الطريق
جريدة الطريق

لا يوجد مجال حكر على الرجال فقط

أول مؤلفة كتب رياضية فى مصر في حوارها مع ”الطريق”: الزمالك قادم والأهلى حاسم الدورى نسبيا

بسمة صبحي
محمد فوزي ضيف -

أراعى الحياد فى عملى وأشجع الأهلى على «بروفايلى»

أصدرت 4 كتب..  والقادم ليس «أهلاويًا»
أتمنى النهائى الإفريقى مصريًا خالصًا

ميسى أفضل من رونالدو حاليًا ونتائج اليوفى ليست انعكاسًا لأدائه

صلاح يسير بخطى جيدة وسيحسم مع رفاقه الدورى لليفربول

 

"نعم هناك فارق بين الرجل إن كتب، وبين بنات الجنس اللطيف إن فعلن، فمن يعشقن الورد ويأسرهن مشهد البحر، وتبهجهن الألوان الزاهية لابد أن يفيض ما يكتبن كثيرا من العذوبة والرقة والنعومة لفظًا ومعنى، وهو الأمر الذى يفضى بك إلى التزام مقعدك ولفت انتباهك وتركيز كل حواسك، حتى تنتهى مما وضعت متصفحًا، قارئًا، لما بين يديك بكل الحرص والاستمتاع"، بتلك الكلمات قدم الكاتب الصحفى والرياضى الراحل خالد توحيد رابع الثمرات التى قطفتها كاتبة شابة من بنات حواء قررت خوض غمار التأليف بكتابين رياضيين، لتكون بذلك أول كاتبة نسائية مصرية تقتحم عالم كرة القدم الذى ظل لعقود كثيرة حكرًا على الرجال.

"الطريق" أجرى مقابلة مع المؤلفة بسمة صبحى ذات الـ29 ربيعًا، لمعرفة ما يجول بخاطرها وعن كواليس إطلاق كتابها الرياضى الرابع، بعد إطلاق كتبها محطات رياضية وريمونتادا وحكايات أهلاوية وسر الأهلى.

فى البداية.. نود التعرف على سيرتك الذاتية؟

بصوت هادئ.. أدعى بسمة صبحى، من مواليد 1990، ليسانس حقوق جامعة القاهرة، بدأت عملى الصحفى فى مجلة كلمتنا عام 2010، ونشرت عدة مقالات صحفية، وعملت كمحررة أخبار فى أكثر من موقع، وقررت التوجه إلى حقل كتابة الكتب الرياضية منذ 7 أعوام.

 

وما الذى دفعك لاختيار المجال الرياضى بالتحديد للعمل فيه؟

دائما ما أحرص على القراءة والمطالعة والرياضة وأسعى للتبحر فى تلك الكتب إذا عثرت عليها، إلا أن العقبة دائما تكمن فى كون تلك الكتابات العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص تكون نادرة الوجود، وإذا عثرت عليها فإنها تكون ناطقة باسم أحد المنتمين لقطبى الرياضة المصرية الأهلى والزمالك فقط، وليس عن الرياضة بشكل عام، ولهذا عقدت العزم على اقتحام هذا المجال وإصدار عدة كتب رياضية عامة.

 

كيف يمكن إيجاز كتابيك محطات رياضية وريمونتادا؟

كتابى الأول كان محطات رياضية ويحتوى على 9 محطات رياضية مختلفة ذات طابع مقالى، أما كتابى الثانى فبدأت العمل عليه منذ 4 سنوات، بدأت العمل على كتاب «ريمونتادا» ذى الطابع القصصى والذى يضم 35 قصة تاريخية كروية، بالإضافة إلى 5 قصص رياضية عامة تهدف لتعريف القارئ أهم الوقائع الرياضية الملهمة، التى ألهمتنى لاختيار اسم الكتاب «ريمونتادا» ويعنى التعافى أو العودة باللغة الإسبانية، وهى كلمة ارتبطت فى ذاكرة مشجعى نادى برشلونة الإسبانى الذى تمكن من تحويل هزيمته مرتين إلى فوزين، ومن المؤكد أننى أصدرت كتاب أخرى ولن أتوقف عند هذا الحد.

