الطريق
الأربعاء 1 مايو 2024 09:56 مـ 22 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أسباب فتح إسرائيل لـ«معبر بيت حانون»:

خبراء: فتح المعبر قد يكون خطة لتهجير الفلسطينيين إلى مصر

معبر رفح
معبر رفح

يبدو أن حالة التضييق الخارجية على إسرائيل بشأن الأوضاع الإنسانية المأساوية في شمال غزة، جعلها تقرر بناء معبر بيت حانون (إيرز)، البري الجديد، حيث تشتد حدة المجاعة، والتي تؤدي إلى الموت في بعض الأحيان، لا سيما أن المعبر الجديد سيتعامل مع ما يصل إلى 50 شاحنة مساعدات يوميا، وقد عبرته الشاحنات الأولى بالفعل.
الحديث هنا يتطرق إلى فتح معابر أخرى من الممكن أن تكون هدفا للتهجير القصري إلى مصر من ناحية إسرائيل، أم فخ الهروب للفلسطينيين من جحيم القصف خارج قطاع غزة، وبالتالي لعبت جريدة "الطريق" دورا مهما في الإجابة على كل هذه الأسئلة في السطور التالية.
في هذا الإطار، اللواء أركان حرب نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أكد ل "الطريق" أنه في البداية أحب أن أوضح أن الضغط العالمي من قبل دول الحلفاء لإسرائيل وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، جاء بسبب المجاعات بكل ما تحمله الكلمة في شمال قطاع غزة، هذه المنطقة تعاني من صعوبة وصل المساعدات الإنسانية إليها، وبالتالي كان القرار الإسرائيلي بفتح معبر "إيرز" من ناحية تل أبيب تتدفق إليه المساعدات من الأردن إلى شمال القطاع؛ وفقا للخرائط إذا نظرنا سنجد ذلك، لا سيما أن الوضع الإنساني هناك أصبح كارثيا للغاية.
وتناول الخبير العسكري الحديث، قائلا: "عمليات الإسقاط الجوي التي تقوم بها مصر وبعض الدول في الشمال وأيضا النقل البحري للمساعدات الإنسانية ليس كافية لتؤدي الغرض، حيث إن الشمال دمر تماما ولا توجد بنية تحتية" طرق "لتوصيل المساعدات إلى الشمال، لذلك وبالضغوط وجدت إسرائيل الحل في فتح معبر من جهتها لتوفير المواد الغذائية والطبية إلى شمال القطاع، بعد أن تدهورت صورتها أمام دول العالم، ومحاولة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وبالسؤال حول المخاطر التي يمكن أن تحدثا لمصر بشأن هروب الفلسطينيين من الحرب... أو التهجير القسري من هذه الناحية؟... أجاب قائلا: "من المستحيل تماما أن يحدث هذا الأمر، وبالتالي لا يشكل خطرا على أمن مصر القومي، لأن الخروج من هذا المعبر يؤدي إلى تل أبيب مباشرا، وإسرائيل تعلم ذلك، إذ إن الإجراءات الأمنية ستكون مشددة على هذا المعبر"، مردفا: "معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح من الجنوب ناحية مصر، وعملية التفتيش والتأمين متوفرة بشدة، تحديدا معبر رفح البري والمخصص لعبور الأشخاص، ومن ثم ستكون المراقبة محكمة لمنع عبور أي أحد غير قانوني".
ومن ناحية أخرى، اللواء أركان حرب حمدي بخيت، المحلل الاستراتيجي والعسكري، والمستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، يقول إن هناك ضغطيا دوليا على إسرائيل، ولكن في الوقت ذاته لا نستطيع إنكار الضغوط الأمريكية الواضحة، وذلك بسبب الموقف الأمريكي السيئ إبان العدوان على غزة، أو بسبب وقف إطلاق النار، مبينا أن كل هذه الضغوط أدت إلى فتح جميع المعبر لدفق المساعدات.
وأشار المحلل العسكري ل "الطريق" إلى أنه فتح المعبر قد يكون إذانا لإيجاد مهرب أو للفلسطينيين إلى مصر عند معبر رفح تحديدا، أما باقي المعابر وتحديدا المعبر الجديد "إيرز" سيكون عليه رقابة مشدد، حيث إن الهروب سيكون إلى داخل إسرائيل، لافتا إلى أن المخاوف تكمن في فتح إسرائيل محاور للمرور، هذه المحاور تؤدي مباشرا إلى المعابر، ومن ثم يستطيع المواطنين التوجة إليها في حالة القصف المتواصل.
وشدد "بخيت" على أن هناك مراقبة شديدة من الجانب المصري سواء لعملية عبور المساعدات الإنسانية، أو الأشخاص على حد سوء، خاصة من المعابر التي تربط مصر بغزة، مثل معبر العوجا ومعبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، موضحا أن باقي المعابر الأخرى مثل معبر بيت حانون سيكون تحت السيطرة الإسرائيلي، حيث إنه داخل الأراضي المحتلة؛ الأمر كله يجعل هناك حذرا شديدة من أن تكون خطة لتهجير الفلسطينيين إلى مصر.
تابع: "لا يخفق على إسرائيل إيجاد البدائل لتنفيذ عملية التهجير القصري، وبالتالي قرار فتح المعبر لدفق المساعدات الإنسانية يجب أن ينظر إليه من عين الترقب ما إذا كان هو مخططا إسرائيليا جديدا أما بسبب الضغوط، التي جعلت إسرائيل تخسر المزيد من حلفائها، وعرضت أمريكا لموقف محرج أمام المجتمع الدولي"، منوها إلى أن مصر تعي جيدا حجم المخاطر على أمنها القومي، وبالتالي تتخذ المزيد من الإجراءات الأمنية.
واستكمالا للآراء، اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، يؤكد أن الضغط الدولي والأمريكي ل "إسرائيل" جعلها تتخذ قرارا بفتح معبر جديد بيت الحانين "إيرز" لتدفق المساعدات إلى شمال القطاع، ومن اعتقادي أن القرار دليل على هزيمة إسرائيل في حرب تجويع الفلسطينيين، مردفا: "الأمم المتحدة والعالم أجمع واخد موقف من إسرائيل بسبب الخروج من حالة الدفاع عن النفس إلى الإبادة وانتشار المجاعات".
وبين وكيل المخابرات الأسبق، أن سياسة العقاب الجماعي مرفوضة تماما من قبل الحكومات قبل الشعوب، وعسكريا لا يجوز أخذ المدنيين بذنب المقاومة، أو ما حدث في 7 أكتوبر، وبالتالي ترى أمريكا أن ما تفعله إسرائيل سوى إخفاق واضح، لذا؛ يجب الإنصياع وفتح جميع المعابر من أجل إنقاذ الوضع الإنساني، في حين أن غلق المعابر في بداية الأمر رسالة لتوصيل أهالي غزة إلى حد الجوع من أجل الهروب والهجرة من أراضيهم.
وبالسؤال عن إذا كان هناك معابر مغلقة قبل أحدث 7 أكتوبر، أجب اللواء "رشاد"، قائلا: "لا توجد معبر مغلقة قبل السابع من أكتوبر، وفي اعتقادي معبر" إيرز "كان مفتوحا بين شمال الاراضي المحتلة وشمال غزة، ولكن تم غلق هذا المعبر إبان الأحداث".