الطريق
جريدة الطريق

أبوحمد.. طبت وطابت أسرتك 

هشام مناع
-

كثيرا ما سمعنا من الوالد عن أبوحمد، ذلك الصديق الكويتى له منذ سنين طويلة قضاها والدى مغتربا بحثا - كغيره عن لقمة العيش -، ولم تكن تأتى سيرته إلا مصحوبة بحسن الخصال والكرم، حتى أحببت أنا وشقيقاتى أبوحمد دون أن نراه، بل أحببنا كل كويتى، فكنا نسمع ونحن صغار عن صعوبة السفر إلى الكويت من كثيرين من المحيطين بنا، ولم نكن نشعر يوما بأن عائقا سيقف امامنا أن أردنا أن نسافر إلى هناك، أو أردنا أى شىء من الكويت، فأبوحمد موجود، تلك الصورة الحسنة التى نقلها لنا الوالد، أطال الله بقاءه ومتعة بالصحة والعافية.

وفى نهاية عام 2011 تخرجت فى كلية الإعلام وأبديت أولوية للعمل فى مصر على السفر للخارج، وبالفعل سرت فى المسار الذى أريده، ووفقنى الله إلى بعض النجاحات التى لم أكن لأصل إليها الا بتوفيق من الله عز وجل، وإذ فجأة أوقفت الجريدة التى أعمل بها عقد تعيينى، وكنت قد تزوجت قبلها بأسابيع قليلة، فلم اجد من السفر بدًا، فصرت مسؤولا عن أسرة.

تحدثت مع الوالد عن قرارى بالرغبة فى السفر، فأنجز لى ابوحمد الأوراق المطلوبة بكرم بالغ وعطاء وإحسان، لعلى حينها أصابتنى دعوة من دعوات أمى لتيسير الحال، وقد يسر الله يا أمى حالى، فنعم الشكر والحمد لرب العباد على فيض نعمه، فالنعم عديدة وواسعة.

لم تسر أمورى بالكويت فى شهورى الأولى لى كما كنت اتمنى، فكان أيضا أبوحمد حاضرا وداعما، كاشفا عن معدنه الأصيل، والأصالة هنا ننحنى لها احتراما وتقديرا، فما الذى يدفع رجلا غريبا من جنسية أخرى أن يقف بجانبك، وقد ألقى أقرب الناس سهامهم نحوك، فهو ليس مضطرا لفعل هذا، إلا الأمانة فقط، وهنا أقصد أمانة الصداقة مع الوالد، وقد أشار سيدنا على بن ابى طالب فى حديثه الشهير «ولا تأمنن لأحد فى رفقته حتى تراه فى ثلاث: شدة تصيبك ونعمة تصيبه وجفوة بينكما». فقد أصابته نعمة وأصابتنى شدة والرجل لايزال أمينا كعهدنا به.

لا أدرى صفحة عمر من ستطوى قبل من، فعلمها عند الله، لكننا نحن يا أبوحمد نتشرف بك، وحبك وتقديرك فى أعماق القلب، سواء بقينا بالكويت أمداً أو رحلنا عما قريب، فإننا أحببنا أهل الكويت حين عرفناك.