الطريق
جريدة الطريق

رسالة للأحزاب

د. أبو الفضل الإسناوي
-

وأنت تقرأ خريطة الأحزاب فى مصر تجد نفسك أمام مأزق حقيقى، خاصة أنك لا تستطيع أن تفرق بين 90 % من برامجها ولوائحها الداخلية.

بعيداً عن تلك الأزمة التى صنعتها ظروف ثورة يناير، واستعجال الأحزاب فى تأسيسها لاستغلال قرار المجلس العسكرى فى ذلك الوقت، الذى قنن وضع تأسيس الأحزاب بالإخطار من خال جمع خمسة آلاف توكيل من عدة محافظات.

وإذا كانت الظروف قد تغيرت، وأصبح المشهد السياسى المصرى أكثر وضوحاً بعد ثورة الـ من 30 من يونيو المجيدة، وتأكيد دستور 2014 على حرية تأسيس الأحزاب وعدم مراقبتها، والذى واكبه عدم انضمام الرئيس لأى من الأحزاب المؤسسة، وتأكيده فى أكثر من مناسبة على وقوفه فى منتصف الطريق بين جميعها وعدم رغبته فى تأسيس أى أحزاب حتى يكون رئيس كل المصريين، فإنه من الضرورى على قيادات تلك الأحزاب أن تستغل المشهد، وتعلن موقفها الواضح من هلهلة تلك الخريطة الحزبية.

فقد كشفت انتخابات 2015 التشريعية، حقيقة الأحزاب من أكبرها إلى أصغرها، وقوة ظهيرها السياسى والاجتماعى فى ذلك الوقت. حتى الأحزاب التى حصلت على أكثر المقاعد فى مجلس النواب، فإنها فى تقديرى لم تنجح، فقد حققت ذلك من خال استغلال فكرة "التجوال السياسى أو "السياحة البرلمانية "، التى تمثلت أهم ملامحها فى شراء النواب السابقين، ورموز العائات والقبائل، لدرجة أننا رصدنا فى تلك الحقبة البرلمانية، أن هناك مرشحين تجولوا بين الأحزاب الثلاثة التى حققت أكثر المقاعد.

وبالتالى، يكون من الواجب على كباحث متخصص فى النظم السياسية، أن أوجه رسالة هامة للأحزاب قبل الاستحقاقات الانتخابية الثلاثة القادمة، وهى" أنه" يكون

من الضرورى على الأحزاب الاستفادة من أخطاء الماضى، وتقريب المتشابه منها فى تحالفات انتخابية، لا اندماج حزبى، لأن فكرة الاندماج تولد المشاكل ومستحيلة التحقيق".

الأخذ بالنصيحة واجب حزبى، حتى لا نجد تسعة عشر حزبا فقط فى البرلمان المقبل، مثلما حدث فى برلمان 2015 ، وبالتالى تتزايد ظاهرة هروب الجماهير من الأحزاب. وعليه يكون من الآن مسار بناء التحالفات الانتخابية، هو الشغل الشاغل للأحزاب. لكن ألا يزيد عدد تلك التحالفات على أربعة فقط، وأن تحاول قيادات تلك الأحزاب أن تلتقى بالرئيس، حتى توصل رسالة للمواطن، وهي: أن "فرص الجميع متساوية، ولا فرق بين مستقبل حزب، وماضى حزب آخر" .