الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 04:18 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
تحرير سعر الصرف وتأثيره على سوق العقارات.. جمعية رجال الأعمال: تكلفة الوحدات السكنية الجديدة سترتفع مصر والأموال الساخنة.. فرص استثمارية وتحديات اقتصادية في مواجهة الحكومة عضو المجلس القومي للمرأة في حوار لـ«الطريق»: المرأة شهدت العصر الذهبي في عهد الرئيس السيسي مصر أول دولة في العالم تضع استراتيجية... سيدات الأهلي يحققن الثنائية المحلية للموسم الثاني على التوالي ”الحشاشين”.. مسلسل يكشف استخدام الإخوان لمفاهيم السمع والطاعة المطلقة 6 جنيهات.. حملة لتثبيت سعر تعريفة التوك توك داخل سمالوط رئيس الوزراء يؤكد ضرورة وضع أجندة تنفيذية لمخرجات المرحلة الأولى للحوار الوطني رسالة جديدة من نتنياهو لعائلات المحتجزين البترول تسدد 30 مليون دولار جزء من مستحقات شركة كابريكورن إنرجي مصرع شاب على يد آخر في مشاجرة بالمنيا مواد غذائية شائعة يحظر تناولها أثناء تفاقم التهاب المعدة جي بي مورجان يتوقع ارتفاع برميل النفط إلى 100 دولار بسبب روسيا

”لمبة” أحمد خالد توفيق

وأنا صغيّرة كانت إسكندرية المصيف بالنسبة لنا، أمي -بسبب مرضها- قليل ما كانت بتسافر معانا، جدتي كانت تاخدني ونسافر نقعد في شقتنا بالمندرة، كنت عيّلة صغيرة، بنزل أمشي ونانا باصة عليا من البلكونة بعد خناقة "لا مش هتنزلي لوحدك" وتصميمي عشان لازم أنزل أشتري حاجة مهمة! الحاجة المهمة كانت عند راجل فارش بكتب كتير أهمها "ما وراء الطبيعة" لـ د.أحمد، ساعتها ماكنتش أعرف مين هو، كل اللي أعرفه إنه كان طريقي لعالم الخيال!


كنت بكل مصروفي بشتري جميع الأجراء اللي بلاقيها، مع وضع مبلغ على جنب عشان أجيب زلابية بالسكر، آكلها وأنا قاعدة بقرأ الحدوتة بشغف شديد، ماشيه في كل حتّة بقراها، يا بنتي انزلي البحر -ما مبعرفش أعوم أصلًا- يا بنتي العبي -لا أنا كده مبسوطة- وأخلّصها في يوم، وأتضايق عشان خلصت، فأقرر أتأنّى في القراءة عشان تفضل معايا وقت أطول!


وأمّا كبرت فهمت أكتر، وفضل الكاتب "الشاطر" بالنسبة لي اللي يقدر "يخطفك" من أول صفحة، وهو كان بيخطفني بكتابته كل مرة كأنها أول مرة! ولما كبرت أكتر بقيت أقرأ له مقالات وكتب، وأندهش من سلاسة كلامه وعمقه -اللي من غير فزلكة- ازّاي بيقدر يعبّر عن الفكرة بأبسط الطرق، أبسط الكلمات اللي تخليك تحس بشعور "إيه يا راجل ده؟ ازاي جبتها كده؟"


عمري ما أنسى المقال اللي ختمه بـ: "استمروا في إهانة مصر والإساءة لها، ثم تساءلوا عن أسباب عدم انتماء الأجيال الشابة للبلد. مصر في حالة سيئة فعلًا فلا تضيفوا الفضيحة إلى الانهيار من فضلكم. نريد بعض الكبرياء أثناء السقوط"، قعدت ساعتها أفكر ازّاي قدر يلخص كل ما يمكن قوله في جملة! "بعض الكبرياء أثناء السقوط"! تظل كلماته باقية، ويظل رفعت إسماعيل ببدلته الكحلية ووجهه الشاحب "عايش" في أحلامنا وخيالاتنا، وأفضل أخاف كل ما أبص للنيل أحسن وحش لوخ نس يطلع لي، ويظل مثال للي كتب وهيعيش حتى تحترق النجوم، ووسط كل الانتقادات اللي من حق أي شخص يوجهها وبعد مرور السنين هتختفي تلك الأصوات، لأن الحَكم الحقيقي على أي عمل فني أو أدبي هو الزمن، وفِي اعتقادي المتواضع، سيظل د.أحمد باعتراف محبيه وقود خيالهم، وبالنسبة لي، هتفضل كلماته "لمبة" لحياة مختلفة، ما وراء الطبيعة، ما وراء الخيال.

ربنا يرحمه بعدد كلماته وبعدد كل شخص قرأ له وأتأثر!