أبرز مشاهد الاختيار| الشهيد رامي حسنين.. ضابط الصاعقة الفاخر.. أسطورة يسلم أسطورة

الخدمة فى الصاعقة عمرها ما اتفرضت على حد، وعمرها ما كانت وجاهة وبريستيج، دى شقا، و صحرا، وجبل، وسلاح، وحبال، وتعايش، وخيمة، ودش ماية ساقعة صيف شتا( ده لو في ميه)، ولياقة بدنية، وكفاءة قتالية، وفرق ودورات تدريبية، ما بيلتحقش بيها غير اللى أدها، وما بيحصلش عليها غير اللى يستحقها بالعرق والدم.
ومجتمع الصاعقة، بعساكره، بصفه، بضباطه بالقادة بتوعه مجتمع مختلف، وميرى الصاعقة ميري غير، ليه طابع خاص، وسمة فريدة، وشكل استثنائى، قادر إن يصبغ كل اللى جواه بصبغته، فتلاقى كل اللى عايش فى المجتمع ده لازم يكون عنده أصلاً الحد الأدنى من أخلاق الصاعقة، ومبادئها، وتقاليدها، ولو مش عنده لازم يكتسب كل ده من الاندماج في الحياة دى، وإلا عمره ما هيقدر يتعايش أبدا مع المجتمع ده.
ورغم الشخصية الواحدة العامة المنطبعة على كل اللى بيخدم فى الصاعقة، إلا إن كل عنصر فيها بيظل محتفظ بسمات شخصية بتميزه عن غيره من زمايله، (طبعا لا تتعارض مع مقتضيات الحياة العسكرية والانضباط والالتزام).
ولو جينا بصينا لفئة الضباط فى المجتمع الصعقاوى هنلاقى فى كل وحدة عدد من الضباط من رتب مختلفة، بينظم علاقتهم تسلسل قيادى محدد بيحكم تعاملاتهم وبيحدد مسئوليات والتزامات كل واحد فيهم فى مستواه القيادى، وهنلاقى كمان نماذج وصور متكررة كأنها نسخة بالكربون فى كل الوحدات، هتلاقى فيهم مثلا:
الضابط الفاقد
إللى مقطع البطاقة، واللى دايما عامل مشاكل وصداع للقائد بتاعه فى كل أجازة ينزلها، مش معنى كدة إنه ضابط سيئ أو بلطجى، أبدا، كل الحكاية إنه "حمقي" أوى ودمه حامى، وروحه فى مناخيره، ده بقى فاكهة الوحدة وكل العساكر والضباط بتحبه وبتموت فيه، الظابط ده عنده استعداد يعمل أى حاجة، وينفذ أى مأمورية ويطلع أى طلعة، مهما كانت صعبة وخطرة، بالعكس ده تلاقيه بيعشق المأموريات الصعبة إللى فيها شقاوة، وتلاقى القائد بيعتمد عليه بالإسم فى مأموريات معينة.
الضابط الدبابة
وبيقولوا عليه "الترماي"، يعنى عنده صحة وباور وكفاءة بدنية جبارة ما شاء الله تخليه يدى لأى حيطة كتف يوقعها، وده بقى بتاع مهام "العتالة"، إللى فيها قوة وتكسير والتحام بدنى، وبيعتمد عليه القائد كمان فى مهام الردع المعنوى بالمظهر، يعنى إللى يشوفه أصلا يخاف ويجرى.
الضابط البرنس فى نفسه
ده بقى صعقاوى مدى على نجوم هوليوود جيسون ستاثام – برث برثنان – توم كروز، تشوفه فى أفرول العمليات كأنه موديل، ولما تشوفه وهو شعره مسبسب وبيلمع من الجيل اللى حاطه، تستغرب إنه أصلا صعقاوى، وإنه إزاى موجود هنا، الضابط ده بقى أجارك الله فى الميدان وفى العمليات، بيتحول لوحش كاسر، وكل علامات الوسامة على وشه بتتقلب لماسك مرعب يخطف أى حد.
