الطريق
جريدة الطريق

الرئيس السيسي: مصر تعتبر اللاجئين لديها ضيوفا

الرئيس السيسي
أ ش أ -

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر نفذت برنامج إصلاح اقتصاديا صعبا للغاية، بهدف خلق فرص عمل كثيرة.. قائلا "شرعنا في برنامج بنية أساسية غير مسبوق، على الأقل بالنسبة لدول مثل مصر، من أجل أن نوجد فرص عمل للناس، لكي نستوعب بها هؤلاء العمال، وإلا كانت هذه العملية إما أن تهد البلد (مصر) أو أن تخرج خارج مصر، ومن نتائج هذا الموضوع.. أنه نقل مصر خلال 5 سنوات إلى مستوى آخر من القدرة والاستعداد إلى الاستثمار بشهادة كل الدنيا التي تتساءل كيف استطعتم أن تقوموا بهذا الأمر خلال 5 سنوات".

وأضاف الرئيس السيسي "أعود وأقول، إذا كنا حريصين على استعادة الأمن والاستقرار وحل المشاكل الموجودة في منطقتنا، والدول التي تتشارك معنا سواء كان في أوروبا ولها تأثير في دول أخرى؛ يجب أن تعلموا أن هذا الموضوع سيصيبنا جميعا لا محالة، وإذا كنا متصورين أن تأجيل الحل أو التناحر في إيجاد حلول، وأن التأخير هو حل.. فإنه سيصيبنا لا محالة.. لكن يمكن أن يكون ذلك في وقت لاحق".

وتابع "أن حل المسائل واستعادة الأمن والاستقرار في منطقتنا والنظر للأمور بشكل أكبر من المصالح الضيقة للدول أتصور أنه يمكن أن يكون التوصية التي نريد أن نقنع أنفسنا بها ونقنع بها المشاركين في أمن المنطقة من الدول الأوروبية".

وأكد الرئيس السيسي قائلا "إنه من احترام الاختلاف واحترام التنوع الموجود في العالم.. أنه ليس لأحد أن يكلمنا على أن قيمه وممارسته هي الأولى بالتطبيق في بلدنا.. وإذا كنا نقول إننا مختلفين وهناك تنوع واختلاف، كثير من الدول متصورة أن لها وصاية بقيمها ومبادئها أنها تريد أن تفرضها على دول بعينها أو دول أخرى.. ويترتب على ذلك حالة من الاضطراب، كلنا ندفع ثمنها.. نحن مختلفون حتى في استقبالنا للإصلاح، فلابد من احترام الاختلاف حتى في درجات رقينا .. لا تقولوا اليوم أن درجات رقينا والتطور في الدول التي تقع في جنوب المتوسط تتساوى مع النمو والتطور الموجود في دول أخرى بشمال المتوسط ودول أخرى".

وكان المشاركون قد أكدوا - خلال جلسة سبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط في مواجهة التحديات المشتركة - ضرورة مواجهة الهجرة غير الشرعية ومجابهة الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، والتغييرات المناخية، مضيفين أن الحكومات لابد أن تعمل معا بشكل ثنائي وثلاثي وإقليمي لمواجهة تلك التحديات.

وأشاروا إلى ضرورة تشجيع المبادرات الشعبية فيما بين الشعوب ودعم الشعوب وشبابنا، وتوفير مستقبل أفضل للشباب .. مؤكدين أن التعاون بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي هو أداة مهمة للغاية ويجب استغلالها.

وشددوا على ضرورة احترام سيادة الدول وحقوق الإنسان للتغلب على الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتعزيز الأمن بالمنطقة، وهو ما يحقق السلام بالمنطقة.

من جانبه.. نقل وزير الدفاع اللبناني إلياس بو صعب تحية الرئيس اللبناني للرئيس عبدالفتاح السيسي، معربا عن شكره لدعوة لبنان لحضور منتدى شباب العالم .. كما أعرب عن شكره لاهتمام الرئيس السيسي بمستقبل الشباب الحقيقي والصادق، مؤكدا أن مستقبل عالمنا العربي هو الشباب.

