الطريق
جريدة الطريق

ملعونة لقمة مغمسة بالذل.. سبته يضربك ليه ياوليد ثلاث صفعات؟

محمد عبد الجليل
-

أكان لا بد أن تتلقى ثلاث صفعات حتى تنتفض كرامتك؟

تلقيت الصفعة الأولى فسكت من أجل لقمة عيشك، ونلت الثانية فأطرقت برأسك من أجل الخوف على مستقبل أسرتك المرهون بحفنة من الدينارات، طيب.. والثالثة؟! فيما كان سكوتك عنها؟ أرغبة منك في الاستمرار في دور ضحية أكل العيش، وخوفا على فتات يلقى لك كل أول شهر لا تكاد تجد وقتا لتنظر فيه أو تنفقه أو تستمتع به، ولا تفعل سوى أن ترسله إلى تلك الأفواه المفتوحة التي تنتظر تلك اللقيمات؟

من أجل أسرتك و"لقمتك" قبلت الإهانة وازدردتها في جوفك نارا وغصة، لم تفكر كيف سترفع رأسك بين إخوانك وأبناء عمومتك عندما تعود مهانا مجروح الكرامة، ولم تفكر كيف ستكون فارسا لتلك المرأة التي تنتظر فارسها ليعود إليها يشاركها الليالي الباردة، وكيف ستنظر في وجه الأطفال، متى ستخبرهم بأنك رجلهم الذي يحميهم من كل معتد ويرد عليهم حقهم وكرامتهم، بينما عدت تجر أذيال الخنوع والجُبن، ملطخ بالعار لا حيلة لك ولا قوة.

كان يجب أن ترد الصفعة بصفعة مثلها أو أشد منها، العين بالعين والسن بالسن، والبادي أظلم، ومع الصفعة الثانية، ظهر جبنك مخزيا وخوفك ذليلا، وانتظرنا منك ثأرا لكرامتك وكرامة أبنائك وزوجتك مع الصفعة الثالثة، لكن دود الأرض أولى بأجساد الجبناء.

تقول إنك خائف على لقمة العيش، وتقول إنك في بلد قانون، ولذلك لم ترد الصاع صاعين، إذا كان لك أدنى معرفة بالقانون، فكان يجب أن تعرف أنه يكفل لك حق الدفاع عن النفس، وهو حق فطري وغريزي ورباني أقره المشرع الوضعي، لأنه لم يتصور أن إنسانا يتلقى الصفعات الواحدة تلو الأخرى، وهو يقف كالصنم العاجز لا يحرك ساكنا.

كان عليك أن تثأر لنفسك، وأن تعلم أنك ومثلك الملايين لا تعملون خدما لدى هولاء، بل العكس هو الصحيح، أنتم من تعمرون بلادهم وتؤدون لهم خدمات وأعمالا، ولا أحد يحسن عليكم، وأزيدك فأؤكد لك أنه لولا الكنز الأسود المسمى البترول، لما تجرأ أحدهم على النظر بطرف عينه إليك، وإذا كان سوء الأدب قد تكرر منهم أكثر من مرة في بلاد الخليج، ولم يجدوا من يعيد تأديبهم، قبل أن ينفذ صبر المصريين وقيادتهم الحكيمة التي ما زالت تتحلى بربأط الجأش ومعالجة الأمور بحكمة، أقول إذا كان هذا غائب عن مسئوليهم، فليعودا ويقرأوا تاريخ مصر وموقفها من بلادهم، فأنت ومثلك آلاف من المصريين من حفظت أرضهم من الضياع وحاربت من أجلهم، ولذلك فأنت ومثلك آلاف من المصريين يجدر بكم أن تتحركوا وتنالوا حقوقكم المهدرة دون خوف.

لا تسترخص نفسك ولا تقلل من قيمتك، ولا تنتظر ثأرا من حكومتك، فليس لدينا هنا مختلين عقليا يشنون الحروب من أجل "خناقة"، وإنما لدينا قيادة حكيمة تنتظر منك أن تأخذ حقك وتسترد كرامتك وهي معك وواقفة في ظهرك، فمن أجل كرامتك ورأسك المرفوعة، يجب أن تضع، أنت ومعك كل مصري مغترب، أي شيء تحت قدمك، ، وألا تصمتوا على هذه العنصرية الموجهة ضدكم في أكثر من بلد عربي خليجي، فلولا مصر، وبحق الله، ما كان لهذه البلاد وجودا على خريطة العالم.