مصدر أمني: فتاة حدائق القبة انتحرت بعد مشاجرة مع شقيقتها

تركت حقيبة مدرستها التي أودعت فيها أحلامها، لم يعد المستقبل يمثل لها سوى هاجس كئيب، تنظر من أعلى إلى الشارع الذي يعج بالمارة، تقف على سور البلكون، تلقي النظرة الأخيرة على كتبها وأقلامها، كلما أرادت أن تعود إليهم، ضحك إليها الشيطان ضحكته الساخرة، ظلت تصارع بين الرغبة في الحياة والغياب الأبدي في مجاهل التراب، لكنها استجابت لنداء الموت وقفزت لتسقط في هدوء يليق بجثة هامدة، مهشمة الرأس، محطمة العظام.
لحظات مأساوية عاشها أمس ساكنو منطقة حدائق القبة بشارع مصر والسودان، بعد أن ألقت فتاة بنفسها من الطايق السابع لإحدى البنايات، ما تسبب في وفاتها فور سقوطها.
مصدر أمني: الفتاة تشاجرت مع شقيقتها ثم انتحرت
ما هي إلا لحظات حتى احتشد الناس حول جثة الفتاة، حضرت الإسعاف، ورجال المعمل الجنائي لمعاينة مسرح الحادث، وأمرت النيابة بالتحفظ على الجثة لتشريحها، فيما صرح مصدر بوحدة مباحث قسم شرطة حدائق القبة بأن الفتاة انتحرت، وأنه بسؤال والدتها، أرجعت سبب انتحارها إلى مشاجرة حدثت بينها وشقيقتها، وعلى إثرها أخذت حقيبة المدرسة وتركت المنزل وذهبت لصديقتها الساكنة بالعقار محل الواقعة، حتى تلقت الأسرة اتصالا هاتفيا من الجيران يبلغونهم بانتحار ابنتهم.
وعلى الرغم من الغموض الذي تركه مصرع الفتاة، إلا إنها أيضا رسخت سيرتها الطيبة التي شهدت بها زميلاتها ومعلمتها، ويرصد موقع "الطريق" اللحظات الأخيرة لها، قبل سقوطها من العقار.
أستاذتها: متعاونة وطيبة
أما معلمتها وأستاذتها حنان جميل، فأكدت أنها تعرف الفتاة جيدا، وتشهد لها بحسن الخلق والمعاملة، قائلة: كانت محبوبة جدا، كانت بتشيل إزازة مياه لترين عشان تسقي أصحابها في الفصل، من كتر ما كانت متعاونة وطيبة".
وتابعت: لاحظت مرورها بحالة نفسية صعبة، وكانت تعاني في آخر 4 أيام من تشوش في الذاكرة وعدم تركيز، وكانت حزينة فعلا".
زميلتها: شاطرة جدا والمدرسون بيحبوها
تحكي روما منير عن صديقة عمرها وهي منهارة من البكاء، تقول: كانت مشوشة ولسانها تقيل، معايا في الفصل من أولى ثانوي، وكانت شاطرة جدا، وكل المدرسين بيحبوها".
وعن أيامها قبل الحادث، قالت صديقتها: قبل الحادثة بيوم كانت في حالة سيئة جدا، وكان لسانها ثقيل، ومكتئبة ومشوشة، وأعتقدنا أنها مشاكل عادية من البيت، بس عمرنا ما تخيلنا إن حياتها تنتهي فجأة كدة".
كان سكان شارع مصر والسودان بحي حدائق القبة فوجئوا بسقوط فتاة من أعلى إحدى البنايات، ووفاتها على الفور، وبالكشف عنها، تبين أنها مجهولة لسكان العقار، وأنها لا تقيم في ذات البناية، قبل أن تتوصل تحقيقات النيابة العامة إلى تحديد شخصية الفتاة، وتستعجل تقرير الصفة التشريحية لجثمانها الذي أكد أن الوفاة جاءت نتيجة انفجار في المخ، وما زالت التحقيقات مستمرة.