الطريق
جريدة الطريق

ليلة حزينة في 57357.. السرطان ينهي قصة حب بين زوجين

محكمة الاسرة-أرشيفية
هاجر الصباغ -

الصراخ يملأ المكان، ومستشفى 57357 تفزع ليلا من نومها، لتستقبل خبى موت الطفل يوسف البالغ من العمر 9 سنوات، بعد أن فاضت روحه على سرير المرض يصارع شبح الموت، ويسطر الكلمات الأخيرة بموته قصة حب وكفاح بدأها والديه منذ أعوام لتنتهي أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة.

قصة حب
روي الأب أمام محكمة الأسرة قصته مع زوجته: " أنا كنت أول دفعتي فى كلية الطب، وحنان كانت زميلتي بس قسم تاني، عشقتها بكل معني للكلمة، تقدمت لها آخر سنة فى الكلية وقررنا نكافح ونكمل حياتنا سوا، أسسنا بيتنا طوبة طوبة من غير مساعدة حد، واستمرت حياتنا حتى ماجمعنا بيت واحد، بعد ماحاربنا مفهوم الجهاز والشبكة والفندق والفرح ".


وأضاف الزوج أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة: " ربنا رزقنا بطفلين توأم《يوسف وآسر، كانت ضحكتهما بتهون علينا أيام الشقا والتعب، واعتبرناهم مكافأة من ربنا، والسعادة اللى تواجدت بوجود أولادي خلتنا نحارب أكتر ونكافح زيادة عشان نضمن مستقبل لأسرتنا الصغيرة، لحد مابدأ الكل يحسدنا على بيتنا الهاديء السعيد ".

اقرأ أيضا: استغلالا لأزمة كورونا.. ضبط تاجرين بحوزتهما سجائر مهربة بالبحيرة


وتابع الزوج أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة: " ربنا مكافأته زادت ونجحنا فى منحة لأمريكا، بس الفلوس كانت عائق، أخدنا قرض من البنك بضمان خال زوجتي، واللي شغال مدير مستشفي، بس القرض كان لشخص واحد ووقتها ضحت زوجتي، وطلبت أسافر أنا وهى هتراعي الأولاد لحد ما أرجع، وفعلا سافرت واتغربت 3 سنين بعيد عن مراتي وحبيبتي ".

واصل الزوج أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة: " رجعت بعد 3 سنين معايا شهادة الإمتياز، بشكر ربنا على مراتي وأولادي وبدأنا فى مشروعنا الصغير، وفعلا زوجتي مقصرتش وقفت معايا واشتركت فى افتتاح عيادة كبيرة فيها كل التخصصات وكان معانا كل أصدقائنا اللي حبوا يخدموا مهنتهم ".

السرطان ينهى القصة
وأكمل الزوج أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة: " الحياة كانت مخبية شوية مفاجآت صعبة، ابني يوسف تعب فجأة وبعد تحاليل كتير اكتشفنا إن عنده السرطان، واتكتبت بداية النهاية، المرض اللعين نهش فى جسمه وأصبح هيكل عظمي، وبطلنا أنا وزوجتي نتكلم بعد ما الحزن سيطر على البيت، أزمة ورا التانية والفرحة ضاعت من عندنا، وملك الموت كان ضيف حاضر عندنا، فشلت كل طرق العلاج مع ابني البالغ 9 سنوات، وفجأة مات وروحه طلعت لربه، وبدأنا نصرخ بشكل هستيري فى المستشفى لفراق ابننا، وبدأ كل طرف فينا بيلوم التانى على تقصير مش عارفين هو إيه".


ليبكي الزوج أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة وهو ينهي كلماته قائلا : " مراتي أخدت آسر ومشيت بعيد عني، وسابتني عايش فى الوجع لوحدي، ورفعت قضية خلع تنهي بها كل حاجة بيني وبينها ".