الطريق
جريدة الطريق

إعلام الخرفان

طارق سعد
-

من دواعي الإحراج والأسف، إلصاق اسم حيوان برئ بمن لا يرتقى حتى لمنزلة هذا الحيوان، وهو الشعور الذى يتملكك عندما تقرن اسم الـ "خروف"، كوصف للجماعة الإرهابية "واللي منها".

فالخروف عرف تاريخياً بالتضحية، منذ اختاره الله سبحانه وتعالى أن يكون فداءً لسيدنا إسماعيل فى رؤية والده سيدنا إبراهيم بذبحه كأضحية، فأصبح مع الزمن رمز التضحية، حتى استخدمته الحوارات الدارجة "كبش فداء"، فرسالة الخروف نبيلة أمام خسة وندالة الجماعة، والتى أساء وصف "اللى منها" بالـ "خروف" إلى هذا الحيوان المسكين كثيراً، مما يستلزم رد اعتباره.

لا يترك إعلام الجماعة الإرهابية فرصة، إلا ويستغلها فى الهجوم على الدولة وقياداتها وشعبها أيضا، ثم يعود لمحاولة اقتناص تلك الفرصة، لـ "جرجرة" هذا الشعب نفسه لتنفيذ مخططاته الاستغلالية الدنيئة، ليحقق الأذى المطلوب لهذه الدولة!

هذا ما فعله "خفافيش" الإرهابية ونقلوه عبر إعلامهم الممول، لمحاولة استغلال هجوم "فيروس كورونا" المميت على كوكب الأرض كاملاً، ومواجهة الدولة له بكل قوتها، مما يستلزم مساندة الشعب لها فى تفريق التجمعات، خوفاً من زيادة العدوى وانتشار الفيروس، ولأول مرة تقريباً فى تاريخ الدولة المصرية تقوم فيها بتسخير كل إمكانياتها ومواردها لتوفير الحماية لمواطنيها، وصلت لمرحلة "الدلع"، وهو ما لم يستوعبه الشعب نفسه، الذى وجد إدارته وحكومته تسبقه بخطوات كبيرة وواسعة، جعلته متأخراً فى رد فعله على كل هذا الـ "دلع" الذى تقدمه له الدولة، مما سبب خرساً للألسنة الـ "عوجاء" التى طالما سممت بدن هذا البلد بسمومها!

فى ظل حالة وحدة الصف فى مواجهة هذا الفيروس اللعين، والتعاون على جميع الأصعدة لتفادى خطورة انتشاره، إلا أنه كما علمنا أجدادنا فى أمثالهم الذهبية "ديل الكلب عمره ما يتعدل"، ففى الوقت الذى تُبذل كل الجهود لإبقاء المواطنين فى منازلهم، يظهر وجه إعلام الإرهابية الحقير بتصنيع دعوات للنزول فى مسيرات فى الشوارع للهتاف ضد الفيروس!

ولأن الدعوة بلهاء كأصحابها، كان يلزمها ستار تتخفى وراءه، ولأنهم توكيل ستار الدين، فكان طبيعياً استخدام لعبتهم التى لا يجيدون غيرها، فبدأوها بدعوات للتكبير والدعاء من شرفات المنازل، ثم استدراج السُذج للنزول معهم إلى الشارع، فى محاولة منهم لإرباك وتشتيت الدولة، ومضاعفة أعداد المصابين، لخلق حالة كارثية تُفلت الزمام من أيادي إدارة الدولة، وهو ما نقله "مكتب الإرهاب" لقطيعه لتنفيذه، متزامناُ فى دول عربية مختلفة، فى تفكير أجلس الشيطان جانباً يشاهد فى خجل ويتعلم ممن تخطوه وأفقدوه شيطانيته بأفكارهم.

الحقيقة أن المجرم لا يلام لأنه مجرم، والكل يعرف سجله الإجرامي وذاق من ويلاته، إلا أن اللوم الأول والأخير على من اتبعه ولم يتعلم من الدروس السابقة، رغم أن هذا المجرم غبي ويقدم جرائمه بنفس الأسلوب والتكوين، دون تجديد أو تغيير أو حتى تلوين.. أحمق لا يجيد إلا لعبة واحدة، ورغم احتراق كروتها إلا أن هناك "سُذج" ما زالوا يتبعون الرماد!

للأسف يجب أن نواجه أنفسنا بجدية، إن هذا المشهد العبثي نتاج لضعف الملف الديني وفقره، وغياب دوره وتأثيره، والذى ترك الطريق ممهداً أمام مجرم ساذج ليتلاعب بعقول ضعاف الفكر والأنفس، لتشعر أنه لو ظهر الدجال اليوم لن يبذل مجهوداً ولن نأخذ فى يده "غلوة"، وهو ما يحتاج لإعادة نظر واسعة وعميقة ومواكبة لهذا التلوث الأخلاقي والفكري المتطور.

نهاية جديدة لصفحات الإرهابية وضربة، قوية لإعلامهم الذى تعرى وبانت سوءاته العفنة وتجرده من الآدمية، ليخسر أي تعاطف ممن يتعاطفون مع جماعة تجارتها المربحة الوحيدة هي تجارة الدين.

آن الأوان وأصبح لزاماً على الجميع إعلام الخرفان بأنهم أنقى وأنبل من أن يلصقوا وصفاً بهذه الجماعة التى فاقت الشيطان نفسه، وأن نقدم اعتذاراً لكل خروف نراه ونتذكر به الإرهابية "واللى منها"، وندعو الله بدعوات خالصة من قلوبنا أن يحمينا ويرفع البلاء.

بلاء الفيروس والمرض، وبلاء أخطر فى جماعة لا ترى إلا الخراب والدمار هدفاً ساميا، وبلاء أشد خطراً وفتكاً، وهم من توقف عندهم عمل "سينسور" العقل، ولا يلتقطون إشارات فاسدة كُشفت وفُك تشفيرها، فالشر فى طريقه لو لم يجد ما يركبه لن يستطيع الوصول لهدفه.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.