الطريق
الثلاثاء 21 مايو 2024 09:46 مـ 13 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

اللواء عبد الرافع درويش في حواره مع ”الطريق”: نصر أكتوبر أعاد لنا الكرامة

اللواء عبد الرافع درويش
اللواء عبد الرافع درويش

يشهد اليوم مناسبة خاصة لدى كل مصري، تمثل له العزة والكرامة، هي مناسبة الاحتفال بالنصر الذي حققه أبناء القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، لذلك أجرى "الطريق" هذا الحوار الخاص، مع واحد من أبرز ابطال هذه الحرب المجيدة، وهو اللواء عبد الرافع درويش ليعود بنا لـ 46 عام ونبحر معه في ذكريات تكشف بسالة الجيش المصري أمام العدو الصهيوني. 

فإلى نص الحوار..

 

- هل كان للدبلوماسية دور بجانب الحرب ساعد على استرداد أرض سيناء؟

مصر لم تعتمد على الحرب فقط لاسترداد سيناء، فقد اعتمدت أيضا على المفاوضات، فقد حاولنا الدخول في العديد من المباحثات، ولكن إسرائيل حاولت أن تقلل من قوتنا وهمتنا، وكثيرا ما رددت أن القوات المسلحة المصرية ليس لديها أي قوة ولا تمتلك أي مقومات عسكرية تمكنها من الوقوف أمامها وكثيرا ما رددت أن سيناء باتت ملكا لهم، ولكي تحبط من عزيمة الجيش المصري، شكلت الساتر الترابي المعروف بخط برليف لكنها لم تكن تتوقع أن الجيش المصري سيتمكن من التصدي له وتخطيه.

 

- وهل حاولت مصر بالفعل الدخول في أي مفاوضات قبل الحرب.. وماذا كان رد فعل إسرائيل عليها؟

حاول حمدي اسماعيل مستشار الأمن القومي للرئيس جمال عبد الناصر أن يتدخل، فقد عمل على التفاوض مع إسرائيل، ونوه لهم أن مصر تقبل مباديء مبادرة "روجرز"، ووافقت إسرائيل على هذه المبادرة، وبناءا عليه طالبت مصر بانسحاب إسرائيل من قناة السويس لكي نقوم نحن بتشغيلها وتولي مهامها، لكن إسرائيل اشترطت التدخل، وأن يشاركوا المصريين في كل ما يتعلق بالقناة، وعندما استنكرنا هذه الشروط قال العدو الصهيوني، إن مصر بلد ضعيفة وهزيمة 67 خير دليل على هذا، لذلك اعتبروا أنه لا يحق لنا الاعتراض على أي شيء يقولونه، وهذا هو ما حاول هنري كيسنجر،  حينذاك أن يؤكده، حيث قال: "أنتم دولة ضعيفة حينما تتمكنوا من الدفاع عن أنفسكم يحق لكم أن ترفضوا أو تشترطوا".

 

- إذا لم يكن هناك مفر من الرد العسكري؟

بالطبع، فقد وجدت القوات المسلحة أنه لا مفر من الدفاع عن الأرض واستردادها، لأن ذلك يعني في المقام الأول دفاع عن الكرامة، وكان هناك إصرار على هذا، مهما كلفنا من أرواح، فـ 67 لم تكن مجرد هزيمة، فقد كانت إهانة بالغة، لكن وعلى الرغم من ذلك اجتهدنا لإعادة هيكلة القوات المسلحة، وأجمل ما كان يميز هذه الحقبة، هو وقوف الشعب مع القيادات السياسية ودعمهم للقوات المسلحة، فقد كان هذا هو السلاح الأقوى وراء النصر الذي تحقق فوق أرض سيناء.

 

 

كيف يمكن أن نصف قدرات إسرائيل العسكرية في ذلك الوقت؟

هذه نقطة هامة، وأود أن أوضح أن القدرات العسكرية لدى إسرائيل في ذلك الوقت، كانت تفوق القدرات المصرية وبمراحل، كانت تمتلك طائرات ذات قدرات تدميرية قوية من بينها "الميراج والفانتوم"، التي تحتوي على 4 ونص طن، بالإضافة إلى المقاتلة "السوخوي"، لكن وعلى الرغم من ذلك لم تتخل مصر عن فكرة الحرب لاسترداد سيناء.

 

- لكن هل يعني ذلك أن الحرب بين الطرفين لم تكن متكافئة 100%؟

أستطيع أن أقول أنه وبسبب الاختلاف والتباين في القدرات بيننا وبين إسرائيل، كانت حرب أكتوبر 73، "حرب غير عادلة"، لذلك فكرت القيادة السياسية في توجيه القضية دبلوماسيا وليس عسكريا، لإننا لم نكن نمتلك القدرات التي تدعمنا وتساعدنا على دخول تل أبيب، وبسبب هذه الظروف قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أنه وبعد اختراق خط برليف، أن تتوجه القوات شرقا من 15 إلى 20كيلو، وأريد أن أوضح أن اتخاذ هذا القرار كان سليم 100% ويدل على الفطنة والذكاء الاستراتيجي لدى الرئيس السادات، وعلى الرغم من بساطة الإمكانيات، إلا أنه وبفضل التخطيط الجيد والتفكير الايجابي والايمان بالله، علاوة على الإرادة المصرية والعزيمة الني كان يتمتع بها الجندي المصري، تمكنا من تحقيق النصر.

 

- ما ردك على بعض المشككين الذين يقولون إن حرب اكتوبر لم تحقق النصر، وكانت نتيجتها معادلة لهزيمة 67؟

أقول لهم تذكروا ماذا قالت جولدا مائير، ففي يوم الثامن من أكتوبر اتصلت بسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة "سمحا دينيتيس" وقالت له: "أيقظ الرئيس الأمريكي، إسرائيل تحترق"، وكما قلت من قبل، عند المقارنة بين القدرات العسكرية لإسرائيل وقدراتنا نحن نجد أنهم كانوا يتفوقون عنا وبمراحل ، لكن وعلى الرغم من ذلك تمكنا من إخضاع القيادة السياسية في إسرائيل وعلى رأسهم جولدا مائير لتعترف وتقول :"أغيثونا إسرائيل تحترق"، وهذا هو أنسب رد.. تذكروا شهادة الأعداء عن حرب أكتوبر 73.