الضابط أبو قلب ميت
رغم إن القلب الميت سمة غالبة على رجالة الصاعقة، إلا إن فى حد قلبه ميت أوى، حد حصلت حالة من الألفة غير العادية بينه وبين كل الأصوات والمناظر المرعبة، ما بيخافش حرفيا من أى شيء.
الضابط العسكراني
النموذج ده بقى هو ابن القائد المدلل، والأقرب له، مش عشان بيميزه على حد من زمايله الضباط، ولا عشان هو بيتقرب للقائد من أجل المكانة دى، لا، عشان ده نموذج للميرى زي ما الكتاب بيقول، ومراية للعسكرية فى كل تصرفاته، مواعيده، ولبسه ومظهره، طريقة كلامه، ثقافته العسكرية وثقافته العامة، تنفيذ الأوامر بحذافيرها، بتلاقيه دايما ملازم القائد بتاعه فى كل تحركاته، وعينه عليه وبيتعلم منه، وبيسأله كتير عشان يعرف أكتر وأكتر، ولو القائد عايز يعمل حاجة مظبوطة اوى من غير غلطة يكلفه بيها.
الضابط الفاخر
ده بقي النموذج النموذج، والمثل المثل، يعني الضابط اللى عبارة عن كااتلوج أو مانيول حى لضابط الصاعقة كما يجب أن يكون، لياقة بدنية، كفاءة قتالية، شجاعة، قوة، قلب ميت، عسكرية و انضباط، قيادة، انسانية، علم، تكتيك وتخطيط، حكمة، حزم وشدة، طيبة، جدعنة.
والضابط الفاخر وصف حصري فى لغة القوات المسلحة المصرية، وصف بيطلق على الضابط اللى مفهوش غلطة، حاجة كدة زى الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض، أو اسطورة الصاعقة إبراهيم الرفاعي.
والشهيد العقيد رامي حسنين قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة قبل استشهاده كان ضابط وقائد صاعقة فاخر، اجتمعت فيه كل صفات الفدائى المقاتل اللى بتتجسد فيه معانى الفداء و التضحية بالحرف الواحد، مع إنكار الذات وإيثار كل اللى حواليه على نفسه، سواء عساكر أو صف أو ضباط.
أبرز مشاهد مسلسل الاختيار
مشهد الاختيار الأبرز، هو مشهد استشهاد العقيد رامي حسنين فى انفجار عبوة على الطريق، وبنسمع صوت منسي وهو بينعيه وبيوصفه، وكأنه بيان نعى من وحدات الصاعقة والقوات المسلحة كلها لبطل عظيم من ابطالها، وصف منسي لرامي حسنين بيلخص السبب الحقيقي لحسىرة ووجع كل ضابط صاعقة على زميل ليه.
رجالة الصاعقة فعلا رجال لا يهابون الموت، تدريباتهم وتأهيلهم بيديهم قوة بدنية وكفاءة قتالية وروح معنوية بتخليهم يصاحبوا فكرة الموت وعايشين بيها ومستعدين ليها فى أى لحظة، فالموت بالنسبالهم مش مشكلة خالص، والشهادة عندهم أمل كبير وحلم عظيم كلهم بيتمنوه من ربنا.
أكتر حاجة بقي بتوجع قلب الصعقاوى على زميله، إنه يموت موته مش من قيمته، انه يقع غدر عن طريق عبوة أو انتحارى، خصوصا لو ضابط فاخر، من نوعية رامى حسنين، اللى ممكن هو ومجموعة من رجالته بس يجري جيش كامل أمامه، بس فى حرب حقيقية، حرب مواجهة راجل لراجل، عشان كدة اللى يصعب أوى على الرجالة إنهم يقعوا وقعة رخيصة على إيد خسيس أضعف وأجبن وأصغر بكتير من إنه يواجه بطل فاخر زى رامى حسنين.
وزى ما قال منسي، رامى حسنين ده ضابط كنز، رامى حسنين خسارة يحارب شوية كلاب زى دول ، بس هنقول إيه ، لله الأمر من قبل ومن بعد، ورحم الله الشهيد البطل رامى حسنين