الطريق
جريدة الطريق

سوق الموت.. ”الطريق” تخترق مافيا تصنيع السجاير الصيني

السجائر
نورا أبو العز -

السجائر الصينى خطر يقتل المدخنين.. وأسعار العلبة تبدأ بـ4 جنيهات

بائع: السجائر المضروبة مكسبها كبير.. ولكنها تصيب الإنسان بالأمراض

كاميليا ورشيقات وفرجينيا وإس أم ونكست ومالبورو وكابيتال وماليمبو وجى أم.. أشهر الماركات المزيفة

 

فى ممرات صغيرة تعج بالضجيج وصراخ الباعة بحى باب الشعرية، تكتظ البضائع الصينى والسجائر المهربة والمضروبة، يتم تصنيعها داخل تلك الممرات.. «الطريق» تقتحم عالم مصنعى السجائر المضروبة بمنطقة «باب البحر» وهى واحدة من أشهر المناطق التجارية فى مصر، تربط بين حى باب الشعرية وميدان رمسيس وتضم بين شارعها الرئيسى وما يتفرع منه من حارات وأزقة عدة طرز معمارية قديمة دمرت بواسطة هؤلاء الباعة، قاومت أصالة وتاريخ اسواق «العتبة وباب البحر» كل محاولات الغزو عبر السنين، إلا أنها لم تصمد أمام «غزو السجائر الصينية والمهربة» التى انتشرت صناعتها بسرعة البرق لقلة سعرها عن باقى اسعار المستورد والأحنبى .

72 نوعًا

فى ظاهرة لم يقتصر انتشارها على الأسواق والميادين فقط بل أصبح بيعها فى الشوارع الرئيسية وفى الفاترينات ومحطات المترو، وصل غزوها للسوق المحلى بأكثر من 72 نوعا من السجائر المهربة، وحذرت فيها من خطورة هذه الأنواع الرديئة على صحة الإنسان والشباب على المدى البعيد، فهى لا تخضع لأى أنواع من الرقابة مثل المحلية، بالإضافة إلى انها تتعرض باستمرار لسوء التخزين نتيجة تهريبها بطرق غير شرعية لا تحفظ لها الدرجة المثلى للتخزين، مما يؤدى إلى كوارث يتعرض لها مستخدموها، بالإضافة إلى طريقة بيعها على الأرصفة التى يمكن من خلالها اتلاف محتوياتها بالإضافة إلى تفاعلات كيميائية للمواد الداخلة فى صناعتها مثل النيكوتين والقطران والمواد الحافظة ينتج عنها مركبات كيميائية ضارة بالصحة فى حالة أنها فى الأصل غير صالحة.

باب البحر

«باب البحر» أشهر مناطق تجارة الجملة لهذه السجائر، حيث تعددت سبل صناعتها بشارع باب البحر لدرجة انها تعرض حاليا بالاكشاك ومنافذ البيع والمحلات التجارية، فتداولت بشكل مبالغ فيه وتعددت انواعها فمنها النسائية والملونة والنكهات، اسماؤها تتشابه مع ماركات معروفة.

مصانع «بير السلم»

يقول محمود علام صاحب محلات «المصرية للدخان» إن مصانع بير السلم انتشرت فى مصر بطريقة غريبة، وبالاخص مصانع «باب البحر» التى يتم تصنيع وتغليف تلك السجائر بها، تحت اسم السجائر الصينية لكون الصين أكثر الدول المصنعة للتبغ الخاص بها، وهى سجائر مجهولة المصدر، لافتا الى أن هذا النوع من السجائر مكون من ورق «بفرة» مصنوع من مواد كيمياوية مسرطنة و«الفلتر» مصنوع من القطن وتعتبر أشد فتكا من الأنواع المقننة بالاضافة إلى طرق صناعتها غير المعروفة ونسب النيكوتين والقطران بها غير المحددة نسبيا بالاضافة الى كسب النكهات لها بطرق غير معروفة، فبعد رفع الشركة المصرية للدخان اسعار السجائر لجأ المدخنون لتلك السجائر المسرطنة كبديل للسجائر العادية لقلة سعرها ونكهاتها المختلفة، فمنها النسائية ومنها النكهات ومنها الرفيعة واخرى بالنعناع، فتعددت نكهاتها لأكثر من 50 نكهة، منها الشيكولاتة والتفاح والتوت والكريز والعنب والفراولة والكثير من نكهات الفواكه، وقد عرفت تلك الأنواع من السجائر بسجائر السيدات، وذلك لاحتوائها على النكهات المختلفة لتغيير طعم دخان السيجارة وقد قامت شركات التدخين بوضع النكهات المحببة للفتيات والسيدات .

 

إكسسوارات كمان

لم تكتف تلك المصانع بذلك، بل استخدمت وسائل وضع ألوان محببة ومغرية للسيدات على السيجارة من الخارج، كما صنعت الشركات شكلا للسيجارة صغيرا ورفيعا بجانب ألوان السيجارة ليكون محببا لدى السيدات فيما تطور الأمر وانتشرت اكسسوارات لسيجارة السيدات، منها الفلتر المرصع بالاكسسوارات وأغلفة لعلب السجائر بألوان مختلفة لتكون بلون الملابس التى ترتديها الفتاة كالجراب المخصص للموبايل ما أدى إلى سحبها من الأسواق بكثرة.