 

وماذا عن كتابى القلعة الحمراء سر الاهلى وحكايات أهلاوية؟

الكتابان يحكيان قصصا من تاريخ النادى الأهلى، حكايات أهلاوية كان قصصا متنوعة عن شخصيات ومباريات وبطولات النادى، أما «سر الأهلى» فكان عن شخصيات أهلاوية مهمة أثرت فى تاريخ ومسيرة النادى وامتازت بوجود سر الأهلى داخلها، الكتاب الأول كان بتقديم الراحل خالد توحيد، والثانى تقديمى والإهداء لروحه الطيبة.

 

ما المصاعب التى واجهتك أثناء خوضك الكتابة فى المجال الرياضى كونك فتاة؟

واجهت العديد من الصعاب، الأولى كانت فى اختيارى المجال الرياضى الذى يظن المجتمع والذكور فيه أنه حكر عليهم فقط، وهو بالطبع غير صحيح، وتوقعهم أن كتابة الفتيات فى هذا المجال يجب أن تكون سيئة وأن مستواهن غير مرضٍ، إلا أننى لم أبال بذلك وتحديت هؤلاء الكتاب وأخرجت كتابى الثانى إلى النور، فاقتحام الفتيات لهذا الملعب أمر جيد، فالفتيات لديهن مهارة قوية فى الإقناع والمناقشة.

أما العقبة الثانية، فكانت فى اختيار دار نشر مؤمنة بأهمية الكتب الرياضية وتقبل نشرها، فمعظم دور النشر ترفض تلك الكتب بداعي أنه لا أحد يهتم بها ولا الجمهور يتهافت عليها، إلا أنه بالبحث وجدت دارا ذللت تلك المصاعب وخرج كتابى للنور، وتحولت ردود أفعال بعض الناس من السلبية إلى الإيجابية والثناء على الكتاب، وأود هنا التوجه بجزيل الشكر لمثلى الأعلى الدكتور خالد توحيد الذى دائمًا ما كان يشدد من أزرى ويدعمنى لاستكمال مسيرتى.

 

عقب اقتحامك المجال الرياضى.. هل ترين أن هناك مجالات مازالت حكرا على الرجال؟

لا يوجد أى مجال حكر على الرجال فقط، فالمرأة يمكنها العمل فى أى مجال طالما أنها تُجيد العمل به وقد تتفوق على الرجال فى بعض الأحيان، وإذا تحدثنا عن المجال الرياضى على سبيل المثال فإننا نجد النساء فيه يفعلن كل شىء له علاقة بالرياضة سواء داخل الملعب بممارسة الرياضات المختلفة والعمل فى مجال التحكيم أو خارج الملعب فى الإدارة أو الصحافة والكتابة والتحليل الرياضى وغيرها من الأشياء.

 

كيف تجدين الدورى المصرى هذا العام؟

أظن أن المنافسة على اللقب محسومة بشكل كبير للنادى الأهلى، لكن المركز الثانى والثالث المنافسة عليهما كبيرة خصوصًا مع تألق فرق مثل المقاولون والاتحاد السكندرى وتقديمهم لمستوى عال جدًا.

 

وماذا عن مسيرة الفرق المصرية فى إفريقيا وماذا عن أزمة لقاء القمة فى الدورى؟

حتى الآن الأمور تسير بصورة جيدة للفرق المصرية فى البطولات الإفريقية، ولكن المؤكد أن الأصعب سيأتى لاحقًا، وتحديدًا للأهلي والزمالك، والبطولات الافريقية تحتاج تركيزا أكثر وأداء أقوى، حتى يتمكنا من الصعود للنهائى الذى نتمناه مصريًا خالصًا.

أما عن أزمة مباراة القمة فهى مؤسفة للغاية، خاصة أن يكون ما جرى من فريق عريق كنادى الزمالك، ما جعل المستفيد من هذا الموقف هو النادى الأهلي، وأبعد القلعة البيضاء عن المنافسة ودفع الأهلى خطوة نحو البطولة التى صارت سهلة.

