله على الفور.
«الطريق» قررت أن تبحر فى  عقول ممارسى لعبة بابجى للوقوف على مدى اهتمامهم باللعبة واسباب تعلقهم بها، وارائهم حول نشوب مشاكل اجتماعية بسببها كما ذكرنا سلفًا.
 
الشباب
نورهان عادل
ترى نورهان عادل، طالبة جامعية، أن اللعبة ممتعة ومسلية بالنسبة لها، فى البداية شجعها اصدقاؤها واخواتها على ممارستها، «فكرة أن تمارس اللعبة مع اصدقائك وتستمتع بالحديث معهم (أونلاين) مما يمنح اللعبة حيوية أكثر».
وأضافت: «اللعبة تسببت لى فى الكثير من المشاكل مع أهلى، لأنهم -اتخنقوا منى- دائمًا ما يشاهدوننى فى المنزل أمارس اللعبة، خاصًة والدتى التى تتشاجر معى كثيرًا لهذا السبب، لاسيما أن اللعبة تستغرق الكثير من الوقت».
وتابعت: «أزماتى مع أسرتى بسبب (بابجى) تطورت إلى أننى اضطررت أحيانًا للاختباء والهروب منهم فى غرفة حتى لا يرانى أحد ثم أمارس اللعبة، وحتى يمكننى التركيز فى اللعبة بعيدًا عن دعواتهم بالكف عنها».
واختتمت: «بالتأكيد لا يتطور الأمر للمشاكل والخناقات مثلما نسمع، من يمكنه أن يتشاجر بسبب لعبة».
 
محمد أحمد
محمد أحمد، أحد ممارسى اللعبة، أكد استحالة نشوب مشاكل بين الأصدقاء من وجهة نظره، لأن الأمر فى النهاية لا يتعدى كونه لعبة، والتشاجر أمر يستحق ما هو أكبر من ذلك.
وأضاف صاحب الـ27 عاما: «بدأت ألعبها عن طريق اصدقائى، هم من عرفونى بها ومن كثرة أحاديثهم عنها قررت خوض التجربة ومشاركتهم».
وعن عدد الساعات التى تشغلها اللعبة فى حيز يومه، تابع محمد: «حسب اليوم إذا كنت فاضى ممكن أن العبها لمدة تزيد على أربع ساعات، وإذا كنت مشغولًا فمن الممكن أن يكون ساعة واحدة يومًيا».
واستكمل: «هى لعبة مشوقة جدًا وجميلة وفكرة انك بتلعب مع صحابك وبتتواصل معهم بالحديث هى الأكثر امتاعًا بالنسبة لى، وتصنع حالة تواصل كبيرة بينى وبينهم».
واستطرد متحدثًا عن امكانية انشغاله باللعبة عن عمله: «إذا كان العمل يحمل طابع أهمية فلن أتركه من أجل اللعبة، واذا كان الأمر بسيطا فيمكنني ترك العمل لممارسة اللعبة، وفق أهمية العمل».
 
