الإعلام العبري عن ”الممر”: قنبلة سينمائية هزت كيان تل أبيب

"الممر".. عنوان فيلم سينمائي، يفترض فيه أنه يقدم قصة يجسدها مجموعة من الأشخاص الذي لا يستوجب من كل واحد منهم سوى إتقان دوره والإلتفات لأي ملاحظات قد يطرحها المخرج، وفي حالة فيلم "الممر"، فهو يعد سيرة ذاتية، فهو يرصد قصة واقعية حدثت لأشخاص منهم يزالون يعيشون بيننا حتى الآن، والأهم أن هذه السيرة الذاتية هي توضيح لأهم ما مرت به مصر في الفترة ما بعد نكسة 1967، وحتى نصر أكتوبر 1973، وكشفا للدور البطولي الذي قام به أبناء القوات المسلحة.

لا يعد "الممر" أول تجربة تقوم بها السينما المصرية لتجسيد أهم ما مرت سيناء خلال فترة الحرب، فلدينا على سبيل المثال: "بدور والرصاصة لا تزال في جيبي والعمر لحظة وأغنية على الممر.. وغيرهم"، لكن لأول مرة في تاريخ السينما المصرية، أن يتمكن أحد أفلامها من لفت انتباه الإعلام الإسرائيلي، ويصفه بأنه بمثابة القنبلة التي هزت كيان "تل أبيب".

يكشف "الطريق" عن جولته في مختلف الصحف العبرية لنعرف كيف هز "الممر" كيان تل أبيب؟.

بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن فيلم "الممر" كان له ردود فعل كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي، فهو ببساطة أثار العديد من المخاوف في قلب المجتمع العبري، لأنه سبب في زيادة نسبة الكراهية تجاه إسرائيل، لأن الفيلم وبحسب الوصف الذي استخدمته الصحيفة صور اليهود على أنهم "مصاصو للدماء".

وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن الرؤية التي قدمتها "سمدار بيري" وهي واحدة من أهم الخبراء الإسرائيليون في الشئون العربية، حيث أكدت أن فيلم "الممر" تمكن من محاكاة حقبة ما بعد هزيمة 67 وحرب الاستنزاف وحتى حرب 73، ونوهت أنه صور قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنهم ساديين. 

وأشارت الكاتبة إلى أن "الممر" أصبح حديث الساعة في العالم العربي، لأنه تحدث وبصورة واضحة عن ضرورة إيقاع الهزيمة بالجيش الإسرائيلي، لافتة إلى أن الفيلم هو ذات موازنة مالية ضخمة، تعد هي الأعلى في تاريخ السينما المصرية، فقد تكلف أكثر من ستة ملايين دولار، معظمها تمت استعادتها بعد أسبوعين فقط من خروج الفيلم إلى شاشات العرض، منوهة أن هناك رغبة شعبية غير عادية لمشاهدة الفيلم أكثر من مرة، وهو ما يعد أمر مخيف بالنسبة لإسرائيل، لأنه يدل على أن الشعب المصري شغوف لمتابعة الأعمال التي تبرز مساويء إسرائيل.

وكشفت الصحيفة، أن طاقم الفيلم قام بالعديد من الزيارات لقواعد الكوماندوز المصري للتدرب على كيفية تصوير بعض المشاهد القتالية الحربية، وأكدت أن الفيلم تجاوز عروض دور السينما المصرية ووصل لدول الأردن ولبنان ودبي والإمارات والسعودية، ولا تستبعد أن يتم التخطيط لعرضه في دور السينما الأوروبية والأمريكية وكندا.

اختتمت "جيروزاليم بوست" بسؤال محوري عرضته الكاتبة سمدار بيري، وهو ما الذي دفع المخرج والسيناريست شريف عرفة، للعودة لأكثر من خمسين عاما إلى الوراء لإعادة أجواء الحروب والعداء بين مصر وإسرائيل؟.

اقرأ أيضا