كما أنتجت الشركات ومصانع بير السلم سجائر بأسماء السيدات الحريمى مثل (كاميليا، رشيقات، فرجينيا، كيس، اس ام، نكست ومالبورو، كابيتال، ماليمبو، جى أم ، أر جى دى) وقد ادعت مصانع بير السلم انها خفيفة ولا تضر بمستخدميها.

وعلى نفس الصعيد، يقول جمال سليمان صاحب كشك بمنطقة باب الشعرية، إنه يشترى علبة السجائر من صنف مارلبورو، «إل أم» على سبيل المثال بحوالى 33.5 جنيه، وإنه إذا التزم ببيعها بالسعر الرسمى وهو 34 جنيها، فإنه لن يكسب سوى نصف جنيه فقط، وهو ما اعتبره مكسبا غير مجدٍ مما دفعه للاتجار بالمنتجات التقليد والصينية.

وأضاف سليمان «الخرطوشة فيها 10 علب سجائر، سعرها فى الجملة حوالى 35 جنيه، يعنى العلبة واقفة عليا بـ33 جنيه، لو بعتها بالسعر الرسمى، يبقى هكسب خمسة جنيه فى كل خرطوشة، تبقى مش جايبة همها، علشان كدة أنا ببيع العلبة بـ35 جنيه، علشان أعرف أكسب 15 جنيه فى كل خرطوشة. مضيفا «عندى صينى وعندى عادى».

كما يبرر محمود كهربا صاحب كشك «سجائر» بيعه للسجائر الصينى لأن أسعار السجائر العادية ارتفع بشكل مبالغ فيه قائلا «طبيعى لما الحكومة ترفع الأسعار، يقل مكسبى، ولازم أزود عن السعر المحدد علشان أعرف أدفع كهربا وإيجار ومصاريفى أو اشتغل فى السجائر مجهولة المصدر زى الصينى وغيره». مؤكدا ان تلك السجائر «لها زبونها وسوقها ماشى عن أى نوع اخر».

وعلى نفس الصعيد، يقول الحاج علاء الصعيدى، أحد باعة السجائر المضروبة إنه لجأ لبيع تلك المنتج بعد ارتفاع أسعار السجائر وإضافة الضرائب عليها قائلا «السجاير المضروبة مش وحشة ورخيصة وليها زبونها بالإضافة إلى انها متوافرة فى جميع الأكشاك والمحلات التجارية».

فى حين قال محمد جمال صاحب كشك سجائر، إن السجائر المستوردة منتشرة وبكثرة وتحمل أسماء جديدة فمثلاً «بيزنس» تقليد لماركة «روزمان» تباع بثلاثة جنيهات مقابل 15 أو 18 جنيها للماركة الأصلية، لافتا إلى أن هناك أنواعا أخرى من السجائر تحمل أسماء «ارسنال، مانشستر، ريال مدريد» تتراوح بين 40 و50 جنيها للعلبة الواحدة، أما عن أنواع «سوبر سليم» فأشار عم خليل إلى أنها مخصصة للنساء وتباع بسعر 15 جنيها، أما الأسماء العالمية مثل «نكست ومارلبورو» فهى الأكثر رواجا بين الشباب وتباع بـ16 جنيها ونصف وتحقق عائد ربحا عاليا.

أما «كابيتال»، «ماليمبو»، «جى.أم»، «أر.جى.دى»، فقال إنها أكثر أنواع السجائر رواجا وتباع بـ4 جنيهات ويقبل عليها عدد كبير من الشباب.

وبحسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن هناك من يدخنون من السجائر المصنوعة محليا 80 مليار سيجارة سنويا، حسب منظمة الصحة العالمية، بدأ بعضهم فى الإعجاب بالسجائر الصينية، وبالتالى فإنها تناسب محدودى الدخل، كما أن الصينية لها جودة تغليفية عالية، فـ«شكلها شيك»، وعليها رسومات كرتون، بدلاً من الصور المقززة التى تفرضها وزارة الصحة على السجائر المحلية.

إقبال المصريين على شراء السجائر المهربة رصدته معدلات إنتاج الشركة الشرقية للدخان - المنتج الوحيد للتبغ فى مصر التى لا تستورد السجائر - بعد أن تراجعت فى إنتاج السجائر من 79.9 مليار سيجارة فى عام 2010 إلى 77 ملياراً عام 2011 بعد انتشار السجائر الصينية فى الأسواق المصرية، وأعد أطباء المركز القومى للبحوث دراسة بحثية، بجمع وتحليل عينات من تلك السجائر، للوقوف على طبيعة مركباتها بالاضافة لتحذير المواطنين من تدخينها لكثرة حالات الوفاة بسببها.