الطريق
جريدة الطريق

العلاج بالدَّهْلَكَة

دكتور أحمد السندوبي
-

العالم حولنا يغرق في بحر من الدراسات والأبحاث والنظريات والمقترحات والتوصيات حول الفيروس الجديد وتأثيره على الجسم وطرق منع انتشاره وكيفية العلاج والمضاعفات والمصل واللقاح والأجسام المضادة وخلافه.

بينما نحن انصبّ تركيزنا في طريقين:

الطريق الأول: أن الفيروس لن يصيبنا لأسباب مختلفة كل منا يختار منها ما يناسبه؛ لأن مصر مذكورة في القرآن (بصوت فيفي عبده)، أو لأننا فراعنة وربنا وهبنا قوة وصحة لم يهبها لأحد من العالمين (طبقًا لنظرية السيد بهظ).

أو لأننا نأكل الفول وهو يحتوي على فيتامين ب ١٧(بناء على تصريح بائع الفول العبقري الذي لا أعرف اسمه للأسف)، أو كما قالت إحدى الإعلاميات لأننا نشرب الشاي والمياه "السووخنااااا".

أو لأننا مناعتنا قوية من كثرة ما تعرضنا إليه من أمراض وتلوث، أو لأننا غلابة ولن نتحمل هذه المصيبة ( وبالتالي سيتعاطف معنا الفيروس وهو طبعًا معروف عنه أنه دمعته قريبة).

أنت أيضًا تستطيع المشاركة والأمر مفتوح لخيالك ولقدرتك على الإبداع، فيمكنك بمنتهى الثقة أن تعلن الخبر السار أن الفيروس لن يصيب بلادنا وسيصيب الآخرين فقط لأن..... ثم تذكر أي شيء؛ مثلًا أنهم في الغرب لا يستخدمون الشطافة أو يتركون الشبشب مقلوبًا ولا يفزعون لإعادته لوضعه فورًا مثلنا، أو لا يأكلون الترمس.

الطريق الثاني: هو أن نقدح زناد عقولنا لنجد علاجًا لهذا الفيروس، علينا فقط أن نفكر خارج الصندوق، لا تستمع لمن يقول أن الاعتراف بعلاج جديد في هذا الزمن يحتاج إلى سلسلة من الدراسات حول طريقة عمل الدواء، وفاعليته، ومضاعفاته ومقارنة نتائجه مع الأدوية الأخرى ومع خيار البقاء دون علاج.

هذه الأشياء (بتاعة العيال التوتو بتوع ورق التواليت) إنما نحن علينا فقط أن نعتمد على عبقريتنا ثم نخرج بكل ثقة ونقول أن العلاج هو كذا. وإذا جادلنا أحدهم أنه لم يتم الاعتراف به، فذلك طبعًا نتيجة جشع مافيا شركات الأدوية بالإضافة طبعًا لأن مصر مستهدفة.

وإن تساءل أحد الخبثاء عن طريقة اكتشاف العلاج فالإجابة لخّصها الفنان الراحل محمود عبد العزيز "مزجانجي " في فيلم الكيف (إحنا اللي داروكنا الشباري جوا اللباري.. بالدهلكة).