الطريق
جريدة الطريق

سلبية الرجل

فاطمة العياط
-

سلبية الرجل وقلة نخوته أودت بالبيوت المصرية. نعم.. تلك الحقيقة المؤلمة التي لا يعترف بها معظم الرجال، والتي أودت بالأسر المصرية. فكم من رجل تجده في عمله قويا في شخصيته معتزا بنفسه، بل أحيانا يعمل الكثير تحت يديه ويشهدون بهيبته وحفظه لكيانه، ولكن عندما يدخل من باب بيته يترك مع حذائه كل ما سبق، ويذهب فقط للسلبية واللامبالاة وترك زمام الأمور، متخيلا ومتوهما أن ذلك هو الحفاظ على البيت والكيان الأسري، بل والأصعب والأعجب أن هناك العديد من الأمور التي لا بد فيها من قرار حاسم، فيرد قائلا «هشوف الجماعة في البيت وأرد عليك»، والغريب أنه إن كان له رأي مخالف لرأيها كان رأيها هو المتبع. لا نقول اهمل المرأة وتجاهلها، ولا تشاورها، لكن نقول "كن رجلا"، لا تنتظر امرأة تحكم بيتك وشخصيتك، تحكم تصرفاتك وهي من تقرر، حتى صرنا في وقت الكلمة فيه للمرأة، والتي تعمل هي المرأة، والتي تلتزم هي المرأة، والتي تصدر الأوامر هي المرأة. إذا ما فائدة الرجال في عصر تحكمه المرأة، ثم يتحدث الرجال "هي فعلت كذا وظلمت في كذا وتجنت علي في كذا وقاضتني في كذا"، هل كنت رجلا لكي تكون لك امرأة؟ هل كنت شخصا قويا لتكمن المرأة كأنثى في ضعفها، أم وقفت عاجزا مشلولا تنتظر أن تتصرف المرأة؟ وهناك الكثير من النماذج السلبية ،ليست حتى في بيتها بل مع عالم المرأة عامة، فهناك رجلا وأبا وولدا تحكمهم امرأة، هي التى تقرر مع من يتعاملون، ومع من يتحدثون، وإلى أي مكان ينتقلون ويتحركون، والغريب أن ذلك الرجل له اسمه وكيانه وعمله، ولكن تحكمه امرأة، وياليتها زوجته، ولكن الغريب في الأمر أنه عندما سئل كيف تخضع وتنصاع لتلك المرأة؟ كان رده أغرب، "إنها امرأة متسلطة ومتمردة عالية الصوت ولا استطيع إيقافها، لذلك قبلت أن تحكمني تلك المرأة". والغريب أيضا أنه اشترك معها في قتل روح بشرية، نعم حتى لو كان القتل بالسلب فهذا النوع من القتل معترف به في معظم دول العالم ويعاقب عليه، ولكن السؤال هو "هل نحن وصلنا إلى هذا الحد في بلدنا؟"، ونريد أن نمضي في طريقنا منتظرين أن تعلو تلك البلد وتنهض؟ وصلنا للبعد عن الدين، وترك الرجال نخوتهم ورجولتهم للمرأة ثم وقفوا ينتظرون نتيجة. لا والله لا تنتصر أمة تخلى فيها الرجال عن كلمة حق وشهادة حق لأجل امرأة. لا تنهض أمة تخلى فيها الرجال عن ثوب الرجولة والنخوة وإرتدوا عباءة السلبية لأجل إمرأة لا تنهض أمة تنازل فيها الرجل عن رجولته وأعطاها بيديه للمرأة. أتعلمون أيها الرجال ماذا يقال عنكم؟ أتعلمون حقا كيف يرونكم الناس؟ أتعلمون ما هو الحديث؟ الحديث هو"رجل خايف من ست.. هو ده رجل.. ده حكمته ست.. هو ده ليه كلمة.. ده رجل سلبي.. الست دي تاكله.. والله ما يقدر ينطق قدامها شهادة حق.. والله ما يقدر ده يقتل أبوه وأمه كمان عشناها.. لا لا دي ست غلاطة ميقدرش عليها".. وغيرها الكثير من الكلمات التي قذفت برجولة الرجل ونخوته في عالم السلبية، لذلك لا تلم امرأة أنت من جعلتها رجلا، فكنت أنت أول من تمارس عليه دور الرجولة.