خبراء
أما أحمد عنانى، وهو أحد مستخدمى اللعبة وخبير بالألعاب الالكترونية، فتحدث عن سبب انتشار اللعبة كالنار فى الهشيم: «مبدئيًا بابجى هى أول لعبة حروب تعمل بشكل شبكى جماعى مجانية بعد –ميدل أوف هونر- والألعاب الحربية بشكل عام هى عشق لمعظم الناس ولكن أغلب تلك الألعاب يكون بمقابل مادى او العابا فردية».
وتابع: «هناك بعض الألعاب الأخرى مثل –فورت نايت- ولكنها خاصة بأجهزة البلايستيشن التى لا تتوافر مع جميع الناس، مثل الهواتف المحمولة، لذا فهى لها أرضية خاصة تختلف عن بابجى التى يسهل عليك التعامل معها».
وأردف: «بشكل شخصى ألعبها بمتوسط ثلاث ساعات يوميًا وتوجد أيام لا أمارس فيها اللعبة اطلاقًا، لأننى لعبت ألعابا حربية بأموال وليست منتشرة، فبالنسبة لى بابجى ليست الأروع، بجانب أن بابجى نفسها لها نسخة تمارس على أجهزة الكمبيوتر بمقابل مادى يتجاوز الـ600 جنيه وهى أفضل كثيرًا من نسخة الهواتف، ولكن الناس أعجبت بنسخة الموبايل لأنهم لم يروا إلا النسخة المجانية».
 وعن امكانية حدوث مشاكل بسبب اللعبة، قال: «لا توجد لعبة فى الوطن العربى أو فى بعض الثقافات لا يحدث بسببها مشاكل، فى كرة القدم بين الشباب تقع المشاكل والخناقات، ويطلق عليها -خناقة ملاعب- فهذا يحدث بشكل عام فى جميع الألعاب، أما من يسعى للربط بين تلك الأزمات وبين أنها لعبة عنيفة تحرض على المشاجرات فهذا غير حقيقى».
أما من الناحية النفسية، فقد أوضح سعيد الطنيجى، المدرب الدولى والمستشار الأسرى، فى تصريحات صحفية، أن اللعبة تتسبب فى حدوث نوع من الانطوائية حيث يشعر اللاعب بحاجته للانقطاع عن المحيطين به فى الحقيقة، ليستطيع التواصل مع من يلعب معهم، ذلك بجانب العنف الذى يتولد بداخلهم نتيجة عمليات القتل أثناء اللعب، بالإضافة إلى توهمه بالعيش فى مجتمع وهمى، يفصله عن الواقع، مما يؤدى إلى نوع من الإدمان على هذه اللعبة، ويجعله غير قادر على معرفة الفارق بين العالم الواقعى وبين العالم الافتراضى.
 
الأزواج
لم ينجُ الشباب المتزوج أو العائل، من الانخراط فى ممارسة اللعبة بل غرست أرجلهم بشكل أكثر بعد أن أصبحت ممارستهم للعبة بشكل زوجى، كما أن أزمات تلك اللعبة قد تتطور لما هو أكبر من مشاجرة كما أشرنا سلفًا إلى ما حدث فى العراق.
إسلام لبيب
اسلام لبيب البالغ من العمر 27 عامًا قال عن ممارسته للعبة بصحبة زوجته، مؤكدًا أنه استسلم لمشاركتها اللعبة معه، خاصًة أنهما يستمتعان كثيرًا بتقضية بعض الأوقات فى ممارسة اللعبة.
وأضاف مازحًا: «مينفعش أرفض تلعب معاى، مش هتاكلنى»، مشيرًا إلى أن اللعبة لا تعيقهما عن ممارسة مهام معيشتهما ومتابعة أطفالهما».
وعن إمكانية نشوب مشاكل بينهما بسبب اللعبة، تابع اسلام: «لا يتطور الأمر إلى الخناقات بالتأكيد، فالموضوع لا يتعدى كونه لعبة، ولكن هذا لا يمنع أنها دائمًا تتسبب فى بعض اللوم والعتاب الطريف بعد الهزيمة او التخلى عنها فى مرحلة الاسعاف».
وواصل: فى إحدى المرات كنا نمارس اللعبة وتعمدت عدم اسعافها لاسعاف صديق آخر فى الفريق فتوعدت لى بعدم اعداد العشاء».
نسمة فارس
نسمة فارس، إحدى ممارسات اللعبة، كشفت عن أن سبب ممارستها لبابجى هو أنها سمعت زوجها يتحدث مع فتاة أخرى اثناء ممارسته اللعبة.
وقالت نسمة فى تصريحاتها لجريدة الطريق: اللعبة كانت على هاتفى ولا أبالى بها او امنحها اهتماما، حتى سمعت صوت فتاة تنادى زوجى لاسعافه، فعندما سألته أجابها بأنها محادثة داخل اللعبة، فقررت حينها ممارسة اللعبة –محدش يسعف جوزى غيرى»..
14 مليون مستخدم
طبقا لتقارير اللعبة فقد تجاوز عدد مستخدميها الـ14 مليون مستخدم يوميا.