 

هل كونك أهلاوية يؤثر على تحليلك الفنى؟

لا على الإطلاق، بل أحاول أن أكون محايدة، وأبعد تمامًا آرائى الشخصية عن عملى، فتجدنى أكتب موضوعات عدة عن نادى الزمالك ولاعبيه على صفحة «محطات رياضية»، وهى صفحتى الشخصية على فيسبوك، والتى لا يمكنك أن تجد فيها أى تعليق يتهمنى بالتحيز للأهلى، ولكن على حسابى الشخصى فأنا أهلاوية ومتعصبة.

 

ماذا عن فوز الزمالك بكأسى السوبر المحلى والإفريقى؟

إنجاز رائع خصوصًا أنه فى ظروف صعبة ووقت قصير وفوز على فريقين من أكبر الفرق فى إفريقيا سواء الأهلى المصرى أو الترجى التونسى، لهذا فإن البطولتين منحتا الفريق والجماهير ثقة كبيرة وسيكون لهما تأثير إيجابى فى المباريات المقبلة.

كيف تجدين أداء كارتيرون وفايلر سواء محليًا أو إفريقيا؟

فايلر حقق نتائج عظيمة جدًا مع الأهلى وفكرة خسارة مباراة واحدة من النجم الساحلى وخسارة بطولة بضربات الجزاء ضد نادى الزمالك، لا يمنع أبدًا أنه مدرب ذو فكر وخطط مميزة وطريقة مميزة فى تدوير لاعبيه ويسير مع الفريق فى الطريق الصحيح.

أما كارتيرون، فانتشل الزمالك من موقف صعب جدًا، والفريق صار له شكل مختلف ورائع داخل الملعب، وأعاد ثقة اللاعبين فى أنفسهم وثقة الجماهير فى فريقهم الذى بدأ يسير فى الاتجاه الذى يجعل الزمالك يتواجد على منصات التتويج بشكل دائم.

 

كيف وجدت اختيار حسام البدرى مدربًا للمنتخب.. وهل أنت متفائلة بأدائه؟

كنت أرى القرار خاطئا وأن هناك مدربين أقوى يمكنهم تولى هذا المنصب، وفى الحقيقة النتائج تعكس ذلك وهو ما جعلنى غير متفائلة بتحسن الأداء أو النتائج فى الفترة المقبلة.

 

بالانتقال للكرة العالمية.. كيف ترين مستوى النجم محمد صلاح هذا العام وهل تتوقعين حصوله على الدورى هذا العام؟

محمد صلاح يسير بخطوات ثابتة ومديره الفنى يورجن كلوب يعتمد عليه، ويثق فيه بشكل كبير، وعدد أهدافه هذا العام جيد وتعاونه مع ساديو مانى وباقي زملائه بصناعة الأهداف لهم بصورة ممتاز، وأتوقع أنه بنسبة 90 % تقريبًا الدورى الإنجليزى سيكون لليفربول، وهو اللقب المنتظر من الجماهير منذ زمن بعيد، وسيكون من العظيم أن يكون «صلاح» ضمن القائمة التى تحصده.

 

كيف تقيمين مستوى كريستيانو رونالدو فى يوفينتوس؟

من نتائج اليوفى يمكن أن ترى «رونالدو»" بمستوى سيئ، لكن لو شاهدت عدد المباريات التى شارك فيها مع الفريق وعدد الأهداف التى سجلها وصنعها ستلاحظ أنه يقدم مستوى رائعا جدًا، لكن مع ذلك اليوفى يخسر ويتعادل، لأن فى النهاية الفريق جماعى وليس رونالدو فقط.

إذا ذكر «رونالدو» دائما ما يلحق به «ميسى».. من الافضل حاليًا؟

حاليًا ليو ميسى أفضل لأنه دائمًا ما ينقذ برشلونة فى أى مباراة صعبة أو الفرق التى لا يتمكن رفاقه من حسمها، أهداف ميسى مؤثرة مع البرسا ورغم أن «رونالدو» صاحب معدل أهداف عالية إلا أنها ليست مؤثرة لحد كبير مع يوفنتوس.

 

وما ملامح تجربتك الكتابية الخامسة؟

الفكرة لم تتبلور فى صورة كاملة، ولكن إلى حد كبير الكتاب لن يكون متعلقا بالنادى الاهلى.