وأشار إلى ضرورة التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط والمنطقة في جميع المجالات، لافتا إلى أنه من الضرورة أيضا أن يصب التعاون بين تلك الدول في مصلحة الشباب.

وأكد أن الهجرة والنزوح أزمة كبيرة، مشيرا إلى أن لبنان بلد به 4 ملايين نسمة عاشوا أزمتين من النزوح والهجرة.. هجرة الفلسطينيين؛ حيث يوجد حوالي 500 ألف فلسطيني في لبنان، والمجتمع الدولي لم يتحمل مسئوليته لحل أزمة هؤلاء المهاجرين.. فضلا عن الأزمة في الوطن العربي والتي تسمى بـ "الربيع العربي "، وهو ما أدى إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون سوري إلى لبنان، ما أسفر عن وجود 2 مليون نازح على الأراضي اللبنانية وعدد السكان 4 ملايين نسمة في الأصل.

وتابع "إن لبنان قامت بواجبها الإنساني، واستقبلت هؤلاء النازحين ومازلنا نتحمل هذا العبء بما يأتي من عبء مالي وأمني واقتصادي على لبنان".

وعن الأمن والإرهاب.. قال وزير الدفاع اللبناني "إنه خلال لقاء ثنائي اليوم مع الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي ناقشت موضوع الأمن والإرهاب، وضرورة أن تحمي الدولة نفسها أولا، من أجل حماية المجتمع والمواطنين والنازحين الموجودين فيه".

وأكد أن الإرهاب لا يوجد له دين ولا جنسية، وهو حالة شاذة يجب أن نتعاون معها .. ولكن للأسف ضمن مخيمات يوجد بعض الإرهابيين، ولو عددهم 2% من النازحين، لكن كانوا كافيين أن يطلقوا النار على الجيش اللبناني ويقتلوا ضباط وعناصر من الجيش اللبناني .. مما أساءوا للمخيمات والنزوح والأمن النازحين .. وهذه أمور يجب أن يكون هناك تعاون بين دول البحر المتوسط ودول العالم .

وأوضح أنه لا يوجد شيء يسمى أمن منطقة داخل بلد، لكن اليوم أصبحنا نشارك مع بعضنا البعض حتي نؤمن أمن العالم بسبب التكنولوجيا .. لافتا إلى أن الحروب لم تعد تقليدية وأصبحت هناك حروب من نوع آخر .. جرائم تكنولوجيا جرائم منظمة.

وعقب ذلك.. أكدت ماريا كاميليري المبعوثة الرئاسية لمالطا - بشأن القرارات التي اتخذتها الحكومة لمكافحة الهجرة غير الشرعية - أن العنف والحرب والكوارث البيئية تدفع بالناس إلى الهجرة.
وقالت "إن مساحة مالطا تمثل نقطة في المحيط وتعاني من الكثافة السكانية الكبيرة ولكن بفضل التنمية في البلاد، فنحن الآن بحاجة لرفع معدلات التوظيف والتشغيل زيادة العمال، ومن المتوقع أننا في العام القادم سنحتاج إلى 10 آلاف شخص للانضمام إلى القوى العاملة في مالطة.

وأضافت "أن مالطا من أعلى الأماكن التي تعطي للمهاجرين حق اللجوء، ولدينا الهجرة الشرعية وغير الشرعية، وتبذل مالطة قصارى جهدها للسيطرة عليها"، مشيرة إلى استضافة العديد من المحادثات الثنائية بين الدول لإعادة توطين المهاجرين الشرعيين.

وأكدت أن المحادثات مستمرة مع النقابات العمالية وأرباب العمل والمؤسسات المهنية لتشكيل ووضع سياسة موحدة من أجل إدماج المهاجرين داخل النظام الاقتصادي، حيث أن مالطة تتبع ضوابط الاتحاد الأوروبي والتي تنص على ضمان تواجد عمال من المهاجرين غير الشرعيين داخل المؤسسات العمالية.

