الطريق
جريدة الطريق

أصحاب الوجوه السوداء.. قصة الزلزال الذى أهلك قوم صالح  نبي الله

قصة سيدنا صالح
سمر المغربى -

لقد اختار الله تعالى النبي صالح – عليه السلام- وبعثه إلى قوم ثمود، وهؤلاء القوم كانوا يعبدون الأصنام ، ولا يؤمنون بالله ويعيشون في الكفر والضلال، فأرسله الله إليهم ليرشدهم إلى الحق حتى يعبدوا الله ويتركوا عبادة الأصنام، فقوم ثمود خلفاء لقوم عاد الذين أهلكهم الله وجعلهم عبرة لمن يعتبر ،و لكنهم اتهموه بأنه ساحر كذاب، وطلبوا منه معجزةً كي تُظهر نبوّته وصدقه، ولما سألهم صالح -عليه السلام- عن المعجزة التي يريدونها، فطلبوا منه أن يُخرج لهم من الصخرة ناقة عشراء ، ووضعوا شروطًا صعبة ليعجزوا صالحا من استخراج هذه الناقة.

ولكن النبي صالح -عليه السلام- أخرج لقومه ناقة من الصخر بحسب المواصفات التي يُريدونها، وأصبحت الناقة أمامهم ترعى، فتعجب قوم ثمود من هذه الناقة وآمن القليل منهم فقط، ومع ذلك فلقد ظل أكثرهم في الكفر.

وقد طلب من قومه أن يتركوا الناقة ترعى وأن تشرب من ماء البئر يومًا، ويشربون هم من الماء في اليوم الذي يليه، وهكذا، وكانوا هم يشربون من لبن الناقة، وظل الوضع على هذا الحال حتى اجتمع قوم صالح -عليه السلام- كي يتناقشوا في أمر الناقة، وأخذوا يتحاورون في إبقائها أو قتلها، فرفض بعضهم قتلها خوفًا من حزن وغضب صالح -عليه السلام- الذي أخبرهم أن الله تعالى سيغضب إن ألحقوا ضررًا بالناقة؛و لكنهم في النهاية قرروا قتل الناقة.

 

 

اجتمع تسعة رجال من قوم ثمود كي يقتلوا ناقة صالح -عليه السلام- فقتلوها، كما قتلوا ولد الناقة، ولما وصل الخبر إلى النبي صالح -عليه السلام- حذرهم بأن العذاب الشديد من الله تعالى سيأتي إليهم بعد ثلاثة أيام،و لكن قومه استهزأوا بكلامه، ولم يصدقوه، وقرروا أن يقتلوا صالح أيضًا، وبعد مضي ثلاثة أيام، أي في اليوم الذي حدده لهم صالح -عليه السلام-، أرسل الله حجارة إلى التسعة الذين قتلوا الناقة وأهلكهم قبل أن يُهلك قومهم، وفي اليوم الأول كانت وجوههم مصفرة ، ثم أصبحت في اليوم التالي محمرة، وفي اليوم الثالث أصبحت وجوههم سوداء، ثم جلس القوم ينتظرون العذاب الذي سيحلّ بهم، فبعث الله لهم زلزالا شديدا، فهلكوا جميعًا.