الطريق
جريدة الطريق

”الطيب المطيب” أمه أول شهيدة في الإسلام.. من هو الصحابي عمار بن ياسر

عمار بن ياسر
فاطمة عاهد -

صحابي جليل، عرف أنه من السابقين إلى الإسلام، كما كان من المستضعفين الذين عذبوا ليتركوا الإسلام. شهد الغزوات كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأظهر شجاعة في حروب الردة، قطعت أذنه في حرب اليمامة، تولى حكم الكوفة لفترة، وكان من أنصار على بن أبي طالب، إنه عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس بن مذحج المذحجي العنسي.

نشأة عمار بن ياسر

ولد عمار بن ياسر في مكة، في عام ٥٦٦، وكان ذا أصل يمني، حيث جاء والده من اليمن ليبحث عن أخ له في مكة. لكنه لم يجده، فقرر البقاء فيها، كان والده مولى لبني مخزوم، وتزوج جارية لهم اسمها سمية بنت الخياط،. وعاش في رعاية بني مخزوم، يعمل على خدمتهم.

إسلامه وتعذيبه

كان عمار من الموالي في مكة، لذا فقد كان من المستضعفين في الإسلام هو ووالداه، ظلت قريش تعذبهم ليتركوا الإسلام فقد كانوا من السبعة الأوائل الذين أظهروا إسلامهم، بعد الرسول وأبا بكر، فشتم أبو جهل والدته سمية، وظل يطعن بحربته في موطن عفتها حتى قتلها، حتى عرفت أنها أول شهيدة في الإسلام، وظلوا يعذبون عمار بن ياسر حتى نزلت فيهم أية" وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ".

كلما كان يمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بآل عمار وهم يعذبون، كان يقول لهم "صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة"، وكان بنو مخزوم يعذبون ياسر بن عمار رضى الله عنه حتى ينال من النبي محمد، ويذكر آلهتهم بخير، فذهب للرسول وحكى له عن ما يحدث، ليطمئنه الرسول بأنه طالما كان قلبه مطمئن فلا يخاف، ونزلت فيه أية" مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، كما نزلت وآية" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ".

هجرة عمار بن ياسر

هاجر عمار بن ياسر هاجر إلى الحبشة، لأنه كان من النستضعفين، كما هاجر إلى يثرب، ونزل على مبشر بن عبد المنذر،وكان أول من يتخذ مسجدا ليصلي فيه، إذ قال "ما لرسول الله  بُدٌّ من أن نجعل له مكانًا إذا استظل من قائلته ليستظل فيه، ويصلي فيه"، وبدأ في جمع الحجارة، وبنى مسجد قباء، وعرف على أنه أول مسجد بني في الإسلام، آخى الرسول بين عمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وشارك مع الرسول في الغزوات كلها.

بعد وفاة الرسول

شارك عمار بن ياسر رضى الله عنه في حروب الردة، كما عينه عمرو بن الخطاب أمير على الكوفة، وفي الحرب التي دارت بين سيدنا علي بن أبي طالب، وبين معاوية بن أبي سفيان أخذ جانب علي، وظل يحارب لأجل نصرته، حتى جاءت حرب اليمامة، وأظهر شجاعة غير مسبوقة، فصعد إلى صخرة ونادى قائلا "يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر، هلموا إلي".

مكانته عند المسلمين

لطالما أحب الرسول صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر، وذكره في حديثه، فقد قال عنه "ثلاثة تشتاق إليهم الجنة: علي وسلمان وعمار"، كما ذكر موقف للنبي عندما استأذن عمار ليدخل عليه فقال "من هذا؟"، قال "عمار"، فرد الرسول: "مرحبًا بالطيب المُطَيَّب"، اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد"، وقال عمرو بن العاص عند موته "إني لأرجو أن لا يكون رسول الله مات يوم مات، وهو يحب رجلاً فيدخله الله النار"، فقالوا: «قد كنا نراه يحبك ويستعملك"، فقال: "الله أعلم أحبني أو تألّفني، ولكنا كنا نراه يحب رجلاً عمار بن ياس"، وفي يوم من الأيام غلظ خالد بن الوليد عمار بن ياسر أثناء الكلام، فشكاه عمار إلى الرسول، فقال فيه: "من عادى عمارًا عاداه الله، ومن أبغض عمارًا أبغضه الله"، كما قال عنه "ما خُيّرَ ابن سمية بين أمرين إلا اختار أيسرهما".

اقرأ أيضاً: حقيقة تسريب امتحان التاريخ لطلاب الصف الثاني الثانوي أدبي

وفاة عمار بن ياسر

حارب عمار ابن ياسر إلى جانب علي بن أبي طالب في حربه مع معاوية بن أبي سفيان وكان ممن شهدوا موقعة الجمل، ثم وقعة صفين، وقتل عمار بن ياسر في وقعة صفين سنة 37 هـجريا، وكان شيخ طاعن في السن، بلغ من العمر 93 سنة، ومات وفي يده حربة ترعد.