مهنة «الإسكافي» في طريقها للاندثار.. عم زكريا أحد أقدم صانعي الأحذية بإدفو يقاوم ”حداثة العصر”
تتوارث الأجيال إرثها من الأجداد مهن حرفية، منها ما يهدده الزمن بالانقراض، ومن أكثر تلك المهن المحددة هي المهن اليدوية، التى تعمل بالطرق البدائية والبسيطة.
"الطريق " التقت عم زكريا أديب الإسكافي صاحب أحد محلات تصليح الأحذية القديمة بشارع السوق بإدفو شمال محافظة أسوان، والذي تحدث عن مميزات وعيوب تلك المهنة التي توارثها من أجداده.
تصليح الأحذية مهنة إنسانية
عم زكريا أديب، يعمل على تصنيع الأحذية بنفسه، عبر القالب المحدد لتلك الأحذية لأن هناك من يحتاج إلى حذاء تفصيل، وهي مهنة والده الذي كان يتفانى فيها.
ويرى أن تلك المهنة تحمل جانب إنساني فهناك من يرتدون الأجهزة التعويضية، فيأتون إلى المحل لتصنيع حذاء بمقاس معين ليتناسب مع هيئتهم وملابسهم ويمارسون حياته بشكل طبيعي.
مليئة بالمواقف الطريفة
يقول عم زكريا: "أحيانا يأتي لنا الفتيات أو الأشخاص لأنه في أثناء مرورهم في الشارع تعرض حذائهم لقطع فجأة، فتأتي لنا الفتاة وتجلس "حافية القدمين" وتشعر وقتها بخجل، لكن الشباب يجلسون بكل أريحية وتأقلم مع الموقف، ونتبادل الحديث مع تبادل التحية بالشاي.
ويستذكر أكثر تلك المواقف الطريفة، حينما جاءه أحد الشباب ليلة العيد وهو حزين للغاية ومعه حذائه الذي سوف يذهب به لصلاة العيد باكر، وحدثت له حادث وهو يحمل الحذاء بعد شراؤه، وفي ساعة متأخرة تم إعادة تصنيع الحذاء لدرجة إنه أصبح سعيدًا جدا بعد عملية التصليح.
عيوب المهنة
ويشير زكريا أديب، إلى أن من عيوب المهنة هى قلة العائد المادي، مع صعوبة المعيشة وعدم توافر الكماليات والبضاعة التي يحتاجها في عملية التصليح، مبينًا أن المهنة بلا عائد، فهو يريد أن يبعد ابنه عنها.
يريد أن يتحول مشروعه لورشة تصنيع
ويتمنى الإسكافي أن يتحول مشروعه إلى ورشة لتصنيع الأحذية، ويكبر حتى يستطيع أن يفي بمتطلبات بيته ومصروفاته اليومية.