شمال غزة.. جفت المساعدات والناس محاصرين وسط الأنقاض
كان الشمال، بما في ذلك مدينة غزة، الهدف الأول للهجوم البري الإسرائيلي في وقت مبكر من الحرب، عندما أمرت إسرائيل كل من كان هناك بالمغادرة، ومنذ ذلك الحين تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض.
ولم تدخل أي شاحنات محملة بالغذاء أو الماء أو الأدوية، باستثناء شحنة صغيرة من الوقود للمستشفيات، إلى شمال غزة منذ 30 سبتمبر الماضي، سواء عبر المعابر من إسرائيل أو من جنوب غزة، حسب الأمم المتحدة.
ونفت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة الإسرائيلية التي تسهل عبور المساعدات إلى غزة، في بيان، إغلاق المعابر إلى الشمال.
وفر ما لا يقل عن 100 فلسطيني من شمال غزة منذ يوم الأحد، تحت وطأة الجوع والحصار الإسرائيلي.
وتعتقد إسرائيل أن الحصار قد يجبر حماس على إطلاق سراح نحو 100 أسير إسرائيلي ما زالوا محتجزين لدى الحركة منذ هجومها في السابع من أكتوبرالماضي الذي أشعل فتيل الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إن هناك ما لا يقل عن 400 ألف شخص محاصرون في المنطقة، وفي ظل انعدام الإمدادات الأساسية تقريبا، ينتشر الجوع.
وقال طبيبان في أقصى الشمال هما محمد صالحة، مدير مستشفى العودة، والدكتورة رنا الصولوح في مستشفى كمال عدوان، إن القوات قطعت بالفعل الطرق بين مدينة غزة والمناطق الواقعة إلى الشمال، مما يجعل من الصعب على الناس الفرار.
وأشارت صولوح إلى أن شمال غزة الآن أصبح مقسمًا إلى قسمين، وهناك نقاط تفتيش وعمليات تفتيش، ولا يستطيع الجميع العبور بسهولة.
بعد عام من الحرب المدمرة مع حماس، أصبح لدى إسرائيل قوات برية أقل بكثير في غزة مقارنة بما كانت عليه قبل بضعة أشهر، وفي الأسابيع الأخيرة حولت انتباهها إلى حزب الله، فشنت غزواً على جنوب لبنان، ولا توجد أي علامة على إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار على أي من الجبهتين.
وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى استشهاد أكثر من 42 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.