من ناحيته.. أكد فوتيس فوسيو، المفوض للشؤون الإنسانية وشؤون القبرصيين بالخارج، أهمية منتدى شباب العالم، رافضا توقيع مذكرة التفاهم التي وقعت بين حكومة الوفاق في ليبيا وتركيا، مشددا على أنها تخالف القانون الدولي وتنتهك القوانين الدولية.

بدورها، قالت صوفيا زخاري نائب وزير التعليم باليونان - خلال جلسة حول تعزيز التعاون بين دول المتوسط ضمن فعاليات النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ - إن تركيا لا تتبع ولا تنفذ الاتفاقية الخاصة بشهر مارس 2016، حيث أن ذلك له أثر كبير في زيادة تدفقات المهاجرين باليونان.

وأضافت زخاري أن تدفقات المهاجرين مازالت مستمرة، مؤكدة على أن اليونان تحاول احتواء هذه الأزمة وتقدم التعليم بجودة عالية وبطريقة فعالة .. حيث ينص ميثاق اللاجئين الذي تم إبرامه في مارس من عام 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، على أنه يمكن للاتحاد الأوروبي إعادة جميع المهاجرين الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى الجزر اليونانية عبر تركيا. ومن المقرر أن يتم إعادة الأشخاص الذين لا يحصلون على حق اللجوء إلى تركيا على الفور.

وفي الغضون .. قال عثمان بلبيسي، ممثل المنظمة الدولية للهجرة، "إن تعاوننا كدول للبحر المتوسط أكبر بكثير من موضوع الهجرة غير الشرعية، حيث أن الثقافة والتاريخ والموارد المائية والسياحة والتغير المناخي .. كلها موضوعات تطرأ لذهننا عندما نتحدث عن تعاوننا وشركتنا حول هذا البحر".

وأضاف "نتفق جميعا أن الهجرة شيء جيد وهي ما بنى هذا العالم، ونتفق أيضا أن الهجرة غير الشرعية تضعنا في مواجهة الكثير من مواطن الضعف التي قد لا نتمكن من مواجهتها بصورة فردية"، مؤكدا ضرورة الاستثمار في العمل مع المجتمعات في الدول المستقبلة، كما يجب على المهاجرين الاندماج في المجتمع الجديد، لافتا إلى أن المهاجرين هم ضحايا وليسوا مجرمين، والمهربين هم المجرمين.

وشدد على أن حماية الأرواح لابد أن تكون في قلب أي استراتيجية يتم مناقشتها، قائلا: "لا أعتقد أن أي أحد يقبل خسارة روح واحدة".

وأشار إلى أننا عندما نبحث موضوع الجريمة عابرة للحدود فإننا نتحدث عن أكثر من منطقة ودولة لذلك فإن منظمة الهجرة ليست مسؤولية إقليم أو منطقة أو دولة واحدة بل العالم بأسره.

كما قالت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر ـ خلال جلسة حول تعزيز التعاون بين دول المتوسط ضمن فعاليات النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ ـ إنه لم تخرج سفينة واحدة من الشواطئ المصرية منذ ثلاثة سنوات وفقا لبيانات الجهاز المعني بمراقبة الحدود في أوروبا، مشيرا إلى أن الجهاز أوضح أن عدد المصريين الذين تحركوا في هجرة غير شرعية منذ يناير 2019 حتى نوفمبر 2019 لم يتجاوز 777 فردا لدولة يقطنها أكثر من 100 مليون نسمة.

وأشارت إلى أن اللاجئين في مصر لم يستضافوا في معسكرات للاجئين وإنما يعاملون كضيوف .. ولم نستثمر اللاجئين في مصر، ولم نساوم على ذلك، وقانون (82) لسنة 2016 يجرم تهريب المهاجرين .. ولكن لا يوقع عقوبة على المهاجر، إلا إذا اقترف جرما يعاقب عليه القانون المصري.