الطريق
الخميس 28 مارس 2024 10:53 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أرحام مقيدة.. غلاء أسعار الفوط الصحية يضع النساء في مأزق

الفوط الصحية- رويترز
الفوط الصحية- رويترز

ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية بظلالها على أسعار السلع الأساسية في مصر ومن بينها الفوط الصحية، التي وضعت بعض النساء في مأزق بسبب عدم مقدرتهن على شراء الفوطة الصحية الخاصة بالدورة الشهرية.

قفزت أسعار الفوط الصحية لأرقام خيالية إذ أصبح يتراوح سعر العبوة الـ19 فوطة ما بين 55 إلى 62 جنيهًا باختلاف أنواعها مقارنة بالسعر السابق الذي كان يصل إلى 25 جنيهًا.

حفاضات الأطفال بدلا من الفوط الصحية

واضطرت بعض النساء إلى الاتجاه نحو استخدام حفاضات الأطفال كبديل للفوط، لكن هي الأخرى سجلت أسعارًا مرتفعة وصلت إلى 200 جنيه للعبوة التي تحتوي على 60 قطعة.

وكسرت بعض السيدات حاجز الصمت الذي طالما قيدهن وكمم أفواههن، من التعبير عن معاناتهن بعد تفاقم أزمة ارتفاع أسعار الفوط الصحية، بشكل أثر سلبًا على حياتهن.

استبدال الفوط الصحية بقطع القماش

وقالت «منى» اسم مستعار إنّها جرّبت بدائل كثيرة للفوط الصحية بعد ارتفاع أسعارها في الفترة الأخيرة، منها استخدام طبقات من القماش والاستعانة بحفاضات الأطفال التي تتميز بكثرة أعداد القطع داخل العبوة الواحدة، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، فالقماش لا يمنع التسرب، وأسعار الحفاضات باتت مرتفعة هي الأخرى.

وأضافت منى المرأة الثلاثينية التي تعمل مدرسة ابتدائي، أنّ الدورة الشهرية تأتي لها كل 27 يومًا وتسمر معها لمدة 6 أيام تقريبًا الأمر الذي يجعلها تنفق جزاء كبيرا من مرتبها في شراء الفوط الصحية حتى تستطيع ممارسة عملها بين الأطفال دون خوف من التسرب.

وأشارت إلى أن الفوط الصحية الرديئة باتت أسعارها مرتفعة أيضًا رغم كونها لا تفي بالغرض فهي لا تمتص التسربات وتصيب النساء بالالتهابات الخطيرة، لافتة إلى أن الأنواع العادية من الفوط الصحية وصلت إلى 13 جنيها للعبوة التي تحتوي على 9 قطع.

بدائل غير صحية

أما أسماء 40 عامًا "اسم مستعار" فعبرت عن استيائها من عدم تدخل الأجهزة الرقابية لوضع حد لارتفاع أسعار الفوط الصحية بالصيدليات على اختلاف أنواعها، مشيرة إلى أنّها عانت في السابق من مضاعفات جسيمة نتيجة استعمال بدائل غير صحية خلال الدورة الشهرية.

وأشارت أسماء إلى أنّها لجأت مؤخرا إلى إعادة استخدام الفوط الصحية بعد تنظيفها، وعادة ما كانت ترتديها لفترات طويلة، حتى توفر المبالغ الباهظة التي تضطر إلى سدادها مقابل الحصول على تلك الفوط في ظل تردي الأوضاع المعيشية نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية.

وأوضحت أنّ البيت الواحد يوجد به أكثر من فتاة بحاجة إلى استعمال الفوط الصحية، وهو ما يجعلها ضرورة ملحة لا تقل أهمية عن الطعام والشراب، مطالبة المسؤولين بتوفيرها بسعر عادل بالأسواق.

وتسببت الأزمة الاقتصادية العالمية في ارتفاع أسعار بعض المنتجات المستوردة مثل المستلزمات الطبية، خاصة في الفترة التي تكدست فيها البضائع بالموانئ قبل أن تلغي الحكومة الاعتمادات المستندية.

التامبون بديل الفوط الصحية

ولجأت بعض النساء إلى استخدام التامبلون خلال الفترة الشهرية بديلا عن الفوط الصحية، وهو عبارة عن أسطوانة يتم إدخالها في المهبل لامتصاص الدم، وتختلف أنواعها ما بين البلاستيك والمصنوع من القطن والحرير الصناعي.

لكن الدكتور عصام سلطان، استشاري النساء والتوليد، حذّر من استخدام التامبون خلال الدورة الشهرية لأنه قد يسبب العديد من الأضرار الكارثية على صحة المرأة، مثل الالتهابات وتسمم الجسم.

وأكد "سلطان"، خلال حديثه مع الطريق أنه لا بديل عن الفوط الصحية، موضحا أنه يجب على كل سيدة أو فتاة استخدام فوطة صحية تناسب طبيعة بشرتها حتى لا تتعرض إلى الحساسية، كما ينبغي عدم ارتداها لأكثر من 12 ساعة.

سبب ارتفاع أسعار الفوط الصحية

وإلى ذلك، كشفت مصادر بشعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن سبب أزمة ارتفاع أسعار الفوط الصحية يرجع إلى تدكس البضائع في الموانئ لفترة طويلة، الأمر الذي أدى إلى قلة المعروض وزيادة الطلب.

وأكدت المصادر إرسال كشوفات إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، تضم قائمة بالمستلزمات الضرورية التي كانت عالقة بالموانئ والمطلوب الإفراج عنها لسد حاجة السوق.

وأشارت إلى أنه تمت الاستجابة إلى الخطاب، وجرى بالفعل الإفراج عن بعض البضائع بعد إلغاء الاعتمادات المستندية.

وتوقعت المصادر ذاتها، انخفاض أسعار الفوط الصحية خلال الشهر الجاري بنسبة تصل إلى 10% في مختلف الأنواع بعد ضخ البضائع الجديدة في الأسواق.

اقرأ أيضًا: تفاصيل السماح لغير حاملي بطاقات التموين بشراء الخبز المعدم بسعر التكلفة