الطريق
جريدة الطريق

زراعة على الأمطار

-

مصر كانت تزرع على الأمطار الموسمية وأهم الزراعات فى ذلك الوقت محصول القمح، الذى لايحتاج إلى الكثير من الماء.

ولما تولى محمد على حكم مصر رغب فى تطوير قطاع الزراعة، وبدأ بشق الترع وبعض (الرياحات) الصغيرة واستطاع توصيل مياه الترع إلى كل شبر فى مصر وأدخل محاصيل جديدة وأشجار مثمرة مثل التوت، لها ظل كثيف وثمار ويساعد فى إنتاج الحرير.
وتغيرت الزراعة من زراعة موسمية إلى زراعة دائمة نظرا لوجود المياه طوال العام.
وحدث تطوير فى آلات الرى الزراعية من المنطال والشادوف اليدوية إلى الساقية والكمبوشة التى تدار بواسطة الدواب.
وتضاعف الإنتاج الزراعى مرات عديدة بفعل التطوير الذى أدخله محمد على باشا فى هذا القطاع الهام.
وظلت الأماكن الساحلية تزرع على الأمطار الموسمية زراعات مثل القمح والزيتون والتين والبطيخ.
أين الأماكن التى تزرع على الأمطار وماهى الزراعات المناسبة؟
المنطقة الشمالية من رفح إلى السلوم تزرع على مياه الأمطار والتى تزيد على 5سم أما عن الزراعات التى تزرع فأهمها القمح والزيتون والتين والبطيخ والعنب وبعض الخضروات.
والأماكن التى تحازي البحر الأحمر من الشمال إلى الجنوب
وفيه بدو كانوا بيحفروا بعض البرك ويقومون بتجميع الماء فى مكان يشبه البحيرة الصناعية ويقومون برى المحاصيل منها طوال العام.
علما بأن فيه دول كتير زى المغرب والجزائر بتقوم بتجميع ماء المطر فيما يشبه الترع، وتقوم بعد ذلك بتوزيعه على الأماكن المنزرعة.
وقد وجد بعض البدو أن الماء يتبخر بسرعة نظرا لحرارة الطقس فقاموا بعمل خزانات تحت الأرض فى الأماكن الصخرية كى لا يتسرب الماء إلى باطن الأرض وعندما تمطر السماء تزيد المياه المخزنة وترتفع إلى مناسيب قياسية ويزيد معها الإنتاج وتتنوع المحاصيل نظرا لوجود الماء فى أى وقت تطلبه.
وعندما بدأ جيش مصر ينتشر فى هذه الأماكن ويستوطنها قام بزراعتها، وخصوصا أنه يمتلك الأيدى العاملة والخبرة الزراعية والآلات الزراعية المناسبة وقام بزراعة مناطق كثيرة بالقمح والزيتون وقد وصل إنتاجه من القمح هذا العام إلى 5 ملايين طن، علما بأن إنتاج مصر من القمح 5 ملايين طن ومصر بتستورد 15مليون طن أى اقتربنا هذا العام من تحقيق الاكتفاء الذاتى.
وفيه مناطق كثيرة فى سيناء بتزرع على المطر وخصوصا القمح والخضروات والخوخ، وبعض الفواكه والزيتون.
الأمطار بتزود مصر كل سنة بما يقرب من 50  مليارمتر مكعب من الماء تضيع سدى فى الشوارع ولا يحسن استغلالها وذلك بتجميعها وضخها فى النيل مرة أخرى.
الشوارع فى أوروبا تنحدر بميول لتجميع الماء فى مصرف كبير يصب فى نهر الدانوب وبمجرد سقوط الأمطار تتحول إلى مياه يستفاد بها فى الزراعة والشرب أى تساعد فى زيادة الإنتاج الزراعى والحيوانى إنما الأمطار فى البلاد المتخلفة تتحول إلى وحل وطين يعيق الحركة ويتسبب فى حدوث قتلى وأوبئة وتصبح الأمطار وبالا على الجميع.
المطلوب من العلماء تحديد مكان لكل منطقة يقوم باستقبال مياه الأمطار وتجميعها من أجل أن تستخدم فى الزراعة أو الشرب أو أن يتم صرفها فى النيل وبذلك تكون الأمطار خيرا وبركة على أهل الريف والمدن كما هى خير على قاطنى الأماكن الصحراوية.
مصر دولة كبيرة ومتقدمة وتمتلك العلماء والكوادر الفنية التى يمكن أن تنفذ ذلك المشروع العبقرى، الذى يؤدى إلى تضاعف حصة مصر من المياه إلى أكثر من 100مليار متر مكعب تنعكس على الإنتاج بزيادته ومياه صالحه للشرب بنسب ملوحة منخفضة غير المياه الجوفية.
لقد جاء مشروع سد النهضة لنستيقظ ونتعرف على إمكانياتنا من جديد ويتم استغلالها أفضل استغلال.