الطريق
جريدة الطريق

قصة نبي الله إسحاق ابن الخليل إبراهيم عليهما السلام

سيدنا إسحاق
سمر المغربى -

في يومٍ من الأيام كان نبي الله إبراهيم عليه السلام، جالسًا في خيمته، ومرّ به ثلاثة رجال لم يعرفهم، وكانت عادته استقبال الضيف وإكرامه، فجهّز للرجال عجلاً مشويًا؛ لكنّهم لم يمدّوا يدهم إلى الطعام نهائيًا، فشعر نبي الله إبراهيم -عليه السلام- بالخوف منهم، لكنّهم طمأنوه وقالوا له بأنّهم ملائكة قادمون إليه من السماء، بعثهم الله تعالى إلى قوم لوط لإنزال العقاب الشديد بهم نتيجة كفرهم وفعلهم للفاحشة.

 

وكانت السيدة سارة زوجة نبي إبراهيم تستمع إلى حديث الملائكة وهي بباب الخيمة، فسمعتهم يُبشّرون زوجها إبراهيم عليه السلام بأنّ الله سيرزقه من زوجته سارة طفلًا، عندما سمعت سارة حديث الملائكة تعجبت كثيرًا وضحكت لأنّها امرأة عجوز هى وزوجها إبراهيم كما فرحت لهلاك قوم لوط.

 

وتجسد ذلك في قول الله عز وجل {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}، وقوله: (فضحكت) ، اختلف أهل التأويل في معنى قوله (فضحكت)، وفي السبب الذي من أجله ضحكت.
فقال بعضهم: ضحكت الضحك المعروف ، تعجبًا من أنَّها وزوجها إبراهيم يخدمان ضِيفانهم بأنفسهما ، تكرمةً لهم، وهم عن طعامهم ممسكون لا يأكلون، وقيل أن ضحكت بمعنى (حاضت).

بعد ذلك؛ طلبت الملائكة من السيدة سارة، ألّا تتعجب مما يقولون لأن هذا أمر الله تعالى وأخبروها أيضا أنّها ستلدُ إسحاق ومن بعد إسحاق يأتي يعقوب -عليهما السلام-، وكلاهما نبيّان، ثم ذهب الملائكة لتنفيذ أمر الله تعالى في قوم لوط.

اقرأ أيضا.. الإمام الشافعي.. منارة علم أضاءت الكون كله

 

وبعد مرور فترة على أحداث هذه القصة، ولدت سارة نبي الله إسحاق، وكانت فرحتها وفرحة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- كبيرة جدًا، إذ لأن ولادة إسحاق عوضته عن غياب ابنه إسماعيل، واهتمّ إبراهيم -عليه السلام- وزوجته سارة بابنهما إسحاق كثيرا ومنحاه كلّ الحب والرعاية لأن إسحاق جاء بعد انتظار طويل.

 

كبر النبي إسحاق -عليه السلام- وترعرع في بيت النبوّة وهو ينهل الأدب والعلم والمعرفة والحكمة ويأخذ من أبيه الوصايا والأخلاق الحميدة، فحظي بتربية صالحة ونشا نشأة الأنبياء الصالحين ليكون نبيًا جديرًا بالنبوّة بعد أبيه، وبعد موت إبراهيم -عليه السلام-، استلم نبي الله إسحاق -عليه السلام- الرسالة من أبيه. 

 

ظلّ إسحاق يبلغ رسالة التوحيد لله تعالى دون فتور أو ملل، وتزوج، وأنجبت له امرأته ولدان توأمان هما: "العيص "الذي كان الأكبر، و"يعقوب" -عليه السلام- وهو الابن الأصغر، وقد بقي العيص يخدم أباه النبي إسحاق -عليه السلام- حتى وفاته، أما النبي يعقوب -عليه السلام- فقد عاش مدّة عند خاله ثم جمعه الله بأبيه إسحاق -عليهم السلام جميعًا.