الطريق
الثلاثاء 19 مارس 2024 09:39 صـ 9 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«منتدى المستقبل يناقش رواية كل ما أعرف» لعلي قطب

عقد منتدى المستقبل للفكر والإبداع، ندوة نقدية لمناقشة رواية "كل ما أعرف" للكاتب الروائي علي قطب، في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني.

وناقش الرواية الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والكاتب الصحفي الدكتور أيمن حماد، وأدار الندوة الكاتب والإعلامي عمرو الشامي، بحضور الروائي صبحي موسى، والروائي أسامة ريان وعدد من المثقفين..

وفي بداية الندوة، قال الإعلامي عمرو الشامي، نحن أمام كتابة جيدة، أمام كاتب يمتلك أدواته ويجيد تصوير نفوس أبطاله جيدا، في مركباتهم الشخصية ويضع سيناريوهات رائعة للشخصيات. حيث يجعل القارئ في متعة دائما عبر التوغل في القراءة.

وأشار إلى أن الكاتب أجاد في تحريك شخوصه على الواقع ومدى مسؤولية الفرد عن أفعاله، وأن دراسة الكاتب للسيناريو أفادته في تقديم تلك الرواية.

من جانبه، قال الناقد الدكتور يسري عبدالله، إننا أمام مشروع روائي يتشكل لكاتب موهوب أعرفه منذ صغره، وهذه الرواية الرابعة للكاتب وهي الأكثر نضجا على المستوى الفني والجمالي، والأكثر إحكاما على المستوى البنائي.

وأضاف، هذه الراوية يمكن قراءتها من مداخل متعددة، وسأبدأ من غلافها، والذي يشير إلى هذه الرأس المتشظية المتاخمة بالأفكار التي ستحيلك على الفور على الشخوص المروي عنهم في الرواية سواء أحمد علي أو أحمد محفوظ أو ياسر الغنام أو حتى غدير، وهؤلاء الشخوص المركزيون الأربع وفي نفس الوقت لا يمكن أن نغفل الشخصيات الهامشية لأنهم لعبوا دورا في إنتاج الدلالة السردية داخل الرواية.

وأوضح، أن هذه الرواية تلعب على تعدد الأصوات وتقاطعها، وهذا مدخل رئيسي للرواية والتي تدور في فضاءات مركبة على الرغم من بساطتها المراوغة، وهذه الرواية التي سيصبح فيها ما يسمى بالحدث المركزي مرتبطا بحوادث الغدر والخيانة على المستوى الظاهري حكاية متروكة.

وأكد أنه على مستوى الدلالي المركب وعلى المستوى التكني ستجد أنك أمام رواية تحتمل تأويلات وتفسيرات متعددة، بحيث يمكنك أن تخرج بجملة من الدلالات التي تجعلك أمام أشخاص إشكاليون بامتياز.

وأشار إلى أن أبطال هذه الرواية هم أبطال إشكاليون، حيث لا يمكن أن تتعامل معهم بوصفهم أبطالا إيجابين، ولا يمكن أن تتعامل أيضا معهم باعتبارهم أبطالا سلبيين في المطلق هم أبناء لما يسمى بالضرورة الحياتية المعايشة.

وتابع: هذه الرواية هي لعبة فنية في الأساس تبدأ من الشخصية المركزية فيها وهو أحمد علي الذي تقدمه الرواية بوصفه كاتبا يكتب رواية بالفعل، وهذا الكاتب يضع أبطاله وشخوصه في مجموعات من الوضعيات المأزومة هذه الوضعيات التي سيكتب من خلالها مصائر تلك الشخصيات.

بينما قال الكاتب الصحفي الدكتور أيمن حماد، إن الروائي علي قطب كاتبا موهوبا في توظيف التقنيات الحديثة داخل النص ورسم وتحليل الشخصيات بعمق كبير.

وأضاف، أن الرواية متعددة الأصوات وأن الكاتب تمرس في محاولة القضاء على ديكتاتورية السارد الأوحد وإتاحة الفرصة لكل شخصية في التحدث عن همومها في جميع الأحوال.

وتساءل "حماد" لماذا وظف علي قطب في روايته تقنية الأصوات المتعددة؟ وما دلالة ذلك التوظيف؟، مجيبا أن تلك الدلة تتيح للقارئ التعرف على وجهات النظر المختلفة حول الحدث الأوحد.

وتابع: أن الفصل الأول من الرواية هو فصلا أساسيا ولولاه ما كتب بقية الفصول التالية، مؤكدا أن ضعف شخصية البطل أحمد علي هو ما ترتب عليه الخيانة من الزوجة وتصرف بقية الشخوص ناحيته.

وأكد أن التقنية متعددة الأصوات هي بمثابة شهادة لكل شخصية عبر عدستها الخاصة على الحقيقة.

وفي الختام، قال مؤلف الرواية، علي قطب، إن روايته ليست رواية سينمائية ولكنها استفادت من التقنيات السينمائية.

وأضاف أن الفصل الأول من الرواية كان لصوت واحد هو أحمد علي، لكني شعرت أنه غير مجدي، بسبب تجربة تعدد الأصوات والتي لو تمت بغير وعي ستخرج هزيلة.

وتابع: أن الفصل الأول كان مرهقا جدا لي، حيث كنت قد كتبته في البداية من فقرة واحدة لكي يشعر القارئ معي بالضيق الذي يعيشه البطل، وكان هناك اعتراضا من دار النشر على ذلك أن في البداية والموضوع غير جذاب من سيقرأه فكان بيننا سجالا كثيرا حتى خرج بهذا الشكل.

وأكد أن رواية "ميرامار" للكاتب العالمي نجيب محفوظ كانت مرجعا كبيرا لي، حيث أن الفصل الذي يبدأ به "محفوظ" هو الذي ينهي به، وهذا حدث معي حيث أنني استخدمت بنية هرمية في شكل الفصول وبنية دائرية في البداية والنهاية.

وأضاف، أرى أن شخصية "غدير" هي المركز الحقيقي للرواية، وصقل الرواية في غدير لأن الكل يحكي عنها وهي أقل شخص حكى وهي المركز، فالدائرة لها أقطار وكل قطر لا بد أن يمر على المركز فغدير هي المركز والباقي كلهم أقطار.

وأكد أن نهايات أبطال الرواية متسقة جدا مع رحلة كل بطل فيهم، أما بالنسبة لأحمد علي فهو شخص ميت منذ أن بدأ هذه التجربة ووضع نفسه وهم في تجربة أكبر منهم.

اقرأ أيضا: السبت.. حفل إطلاق رواية «أنت تشرق أنت تضئ» لـ الكاتبة رشا عدلي