من ”فتاة العتبة” إلى ”فتاة المنصورة”.. التحرش ”عيني عينك”

في رمضان من عام 1992، شهدت مصر أول جريمة تحرش جماعي بفتاة وسط ميدان عام، في القضية التي عرفت إعلاميا باسم "فتاة العتبة" وحال خلالها 4 من الشباب انتهاك عرض الفتاة شاهيناز أثناء وجودها بميدان العتبة أشد ميادين مصر زحاما، وفي نهار رمضان جهارا نهارا أمام الناس.
وبدات الواقعة عندما ذهبت الفتاة إلى منطقة العتبة لشراء ملابس العيد، وفي اثناء صعودها الأتوبيس المتجه إلى بولاق الدكرور للعودة إلى منزلها، شعرت بشاب يتلمس مناطق حساسة من جسدها من الخلف، فحاولت الإفلات منه، لكنه نجح في شل حركتها، وما هي إلا ثوان حتى أتى 3 شباب آخرين وطرحوها على ظهرها في الشارع أمام المارة وفي عز نهار رمضان، وبدأوا يعبثون بجسدها وتمزيق ملابسها، لتصبح عارية تماما من جزئها السفلي، بينما امتدت يد أحدهم إلى موضع عفتها، ما دفع الناس إلى التجمهر وأطلقت بعض السيدات صرخاتهن، حتى جاءت الشرطة وخلصت الفتاة من أيدي الجناة وألقت القبض عليهم.
وجاء تقرير الطب الشرعي ليؤكد حدوث فض جزئي لغشاء بكارة شاهيناز، وكانت ملابسها ملطخة بالدماء، ما أصاب الفتاة بجالة من الاكتئاب لزمت معها منزلها، حتى جاءت الفنانة أمينة رزق وقررت زيارتها في منزلها بصحبة الفنانة ناية لطفي، وأصرتا على خروج الفتاة للشارع وتقديمها باعتبارها بطلة وضحية استطاعت صد المغتصبين، وهو ما أثر كثيرا في نفسية الفتاة التي تحولت قضيتها إلى قضية رأي عام.
وبعد سنة كاملة من إجراء التحقيقات مع المتهمين الأربعة، كانت المفاجأة براءتهم جميعا من تهمة اغتصاب الفتاة وهتك عرضها، وهو ما دعا مجموعة من الكتاب والمفكرين في ذلك الوقت أن يسألوا "إذا كان هولاء أبرياء فمن الذي هتك عرض شاهيناز".
وما أشبه اليوم بالبارحة، عندما تكالب أكثر من 30 شابا على فتاة في إحدى مدن المنصورة، وبينما وقعت حادثة "فتاة العتبة" في رمضان، تأتي "فتاة المنصورة" في ليلة رأس السنة في تطابق للأحداث، عندما حاول مجموعة من الشباب العبث بجسدها في مقطع فيديو صادم نشره مستخدمو موقع "فيسبوك" ورصد تفاصيل الجريمة التي لم يقبض على أي من مرتكبيها حتى كتابة هذه السطور، وظهر خلاله الفتاة وهي مع أحد أصدقائها وحولها نحو 30 شخصا يحاولون الوصول إلى موضع عفتها وطرجها أرضا في وسط شارع المشاية بالمنصورة، بينما تطلق الضحية صرخاتها ببكاء هستيري، إلى أن جاء بعض الشباب وخلصها من يد الذئاب.